شريط الأخبار
رئيس جامعة البلقاء التطبيقية يبحث سُبل التعاون مع بلدية السلط الكبرى مصرع سائق حرقا في حادث خلال بطولة لرالي السيارات فانس لا يستبعد شطب ترامب للشركات الصينية من البورصات الأمريكية مباراة الحلم.. ماذا يحتاج كل من السعودية والعراق لبلوغ كأس العالم 2026؟ واردات ألمانيا من الغاز المسال بلغت أعلى مستوى منذ 2022 أردوغان: نواصل اتصالاتنا مع روسيا وأوكرانيا لحل النزاع و"تجار الدم" يستغلون الحرب مقاتلة تخنق منافستها بشراسة في نزال دموي "الأردني أبو عاشور "يحصد المركز الثاني في مسابقة الخط العربي "السفير القضاة "يلتقي نظيرة التركي في دمشق مكتب نتنياهو: لن يحضر أي مسؤول إسرائيلي قمة شرم الشيخ السفير القضاة يلتقي وزير التعليم العالي والبحث العلمي السوري كواليس رحلة اتفاق السلام في غزة من "مخبأ المليارديرات" إلى شرم الشيخ إيران تغيب عن قمة شرم الشيخ رغم تلقيها دعوة أمريكية شخصيات تعلن عزمها المشاركة بالقمة الدولية بشأن غزة في مصر نائب الرئيس الأميركي: سيتم إطلاق سراح المحتجزين من غزة "في أي لحظة" فرنسا: الاتحاد الأوروبي سيعزز حضوره في غزة الحكومة الإسرائيلية: إطلاق سراح الرهائن من غزة قبل الفلسطينيين قمة شرم الشيخ للسلام: إيران مدعوة ونتنياهو يتغيب و"حماس" حاضرة بالوساطة الرئيس السيسي: مصر لن تقف مكتوفة الأيدي أمام نهج إثيوبيا غير المسؤول بنهر النيل حماس: الإفراج عن المحتجزين في غزة سيبدأ صباح الاثنين

لَا تَتَجَرَّدُ مِنْ الشُّعُورِ

لَا تَتَجَرَّدُ مِنْ الشُّعُورِ
القلعة نيوز -
هْبَةُ أَحْمَدَ الْحَجَّاجِ .

أَحْيَانًا قَدْ يَكُونُ عُنْوَانُ الْمَقَالِ غَرِيبًا بَعْضَ الشَّيْءِ ، قَدْ يَشْعُرُ الْبَعْضُ بِالِاسْتِغْرَابِ ، وَ يَبْدَأُ بِإِلْقَاءِ التَّسَاؤُلَاتِ: كَيْفَ ذَلِكَ ؟ هَلْ تَعْتَقِدِينَ أَنَّنِي لَاأَمْلِكُ الْإِحْسَاسَ وَ الْمَشَاعِرَ ؛ أَنَا إِنْسَانٌ وَ الْإِنْسَانُ مَجْبُولٌ عَلَى الْإِحْسَاسِ وَ الْمَشَاعِرِ ، وَ الْبَعْضُ الْآخَرُ قَدْ يَتَبَادَرُ إِلَى ذِهْنِهِ عِدَّةَ تَسَاؤُلَاتٍ؛


مَتَى سَأَشْعُرُ ؟ وَ لِمَاذَا سَأَشْعُرُ ؟! أَوْ بِالْأَحْرَى بِمَاذَا سَأَشْعُرُ ؟! مَاذَا تَقْصِدِي ؟!
حَسَنًا .
فِي بِدَايَةِ الْأَمْرِ يَتَوَجَّبُ عَلَيَّ أَنْ أُوَضِّحَ لَكُمْ مَا مَعْنَى كَلِمَةِ شُعُورٍ ؟ أَوْ مَاذَا أَقْصِدُ بِكَلِمَةِ الشُّعُورِ ؟!


الشُّعُورُ أَوْ الْمَشَاعِرُ :- هِيَ تَجْرِبَةٌ وَاعِيَةٌ تَتَمَيَّزُ بِالنَّشَاطِ الْعَقْلِيِّ الشَّدِيدِ، وَ بِدَرَجَةٍ مُعَيَّنَةٍ مِنْ الْمُتْعَةِ أَوْ الْمُعَانَاةِ . وَقَدْ انْجَرَفَ الْخِطَابُ الْعِلْمِيُّ إِلَىمَعَانٍ أُخْرَى، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يُوجَدُ إِجْمَاعٌ عَلَى تَعْرِيفِ الْمَشَاعِرِ. وَ غَالِبًا مَا تَتَشَابَكُ الْعَاطِفَةُ مَعَ الْحَالَةِ النَّفْسِيَّةِ، وَ الْمِزَاجِ ، وَالشَّخْصِيَّةِ،وَالتَّوَجُّهِ،وَالدَّافِعِيَّةِ.


