عمان- القلعه نيوز - الشؤون الثقافية
قابلت الكاتبةُ ريم الكيالي الأديبة و الطَبيبة "ميسون حنّا” في الحلقة الرابعة من برنامجها الإذاعي "مسيرةُ ورد" عبرَ أثير إذاعة سقيفة المواسم الأدبية لصاحبها الاستاذ المخرج عبد الرحمن الريماوي ،
استعرضت من خلال المقابلة سيرتها الذاتية و العملية بموجَز طيب ؛ حيث تعتبرُ الأديبة ميسون حنّا من أوائِلِ من اتجهَ للكتابةِ المسرحيةِ في العالم العربي من النِساء، كما و حازت على جائِزة أفضلِ مسرحيةٍ محليةٍ في مَهرجانِ عمون للدراما الشبابية عام ألفين و واحِد عن النص المسرحي "عازفُ الناي" ، كما أنها عضوٌ في رابطةِ الكتاب الأردنيين و أُسرةِ نادي القلمِ الثقافي في الزرقاء.
أفصَحت الأديبة ميسون حنّا عن أهمية كونها طَبيبة و تَخوض في مجال الأدب، حيث أن على الطَبيب التعامل مع النفس البشرية و بذلك يمكنه تلمس معاناتهم سواء الجسدية أو النفسية، و من مُنطَلق ذلك تحتم عليها التعامل مع كافة فئات و طبقات المُجتمع ، فكانت فرصة طيبة لانتقاء مواضيعها ،
وتحدثت عن سر شَغفها بالمسرَح كونَه يُعتبرُ الصَرخةَ الواقعيةَ و المدّويةَ التي أيقظت العالم كلَّهُ للنظرِ في مشاكل العصرِ الحديثِ بكل أنواعها ؛ الماديةِ و الروحيةِ و التربويةِ و السياسيةِ ، و بذلك وظَفت الأديبة حنّا نصوصها المسرحية لتأدية هذه الرسالة السامية ؛
والقت الاديبة المتالقة الضوء على قضايا المرأة في المُجتمع و ذلك في مسرحية "شباك الحلوة" و مسرحية "الشحات حاكماً " ، وتناولت قضايا الحُرية في مسرحية "العهد " و مسرحية "الجارية و النخاس" ، وكذلك الوطن في مسرحية "عازف الناي " ،وتمسك الإنسان بالمبدأ في مسرحية "مدينة الرهان " ، ضمن تنوع مسرحي فريدْ. و في القِصص كذلك ، كما في مجموعة "دموع من الرمال" التي تكلمت فيها عن معاناة الناس ، جلِياً في فصل "المُهمشون" وقصة معركة الأيادي.
وتعرضت الكيالي نظرية الدراما من حيث المسرح الواقعي و مسرح الإصلاح الاجتماعي الذي يقوم على فكرةِ أن أفعالَ الإنسانِ تُحدِدُهَا إلى حَدٍ كبيرٍ القُوى الاقتصاديةَ و السياسيةَ القائِمةَ على المُجتمع،
اذ سألت حنّا عن مَدى قُدرتها على تجسيدِ هذا الواقعِ في كتاباتها المَسرحية و القِصصية ، و أجابت بأن الاقتصاد يعتبر عصب الحياة والتدهور الاقتصادي يؤدي إلى تغيير نمط الحياة في المجمع ، و طبعاً مع تغيير نمط حياة الفرد ، و بدا دورها في عكس ذلك في مسرحية "الرغيف المُر" ، كما و تحدثتِ الطَبيبة حنّا عن امرأة وُضِعَت ضِمن إطار يُحدِدُ سلوكَهَا و أخلاقياتَهَا داخل مُجتمعٍ مليءٍ بالتناقضاتِ و الازدواجية في مسرحية "شُباك الحلوة".
تحدثت الأديبة حنّا عن مسرحية "الشحاذ حاكماً " والتي تدورُ المسرحيةُ حول مشكلةٍ اجتماعيةٍ تتمثلُ في صِراعِ الطَبقات ، التركيزُ فيها كان على الأضداد ، حيث يكون كيس الخُبز في المسرحية هوَ رأس المال، و بحسب النظرية الجدلية فإن التناقض هو نسيجُ الأشياءِ فكل شيءٍ يحتوي داخلَهُ على جانبٍ إيجابيٍ و آخرَ سلبي ،
و سألت الكيالي الأديبة حنّا عن شعورها و هي تشاهد مسرحية "حكاية توت" بعين مؤلف و مشاهِد ، والتي صَدرت عن المؤسسةِ العربيةِ للدراساتِ في بيروت ، و مُثلت في مهرجانِ عمون للمسرحِ ، فأجابت أنها كمؤلفة للنص المسرحي يكون صعباً عليها الحكم من وجهة نَظر المُشاهِد ، حيث يَنبغي أن تشاهد ما يُعرض على المَسرح متجردة ليكون الحُكم عادلاً ، و هذا ما واجهته أيضاً حين شاهدت مسرحيتها "الشحاذ حاكما" ضمن فعاليات مسرح الشباب.
