الرد الاردني الشجاع على اجراءات مكتب نتنياهو ضد زيارة سمو الامير للمسجد الاقصى ..اكد للعالم ان لاسلام ولا امن ولا استقرار في المنطقة بدون احترام الوصاية الهاشميه على المقدسات والتي ابتدات قبل نحو مائة عام بطلب فلسطيني ووافق عليها المجتمع الدولي وضمن تحقيقها لاحقا
بقلم : محمد مناور العبادي *
لم تكن حكومة اليمين الاسرائيلي المتطرف، تتوقع ردا اردنيا قاس، وسريع، ومؤثر،على محاولتها تفريغ زيارة سمو ولي العهد الأمير الحسين من مضامينها ، السياسية والشعبية والتاريخية والشرعية والقانونية، فسقط رئيسها نتنياهو في "الشَّرَكُ" الذي خطط له للعبث ب"شرعية الوصاية الهاشمية" على المقدسات الاسلامية ، والتي يؤكد الاردن دوما، انها خط احمر،و لاتوجد قوة في الارض تجعله يتخلى عن هذا الارث الهاشمي المعترف به دوليا وشعبيا ودينيا وتاريخياوشرعيا.
لقد اعلن سموه عشية زيارته الدينية المفترضة للمسجد الاقصى ، لمشاركة الفلسطينين احتفالاتهم بالاسراء والمعراج " ان القدس قضية شخصية لوالدي ولي وللهاشميين” ..وطبق الحسين فعلا ماقاله ، ومايؤمن به الهاشميون والعرب والمسلمون، حين اضطره اليمين الاسرائيلي الى الغاء زيارته في لحظاتها الأخيرة، بسبب مبالغات قوات الاحتلال الاسرائيلي، بالتدخل بتفاصيل الزيارة ، والتراجع عما اتفق عليه اصلا ، بين الجانبين الاردني والاسرائيلي .
فقد استهدفت الاجراءات الاسرائيلية التي طلب مكتب نتنياهو القيام بها، منع المقدسيين من تنظيم استقبال ديني شعبي حافل في ساحات الحرم القدسي يليق بسموه كهاشمي ، وذلك حين تقرراغلاق أبوب الحرم المقدسي من ثلاثة إتجاهات، خلال زيارة الأمير الهاشمي ، فضلا عن اصرار مكتب نتنياهو على مرافقة قوات كبيرة من الجيش الاسرائيلي لسموه ، خلال زيارته لمنع تواصله مع ممثلي الفعاليات الشعبيه المقدسيه ، وهو مارفضه سموه بقوة ، مؤكدا انه لايمكن ان يدخل المسجد الاقصى تحت حراب قوات الاحتلال ، وانه يرفض ان يكون ايا كان، حاجزا بينه وبين الفلسطينين الذين كان من المقرران يتوافدوا للصلاة على " الاقصى " للاحتفال بالاسراء والمعراج ، والترحيب بسموه، كما رفض الحسين قرار اليمين الاسرائيلي بتقليص عدد المرافقين له المدنيين والعسكريين والمتفق عليه مسبقا لافساح المجال امام المرافقة العسكرية الاسرائيليه. .
لقد كانت زيارة سمو الامير الحسين المفترضة للمسجد الاقصى ناجحة بكل المقاييس ، رغم انها لم تتم ، - فرب ضارة نافعه ،اذ تمكن سموه سياسيا من توجيه رسائل للداخل والخارج ، بان الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلاميه ليست مجرد وثيقه مكتوبه كما تحاول اسرائيل ايها م العالم ، بل انها حقيقة ينبغي تطبيقها عمليا على ارض الواقع ، وان المسجد الاقصى عهدة هاشميه فعلا ، ينبغي السماح لكل مسلمي الارض الصلاة فيه بسلام ، بدون اية عقبات ، وعراقيل وفي جو آمن ، مهما كانت مبررات الاحتلال ، لأن السلام كل لايتجزأ ،ولأن كل اتفاقيات السلام العربيه الاسرائيليه ، اشترطت ان تبقى ابواب المسجد الاقصى مفتوحة لكل المسلمين للصلاة فيه ،بدون اية مضايقات . وبغير ذلا الاسرائيلي لن يكون دافئا ، ولن تنعم منطقتنا ابدا ، بالأمن والسلام والاستقرار ابدي ، لأن الرعاية الهاشميه للمقدسات الاسلاميه شرط اساسي للسلام والامن والازدهار وقيام شرق اوسط جديد ، تتوفر فيه الحياة الحرة الكريمة الامنة لكل شعوبه ، بعيدا عن التطرف بكل مسمياته .
من هنا كان الرد الاردني العنيف والشجاع والآني امس ، تطبيقا لمقولة تاريخية خالدة - "العين بالعين والسن بالسن والباديء اظلم " اذ قررالاردن منع طائرة بنيامين نتنياهو من عبور الاجواء الاردنية امس ، بعد ان رفض جلالة الملك خلال السنتين السابقتين الرد على مكالماته الهاتفية ، في رسائل ملكية مباشرة للمجتمع الدولي ، مفادها ان الأردن مع السلام القائم على احترام الاتفاقيات المبرمة بين اسرائيل والدول العربيه ، والتي نصت جميعها على احترام حق المسلمين بالصلاة في المسجد الاقصى بحرية كاملة ، وهو ماتضمنته اتفاقية السلا م الاردنية الاسرائيليه في وادي عربة عام 1994 والتي اعيد التاكيد عليها في اتفاق واشنطن وبضمانة امريكية في تشرين اول 2015 والتي تاتي اعترافا دوليا بالوصاية الهاشميه على المقدسات التي ابتدات عام 1924 حين بايع الفلسطينيون الشريف حسين بين علي لحماية ورعاية واعمار الاماكن المقدسه في القدس ..مما اعطى الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلاميه في القدس ، مشروعية تاريخية شعبية شرعية، اضافىة للمشروعية الدينية والمعترف بها دوليا
* رئيس التحرير المسؤول / وكالة القلعه نيوز