هَذَا مِنْ نَاحِيَةِ التَّعْرِيفِ اصْطِلَاحًاً. أَوْ بِمَعْنًى آخَرَ مِنْ نَاحِيَةِ الْقَوْلِ .
لَكِنْ مِنْ نَاحِيَةِ الْفِعْلِ ؛ سَنَبْدَأُ الْآنَ :


يَقُولُ سْتُورْمْ جِيمْسُونْ:-
مِنْ السَّخَفِ الْقَوْلُ إِنَّ زِيَادَةَ الرَّفَاهِيَةِ تَعْنِي السَّعَادَةَ ، فَالسَّعَادَةُ تَأْتِي مِنْ الْقُدْرَةِ عَلَى الْإِحْسَاسِ بِعُمْقٍ وَ التَّمَتُّعِ بِبَسَاطَةٍ ، وَ الشُّعُورُ بِأَنَّالْآخَرِينَ يُحِبُّونَكَ وَ يَحْتَاجُونَ إِلَيْكَ .
حَسَنًا .. سَأُفَسِّرُ لَكَ مَاذَا يَقْصِدُ سْتُرُومْ .
كَمْ مَرَّةً مِنَ الْمَرَّاتِ رَأَيْتُ أَثْرِيَاءَ كَثُرٍ يَمْلِكُونَ جَمِيعَ أَنْوَاعِ الرَّفَاهِيَةِ وَ لَكِنَّهُمْ لَا يَمْتَلِكُونَ السَّعَادَةَ .


مَثَلًا ثَرِيٌّ يَمْتَلِكُ الشَّرِكَةَ الْفُلَانِيَّةَ وَ يَمْتَلِكُ السَّيَّارَةَ الْفُلَانِيَّةَ وَلَدَيْهِ رَصِيدٌ بِالْبَنْكِ بِالْمَبْلَغِ كَذَا وَلَدَيْهِ وَلَدَيْهِ
لَكِنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَأْكُلَ سُنْدَوِيشَةَ فَلَافِلَ ! وَ انْتَبِهْ قُلْتُ لَكَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَأْكُلَ لَا أَنْ يَشْتَرِيَ ، السَّبَبُ أَنَّهُ لَا يَمْتَلِكُ الصِّحَّةَ .


بِالْمُقَابِلِ هُنَاكَ شَخْصٌ مَا فَقِيرٌ ، أَمْوَالُهُ لَا تَتَعَدَّى بِضْعَةَ دَرَاهِمَ عَلَى رَأْيِ الْمِثْلِ " عَلَى قَدْ لِحَافِهِ يَمُدُّ قَدَمَيْهِ " ، وَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَأْكُلَ " سُنْدَوِيشَةَالْفَلَافِلَ" وَ يَتَذَوَّقَهَا وَ يَسْتَمْتِعَ بِمَذَاقِهَا ،قَدْ يَتَأَثَّرُ دَخْلُهُ الْمَادِّيُّ قَلِيلًاً ، وَ لَكِنْ سَيَطْغَى طَعْمُ مَذَاقِهَا وَ تَمْنَحُهُ شُعُورٌ بِالسَّعَادَةِ فِي وَقْتِهَا.
تَذَكَّرَ الرَّجُلُ الثَّرِيَّ الَّذِي قُلْتُ لَكَ أَنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَنَاوَلَ " سُنْدَوِيشَةَ الْفَلَافِلِ " ، هَا هُوَ يَنْظُرُ إِلَى ذَلِكَ الْفَقِيرِ وَ يَتَحَسَّرُ لَوْ أَنَّهُ يَمْتَلِكُ صِحَّتَهُكَانَ اشْتَرَى هَذَا الْمَطْعَمَ بِأَكْمَلِهِ وَ أَمْضَى عُمُرَهُ فِي تَنَاوُلِ تِلْكَ " السِّنْدَوِيشَاتِ اللَّذِيذَةِ" وَ لَكِنْ سُرْعَانَ مَا فَكَّرَ وَ قَالَ بِمَقُولَةِ سْتُرُومْ " الشُّعُورُبِأَنَّ الْآخَرِينَ يُحِبُّونَكَ وَ يَحْتَاجُونَ إِلَيْكَ ."