"مطاردةُ النِمَال" مجموعةٌ قِصصيةٌ ، تتكونُ من ستة وثلاثون قصةً قصيرةً ، و هي تجربةٌ جديدةٌ و خاصةٌ بالنسبةِ للأديبة حنّا ، فَـ "مُطاردة النمال" تعتبرُ خلاصةَ النُضوجِ الفني و الفكري من خلال الحِس الفلسفي الخاص بما يزدحمُ حولها من تجلياتِ الحياةِ و فرضياتِهَا و صورِهَا و انعكاساتِهَا ،فتساءلت الكيالي عن السَبب الذي دَفع الأديبة حنّا إلى التوجهِ إلى القصة و عن المِحورُ التي تَجَّمعَت حَولهُ عناوينُ هذه المجموعةِ القِصصية ، فأجابت أنها مجموعة قصصية متفردة بأسلوب الأنسنة ، مكثَفة في الرمز بما يضفي جمالية على النص.
مسرحية "الرباط الأزلي" و هي تقعُ في ثلاثةِ فصول ، نَجدُ حنّا تنقل فَلسفلةَ القصةِ و قلقَهَا و حبكتَهَا إلى عالمِ الفعلِ الدرامِي المُتصاعدِ في جوٍّ من الحكايةِ الإنسانيةِ المصيرية، حيث ان "القدرَ" يقعُ في حُبِّ "الحياة" المتجسدةِ في المرأة ، و يدخلانِ في جدليةٍ ضِمن خطٍّ من التقاربِ و التنافُر، و هُنا كان لا بُد من ايجاد وصف لهذه اللعبةَ التي حصلتَ ضِمن الجزيرةِ المُخملية، حيث أن المسرحية تناولت بوحداتها صراع الأضداد في الفلسفة المادية حيث ان الصراع قائم بين ثلاثة اقطاب و هم (الحياة و القدر و قوة الإرادة) و هم في غمرة صراعهم يستنتجون انه لا غنى لأحدهم عن الآخر ،و اختفاء أحد هذه الأقطاب يعني النهاية للجميع. أما حكاية حب القدر و الحياة فهي وضعت للتشويق لإلقاء الجاذبية و تجدر الإشارة هُنا إلى انها لم تقصد بالقدر المنظور الديني.
"وكر الأفاعي" مسرحيات بِعناوينها الأربعة "الأفاعي ، الدَفين ، خَيبة ، و السَراب" ، تُورطُ القارِئَ بتوقعاتٍ لن يتَحررَ منها..! إلا بعد قراءةِ جميعِ اللوحاتِ الرائعة ، و التركيزُ الفكريّ الذي تناولتهُ الأديبة حنّا اتاحت مساحةَ فَهْمٍ و ادراكٍ واعيةٍ دقيقةٍ للقارئ في مجموعتها القِصصيةُ "دموع من رمال" التي تربّع المهمش على مشاهدها في سَبع لوحات .
نذكرُ أن للأديبة ميسون حنّا العديد من الأعمال الأدبية؛ منها "كاهن المعبد"، "مقتلُ شهرزاد" و التي عُرضت في مسرحِ جامعة اليرموك، مسرحيةُ "مدينة الرهان"، "الدوامة" ، "الحُلُمْ" ،"صَدى الروح" .. ، كما و خصَّت حنّا لمسيرة ورد مُفاجأة أدبية حيث أفصَحت لنا انها تعمل على عدة مخطوطات منها "أمين الأرواح" وهي تتحدث عن معاناة الشعب الفلسطيني و التي سَترى النور في 2023 ان شاء الله.
أنهَت الأديبة ميسون حنّا المقابلة بالتَوجيه إلى كتابة النص المسرحي ، و أشارت أن الموهبة لا تكفِي للخوض في هذا اللون الأدبي ، فيلزم العمل على تنمية المواهب الواعدة و الأقلام الشابة ، و أنها متفائِلة بهذا الخصوص.
و بعدَ أن فتحت الكَيالي مَسرح الورد على الدهشَة ، و أسدَلت الأديبة حنّا سِتارةِ المَشهَدْ، انتهت الحلقة بَعدَ تَصفيقٍ يَليقُ بَسَيدة الكتابةِ المسرحيةِ و الطَبيبةِ ميسون حنّا التي لم تتوانَى عن تشريحِ الواقِعِ بشخوصٍ أجادت تحريكَهُمْ بخيوطِ قَلمِهَا على رقعةٍ من ضُوءْ ..