يتابع الأردن عن كثب تطورات الأوضاع مع تصاعد الأزمة والتوتر بين موسكو وكييف واحتمالية غزو روسي لأوكرانيا، حيث قام بتفعيل خلية أزمة لمتابعة شؤون الجالية الأردنية هناك.

وزارة الخارجية سبق ان دعت المواطنين إلى عدم السفر إلى أوكرانيا والمتواجدين إلى مغادرتها في ضوء التطورات الراهنة، وتسجيل بياناتهم للتواصل عبر رابط الكتروني حيث تم استلام أكثر من 500 تسجيل عبر الرابط المخصص لتنظيم عودة الأردنيين من كييف، ويتم تحديث البيانات أولا بأول.

كما تم تحديث خطط الطواري وتكثيف التواصل مع الأردنيين لمتابعة الأوضاع وتقييمها من خلال الاتصال مع السفارة الأردنية في أنقرة. وعبّر نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الجمعة الماضي، عن أمله في نزع فتيل الأزمة في أوروبا في ظل مخاوف من تدخل عسكري روسي في أوكرانيا. وقال الصفدي في مؤتمر صحفي مع وزيرة الخارجية الألمانية آنالينا بيربوك، «نحن جوار واحد، وكل ما يجري في المنطقة ينعكس على أوروبا، وكل ما يجري في أوروبا ينعكس على منطقتنا، هذا هو الدرس الذي تعلمناه جميعا من التاريخ»، و»نأمل في نزع فتيل الأزمة في أوروبا عبر الحوار المستند إلى القانون الدولي. ونأمل بأن تنجح الجهود المكثفة التي تُبذل الآن من أجل إنهاء التوتر والعودة إلى الهدوء ومعالجة القضية بالطرق الدبلوماسية». وأعلنت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، أنها تتابع أوضاع الجالية الأردنية في أوكرانيا، وذلك في ظل تخوف عالمي من غزو روسي لأوكرانيا. وقالت إنها تتابع أوضاع الجالية الأردنية في اوكرانيا. وأضافت في بيان صحفي اصدرته مساء الجمعة، على لسان رئيسها النائب خلدون حينا، أنها على اتصال دائم مع وزارة الخارجية وشؤون المغتربين للوقوف على آخر المستجدات المتعلقة بالأزمة الروسية - الأوكرانية.

وأوضحت اللجنة، أنها تراقب عن كثب و تتابع أيضا مع الوزارة أوضاع الأردنيين في أوكرانيا، وما هي الإجراءات والاحتياجات اللازمة في حال تأزم الوضع هناك، معربة عن أملها أن يتم نزع فتيل الأزمة من خلال الحوار.

يشار الى أن 2606 أردنيين موجودون في أوكرانيا، بينهم 727 طالبا جامعيا يدرسون في 37 جامعة منتشرة في مختلف أنحاء أوكرانيا.

وقال السيد عماد ابو الرب من أبناء الجالية الأردنية في اوكرانيا، انه تم بالتعاون مع وزارة الخارجية والسفارة الاردنية في اوكرانيا تشكيل لجنة من الأردنيين من رؤساء الجاليات في المدن المختلفة.

الى ذلك، قال مصدر مطلع في تصريح خاص لـ»الدستور» ان سياسة التحوط التي يطبقها الأردن منذ العام 2008 إبان الأزمة المالية العالمية قادت لتعزيز الأمن الغذائي من خلال زيادة كميات المواد التموينية والمخزون منها وتنويع مصادر الاستيراد إضافة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من سلع اساسية كالخضار والدجاج وبيض المائدة والعمل ضمن خطط وبرامج خاصة لزيادة المساحات المزروعة والاهتمام بالقطاعات الإنتاجية كالصناعات الغذائية والزراعة والتجارة وغيرها.

وأضاف لقد نجحنا باختبارات صعبة مر بها العالم آخرها جائحة كورونا وتداعياتها حيث لم يسجل اي نقص لأي سلعة غذائية واليوم وفي ظل اجواء الحرب المحتملة بين روسيا وأوكرانيا فإن سياسة التحوط يتمكن الأردن من مواجهة تحدياتها وخاصة ما يتعلق بالامن الغذائي وتوفر الأغذية لفترات آمنة وان كانت الأسعار العالمية ستشهد ارتفاعا في حال وقعت الحرب فعلا، ولاحظنا الارتفاع الكبير في أسعار النفط والتي بلغت 95 دولارا ويتوقع ان تصل إلى 120 دولارا مع تطورات الازمة.

وبحسب ما أعلنت وزارة الصناعة والتجارة والتموين فإن معظم مستوردات المملكة من مادة القمح هي من رومانيا ولا تقل نسبة الكميات المستوردة منها عن 90 % من إجمالي الكميات التي تستوردها المملكة من القمح سنويا وبخصوص مادة الشعير تستورد من استراليا وفرنسا و المانيا ورومانيا.

وأشار المصدر الى أن كافة العقود المبرمة مع الشركات الموردة للقمح والشعير هي مناشيء مفتوحة ومتعددة والشركات ملزمه بالتوريد وبموجب ضمانات وكفالات مقدمة من قبلها وان اي تقصير أو إخلال من قبلها سيتم مصادرتها او الشراء على حسابها وجميع عقود التي تم توريدها أو جاري تحميلها لمادة القمح تمت من رومانيا بالنسبة للشعير تمت من استراليا

وأوضح أنه لا يوجد اي مستوردات لمادة القمح خلال عام 2021أو 2022من روسيا بسبب فرض روسيا ضرائب تصدير على القمح والشعير والذرة. مشيرا الى انه لا يوجد اي مستوردات من اوكرانيا العام الحالي، وأن المستوردات منها لمادة القمح خلال عام 2021 لم تتجاوز 10 % .