فَذَهَبَ إِلَى ذَلِكَ الْفَقِيرُ وَ قَدَّمَ لَهُ الْمُسَاعَدَةَ .


أَتَعْلَمُ قَدْ يَكُونُ ذَلِكَ الْغَنِيُّ لَمْ يَتَذَوَّقْ تِلْكَ الْفَطِيرَةَ وَ لَكِنْ بِالتَّأْكِيدِ عِنْدَمَا سَاعَدَ ذَلِكَ الْفَقِيرُ؛ طَعْمُ سَعَادَةَ مُسَاعَدَتِهِ لَا يَقِلُّ عَنْ طَعْمِ مَذَاقِ الْفَطِيرَةِفِي فَمِ الْفَقِيرِ .


وَالْآنَ أَلَا تَرَى ذَلِكَ الطِّفْلَ الصَّغِيرَ ، يَرْكُضُ هُنَا وَهُنَاكَ وَ وَجْهُهُ مَمْزُوجًا بِالْفَرَحِ وَ الِانْتِصَارِ وَ كَأَنَّهُ الصَّقْرُ الَّذِي التُّهَمُ فَرِيسَتْهُ بِمَخَالِبِهِ هَكَذَاكَانَ ذَلِكَ الطِّفْلُ الصَّغِيرُ عِنْدَمَا انْتَزَعَ نَجَاحُهُ مِنْ مَادَّةِ الرِّيَاضِيَّاتِ وَ الَّتِي كَانَتْ كَالشِّبَحِ بِالنِّسْبَةِ لَهُ . وَلَمْ يَنْجَحْ فِيهَا فَقَطْ بَلْ حَقَّقَ عَلَامَةً عَالِيَةً . فَتَرَاهُ تَارَةً يَضْحَكُ بِكُلِّ فَرَحٍ وَ يَتَحَدَّثُ عَنْ شُعُورِهِ فِي هَذِهِ اللَّحْظَةِ ، وَ تَارَةً يُمْسِكُ بِيَدِهِ عَلَامَتَهُ عَالِيًا وَ يَرْفَعُهَا بَيْنَ يَدِهِ وَ يَصْرُخُ بِصَوْتِهِ الطُّفُولِيِّالْمَمْزُوجِ بِالسَّعَادَةِ وَ الِانْتِصَارِ وَ يَقُولُ " فَعَلْتُهَا ، فَعَلْتُهَا ".
قَدْ يَتَبَادَرُ إِلَى ذِهْنِكَ فِكْرَةٌ الْآنَ وَ تَقُولُ " نَعَمْ إِنَّهُ سَعِيدٌ بِسَبَبِ النَّجَاحِ " ،


سَأَقُولُ لَكَ كَمَا يَقُولُ إِبْرَاهِيمُ الْفَقِّي :- يَظُنُّ النَّاسُ أَنَّ الشُّعُورَ بِالسَّعَادَةِ هُوَ نَتِيجَةُ النَّجَاحِ وَ لَكِنَّ الْعَكْسَ هُوَ صَحِيحٌ.


النَّجَاحُ هُوَ نَتِيجَةُ الشُّعُورِ بِالسَّعَادَةِ.




بِالْمُقَابِلِ أَيْضًاً يَقُولُ إِبْرَاهِيمُ الْفَقِي :- لَا يُوجَدُ إِنْسَانٌ تَعِيسٌ ، وَ لَكِنْ تُوجَدُ أَفْكَارٌ تُسَبِّبُ الشُّعُورَ بِالتَّعَاسَةِ.


أَنْتَ وَ أَنَا نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ لَهُ ضِدٌّ .
فَالْخَيْرُ ضِدُّهُ الشَّرُّ ، الْفَرَحُ ضِدَّهُ الْحُزْنُ ، السَّعَادَةُ ضِدُّهَا التَّعَاسَةُ، وَ هَكَذَا




