بقلم : الإعلامي محمد الوشاح
للإمارات وشعبها مكانة خاصة في قلبي تعود لعشرات السنين ، ولي فيها أصدقاء إماراتيون ومن مختلف الجنسيات ، وأنا على تواصل مستمر معهم منذ عهد بعيد وقد زارني عدد منهم في مناسبة أو غير مناسبة .
وإني أجزم دائما أن هناك تشابهاً وانسجاماً كبيرين في القيم والعادات والتقاليد والحياة الاجتماعية بين الشعبين الإماراتي والأردني ، اللذين تربطهما علاقات أخوية وطيدة منذ ستينات القرن الماضي .
وتعدّ العلاقات الأردنية الإمارتية نموذجاً متميزاً للعلاقات الأخوية العربية – العربية ، والتي تتسم بالقوة والرسوخ منذ نشأة دولة الإمارات وحتى يومنا هذا ، علاقات مستندة على مبادئ وأسس متينة مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة ، اذ تعمل قيادة البلدين الشقيقين بشكل مستمر على تنمية هذه العلاقات وتوطيدها على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، كما تتميز بقدرتها على التطور والتجديد المستمر في إطار التضامن العربي والتنسيق المستمر إزاء مجمل القضايا التي تهمُ البلدين الشقيقين ، كقضية الجزر الثلاث أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى المحتلة من قبل إيران ، حيث يدعم الاردن مساعي دولة الإمارات لاستعادة حقوقها المشروعة في هذه الجزر الثلاث .
ولا ينكر الأشقاء الإماراتيون أن للأردنيين شرف المشاركة في نهضة دولتهم وتطورها منذ عهد بعيد ، حيث ساهم أبناء الأردن في تطوير مختلف المجالات ، وبخاصة التعليمية والصحية والعسكرية ، كما يرتبط الأردن والإمارات بالعديد من الاتفاقيات الرامية الى زيادة التعاون بين البلدين بما يخدم مصالحهما المشتركة ويعود بالنفع والخير على شعبيهما . ويتميز المواطن الإماراتي بصدق انتمائه لوطنه ومحبته لأبناء أمته ووفائه لأصدقائه ، وخلال وجودي بدولة الامارات وتحديداً في إمارة رأس الخيمة ، ربطتني فيها علاقة متينة مع الكثير من المواطنين ، ومن بينهم أخي وصديقي المرحوم الأستاذ سلطان حميد مطر السويدي ، وهو يُعد أقدم مدرس بالإمارة ومن بُناة النهضة التعليمية فيها ، وله الفضل بتأسيس أول مدرسة حكومية في المنطقة ، وقد درس على يديه آلاف المواطنين الذين ينسبون له الفضل بتعليمهم الحروف الهجائية الأولى ، كما حظي بمكانة كبيرة في الإمارة ، لما له من احترام وتقدير من أبنائها وشيوخها .
وعندما قررتُ عام 1994 مغادرة الإمارات والعودة الى الأردن ، غمرني الأصدقاء بوفائهم ومحبتهم المخلصة ، فأقاموا لي عدة حفلات رسمية وشعبية ، وقبل المغادرة نشرتُ كلمة شكرتُ فيها الجميع على تلك اللفتة الطيبة والحفاوة العربية الأصيلة المتمثلة بهذا التكريم الصادق ، الذي يعبّر عن نقاء أهل الإمارات ونُبل أخلاقهم وصفاء قلوبهم .
وبهذه المناسبة العزيزة ، مناسبة مرور 50 عاما على استقلال الإمارات الحبيبة ، أسأل الله أن يحفظ هذه الدولة الشقيقة من كل سوء ، وأن يجعلها في تقدم وازدهار ، ويديم على قيادتها الأمن والأمان وعلى شعبها الصحة والعافية ودوام السعادة والهناء .