ونوه الى ان المستوردات لمادة الشعير تحولت إلى استراليا والأرجنتين، مؤكدا ان المخزون الاستراتيجي من القمح آمن ويكفي لمدة 15 شهرا. من جانبه، قال رئيس غرفة تجارة عمّان خليل الحاج توفيق، إن لدى الأردن مخزونا كافيا من السلع الغذائية، وسلة المستهلك الأردني بأمان في حال نشوب حرب بين روسيا وأوكرانيا.

وأشار لى عدم استيراد الأردن مواد رئيسية من أوكرانيا وروسيا باستثناء الزيت النباتي خاصة دوار الشمس، الذي يوجد منه مخزون كاف وبدائل في السوق المحلية.

وبشأن التطورات بين أوكرانيا وروسيا وتأثر سلة الغذاء الأردنية في حال نشوب حرب بين البلدين، قال الحاج توفيق إن «المصدر الرئيسي للدواجن المجمدة المستوردة في الأردن من الولايات المتحدة والبرازيل، أما القمح فتستورده الحكومة مؤخرا من رومانيا وتوجد بدائل أخرى منها الولايات المتحدة».

وتتكون سلة الغذاء الأردنية من منتجات عدة منها السكر والأرز والحليب والأجبان والبقوليات، وغالبيتها تأتي من أسواق الولايات المتحدة والبرازيل وأوروبا وليست من روسيا وأوكرانيا، ولذلك في حال اندلعت الحرب فسلة المستهلك الأردني بأمان ولا تتوقع الغرفة وقف الشحن البحري، لكن في حال ارتفعت أسعار النفط فسينعكس الأمر على كلف الشحن وفق نسبة الارتفاع، لكنه يأخذ وقتا»، وفق رئيس الغرفة.

وقال توفيق الذي يشغل أيضا منصب نقيب تجار المواد الغذائية: «نطمئن المواطن الاردني أن لدينا مخزونا آمنا من السلع والأسعار لن تتأثر في حال نشوب حرب بين روسيا وأوكرانيا لدنيا مخزون كافٍ ومستعدون لرمضان أيضا والأسعار لن تتأثر».

وشدد على عدم صحة وجود تهديد للأمن الغذائي في حال وقعت الحرب.

وبلغ حجم التبادل التجاري بين الأردن وأوكرانيا، وفق بيانات من السفارة الأوكرانية في عمّان في الشهور التسعة الأولى من عام 2021 ما قيمته 148.412 مليون دولار أميركي ما يعادل نحو 104 ملايين دينار، بزيادة قدرها 14.2 % عن الفترة نفسها من عام 2020.

وبحسب السفارة فإن مستوردات البضائع من أوكرانيا ارتفعت في الشهور التسعة الأولى من عام 2021 بنسبة 14.7 % مقارنة بالفترة نفسها من عام 2020 والتي بلغت 144.421 مليون دولار أميركي، فيما بلغت صادرات الأردن إلى أوكرانيا 3.991 مليون دولار أميركي وكانت أهم الصادرات الأردنية لأوكرانيا هي الأدوية ومنتجات المعادن الحديدية والأسمدة والمواد الكيميائية غير العضوية.

وكانت أهم الصادرات الأوكرانية للأردن هي الحبوب المتنوعة والمعادن الحديدية والدهون والزيوت من أصل نباتي أو حيواني.

ويظهر حجم التبادل التجاري وجود عجز بالميزان التجاري لصالح أوكرانيا بنحو 140 مليون دولار أميركي.

وحول أوضاع الطلبة الأردنيين الدارسين في أوكرانيا، أكد أمين عام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور مأمون الدبعي، أنه من المبكر الحديث عن أوضاعه حاليا.

وقال الخطيب أمس الأحد، إنه لا يوجد لدى الوزارة أية معلومات تفصيلية عن الطلبة الدارسين في أوكرانيا حتى الآن، والبالغ عددهم أكثر من 700 طالب.

وأضاف الدبعي، أن الهدف الأساس في الوقت الراهن هو سلامة المواطنين القاطنين في أوكرانيا، مشيرا إلى أن وزارة الخارجية شؤون المغتربين تقوم بهذا الدور، حيث قامت بنشر أرقام الطوارئ للتواصل معهم.

من جهة اخرى كشف العين هايل عبيدات حجم المنتجات الزراعية الأوكرانية والتي تشكل 45 % من اجمالي صادراتها.

وقال عبيدات في منشور له امس الأحد «تبلغ صادرات أوكرانيا من الذرة 5.2 مليار دولار، وزيت عباد الشمس 3.8 مليار دولار ، القمح 3.6 مليار دولار ،فول الصويا وعباد الشمس 2.1 مليار دولار ، فيما تشكل اسواق اوروبا 42 % والصين 7.3 % وروسيا 6.5 % وتركيا 5.1 % ومصر 4.5 %.

وفيما يتعلق بالقمح، أشار عبيدات إلى أن أبرز الدول المستوردة عربيا مصر بنسبة 34 % ولبنان 50% والاردن 8 %، فيما تأتي السعودية في مقدمة الدول العربية المستوردة للحوم والدواجن من اوكرانيا.