فَالشَّابُّ الَّذِي فِي مُقْتَبَلِ الْعُمْرِ ، وَ حَصَلَ عَلَى شَهَادَةٍ جَامِعِيَّةٍ ، يَبْدَأُ بِبِنَاءِ أَحْلَامِهِ مِنْ نَاحِيَةِ الْوَظِيفَةِ الْمُسْتَقْبَلِيَّةِ الْمُرِيحَةِ ، بَيْتِ الْأَحْلَامِ ، الْفَتَاةُالَّتِي يَتَمَنَّى أَنْ تَكُونَ زَوْجَتُهُ الْمُسْتَقْبَلِيَّةُ ، وَ الْكَثِيرَ الْكَثِيرُ مِنْ الْأَحْلَامِ الَّتِي يَحْلُمُ بِهَا أَيُّ شَخْصٍ ، حَتَّى أَنَّنِي أَعْجَبْتْنِي مَقُولَةً لَسْتُ اعْلَمْ مِنْقَائِلِهَا، يَقُولُ " لَوْلَا الْأَحْلَامُ ؛ لَمَاتَتْ عُقُولُنَا اخْتِنَاقًاً بِمَا يَفْعَلُهُ الْوَاقِعُ".


وَمَعَ الْأَيَّامِ وَ لِلْأَسَفِ اخْتَنَقَ وَاقِعُ ذَلِكَ الشَّابُّ وَ بَعْدَ عِدَّةِ مُحَاوَلَاتِ فَشِلَ فِي الْحُصُولِ عَلَى وَظِيفَةٍ ،وَأَصْبَحَتْ أَحْلَامُهُ تَتَبَخَّرُ حُلْمًا تِلْوَ الْآخَرِ ،أَصْبَحَ حَبِيسًا لِلْأَفْكَارِ السَّلْبِيَّةِ وَ التَّعِيسَةِ .


أَصْبَحَ يَشْعُرُ أَنَّ الْعَالَمَ بِأَسْرِهِ ضِدَّهُ ، سَيَقُولُ فِي نَفْسِهِ " هَلْ سَتَكُونُ بَقِيَّةُ حَيَاتِي بِهَذَا الشَّكْلِ ؟ ، هَلْ سَيَنْسَرِقُ عُمْرِي وَ أَنَا لَمْ أُحَقِّقْ حُلْمًا وَاحِدًا مِنْ أَحْلَامِي ؟! "


وَ الْكَثِيرُ مِنْ الْأَفْكَارِ وَ الْأَسْئِلَةِ : لِمَاذَا وَكَيْفَ وَ أَيْنَ وَ مَتَى وَ مَاذَا ؟! السَّلْبِيَّةُ الَّتِي تَقُودُ إِلَى الشُّعُورِ بِالتَّعَاسَةِ .


تُذَكِّرُنِي حَالَةُ هَذَا الشَّابِّ بِمَقُولَةٍ تُعْجِبُنِي جِدًّا ؛ مَقُولَةٌ لِابْنِ الْقَيِّمِ يَقُولُ "لَيْسَتْ سَعَةَ الرِّزْقِ وَ الْعَمَلُ بِكَثْرَتِهِ وَ لَا طُولُ الْعُمُرِ بِكَثْرَةِ الشُّهُورِ وَالْأَعْوَامِ وَ لَكِنْ سَعَةَ الرِّزْقِ وَ الْعُمْرِ بِالْبَرَكَةِ فِيهِ".
وَ عَلَى رَأْيِ مِثْلِ شَعْبِيٍّ «لَوْ تَجْرِي جَرْيُ الْوُحُوشِ، غَيْرَ رِزْقِكَ مَا تَحُوشُ».
الْمَثَلُ الشَّعْبِيُّ هَذَا يَحْمِلُ دَلَالَةً جَمِيلَةً ؛ تَتَمَثَّلُ بِأَنَّكَ لَنْ تَحْصُلَ إِلّا عَلَى مَا يَكْتُبُهُ اللَّهُ لَكَ، وَ أَنَّكَ أَحْيَانًاً تَسْتَمِيتَ مِنْ أَجْلِ شَيْءٍ غَيْرِ مَكْتُوبٍ لَكَ ،بِالتَّالِي مَا «تَحَوشُهُ» وَ تَتَحَصَّلُ عَلَيْهِ مَا هُوَ إِلَّا رِزْقُكَ الْمَكْتُوبُ لَكَ.


الْبَعْضُ الْآخَرُ قَدْ تَكُونُ لَهُ فِكْرَةٌ مُخْتَلِفَةٌ تَمَامًا، قَدْ لَا يَسْتَسْلِمُ وَ يَقُولُ " قَدْ يَكُونُ رِزْقِي فِي بَلَدٍ آخَرَ ، فَيَبْدَأُ بِالْبَحْثِ هُنَاكَ وَهُنَا ، وَ يُقَدِّمُ الْأَوْرَاقَوَ يَبْذُلُ قُصَارَى جُهْدِهِ حَتَّى يَحْصُلَ عَلَى عَمَلٍ فِي بَلَدٍ آخَرَ ، وَ يَحْصُلَ وَ لِلَّهِ الْحَمْدُ وَ بَعْدَ عِدَّةِ سَنَوَاتٍ مِنْ الْغُرْبَةِ يَتَذَكَّرُ قَوْلَ بَنَانَا يُوشِيمُوتُو :-مَهْمَا ذَهَبَ الْإِنْسَانُ إِلَى بَلَدٍ آخَرَ غَيَّرِ بَلَدِهِ الْأُمِّ بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ الزَّوَاجِ أَوْ الدِّرَاسَةِ. فَلَنْ يَشْعِرَ بِالرَّاحَةِ وَ الِانْتِمَاءِ لِهَذَا الْمَكَانِ مَهْمَا حَاوَلَ أَنْيُبْدِيَ مِنْ الْمَشَاعِرِ لِذَلِكَ الْمَكَانِ. يَحِنُّ لِتُرَابِ الْوَطَنِ وَلَا بُدّ لَهُ أَنْ يَعُودَ لِذَلِكَ الْوَطَنِ فِي يَوْمٍ مِنْ الْأَيَّامِ.


بِالْمُنَاسَبَةِ ، بِلُغَتِنَا الْعَامِّيَّةِ " عَلَى سِيرَةِ الْوُحُوشِ" هَلْ قُمْتَ بِمُشَاهَدَةِ أَفْلَامِ رُعْبٍ عَلَى التِّلْفَازِ أَوْ فِي السِّينَمَا أَوْ حَتَّى عَلَى هَاتِفِكَ النَّقَّالِ ؟ أَمْأَنْتَ مِنْ الْقِسْمِ الْآخَرِ الَّذِي يَنْتَابُهُ الْخَوْفُ وَ الْقَلَقُ وَقَدْ لَا يَنَامُ اللَّيْلُ بِسَبَبِ هَذِهِ الْأَفْلَامِ وَ التَّخَيُّلَاتِ مَا بَعْدَ هَذِهِ الْأَفْلَامِ؟ هَهْهْهُهُ .


لَا تُقْلَقُ وَلَا تَخْجَلْ مِنْ هَذَا الْمَوْضُوعِ فَالْخَوْفُ أَوِ الْمَخَافَةُ أَوِ الْخَشْيَةُ هُوَ الشُّعُورُ النَّاجِمُ عَنْ الْخَطَرِ أَوْ التَّهْدِيدِ الْمُتَصَوَّرِ وَ يَحْدُثُ فِي أَنْوَاعٍ مُعَيَّنَةٍمِنْ الْكَائِنَاتِ الْحَيَّةِ، وَ يَقُومُ بِدَوْرِهِ بِالتَّسَبُّبِ فِي تَغَيُّرٍ فِي وَظَائِفِ الْأَيْضِيَّةِ وَ الْعُضْوِيَّةِ وَ يُفْضِي فِي نِهَايَةِ الْمَطَافِ إِلَى تَغْيِيرٍ فِي السُّلُوكِ ، مِثْلَالْهُرُوبِ، الِاخْتِبَاءُ، أَوْ التَّجَمُّدِ تُجَاهَ الْأَحْدَاثِ الْمُؤْلِمَةِ الَّتِي يَتَصَوَّرُهَا الْفَرْدُ. وَقَدْ يَحْدُثُ الْخَوْفُ فِي الْبَشَرِ رَدًّا عَلَى تَحْفِيزٍ مُعَيَّنٍ يَحْدُثُ فِي الْوَقْتِالْحَاضِرِ، أَوْ تَحَسُّبًا كَتَوَقُّعِ وُجُودِ تَهْدِيدٍ مُحْتَمَلٍ فِي الْمُسْتَقْبَلِ كَوُجُودِ خَطَرٍ عَلَى الْجِسْمِ أَوْ الْحَيَاةِ عُمُومًا.


يَقُولُ سَيِّدُ قُطْبٍ :-


الْحَيَاةُ لَيْسَتْ شَيْئًاً آخَرَ غَيْرَ شُعُورِ الْإِنْسَانِ بِالْحَيَاةِ . جَرِّدْ أَيِّ إِنْسَانٍ مِنْ الشُّعُورِ بِحَيَاتِهِ تُجَرِّدُهُ مِنْ الْحَيَاةِ ذَاتِهَا فِي مَعْنَاهَا الْحَقِيقِيِّ.