القلعة نيوز- مقدمة :- لن اتحدث كأنني مرشدة سياحية و لكني سأتحدث كأردنية القلب و لا أُنكر أن قلبي الآن ينبضُ لقبرص أيضا ،ليس لأنني لا احب بلدي بل لأني احب الأرض التي تُطعمني خبزها أيضا ..و التي أنجبتُ فوق ارضها أولادي . و هذا الامتنان يعود علي بالاكتفاء و الحب ..و إن سمعتم من المغتربين انهم يحبون بلادهم فقط ولا يحبون بلد غربتهم فهذا بعيد عن الصدق ،فلماذا اذا لا يرجعون …
فالحياة (كارما)و ما تفكر به يرجع اليك و انا ذات حس عال جدا ،أشعرُ برفضه و قبوله ،لهذا أرسلتُ للكون رسالة حب وامتنان و بعث لي ردا مليء بالحب و القبول ،هكذا عقدت ُ قِراني مع هذه الأرض ،هذا قانوني في الحياة ،احتفظ بنسبي العربي و أعيش مع الغربيين بكل ما املك من حكمة ———————————————-———— أحاول بطريقة أو بأخرى أن أسرق وقتا من الحياة الغزيرة بالمشاغل لأقوم بمشوار قصير لمكان ما ..هل أذهب الى نيقوسيا اليوم ؟ ..حسنا ! لا للبحر اليوم ...عذرا بافوس الجميلة ،اسفة يا لارناكا البهية ،أرجو ان لا يعتب البحر وإن عاتبني سأقول له بلهجة أردنية (العتب عقد المحبة )بتشديد القاف.....فهو البحر بين الأردن و قبرص و هو ايضا يفهم لهجتي أن تعيش في قبرص لا بد ان تحترف بعض العادات القبرصية ...( الفرابيه)..توقفت عند احد الكافيهات و طلبت باحتراف فرابيه ساده مع القليل من الحليب والكثير من الثلج...نعم انها قهوه بارده ....ولا ضرر من تناول فطيرة صغيرة من جبنة الحلومي الشهيه ...
الطرق أمامي فتحت لي اذرعها... لا تحتكرها العمارات الشاهقة بل تتباهى الاشجار الخضراء بامتدادها على جوانبها...و يستبد بك شعور بالالفة و الجمال الطبيعي...لا أجرؤ على إقفال نوافذ سيارتي ..اريد أن أشعر بكل شيء حتى ذبذبة الهواء ورائحة الطبيعة .
تعلمت اللغه الليونانية و أنا استمع للاغاني الساحرة التي اسمعها كل يوم في الطرقات..أرددها بصوت عال..... وصرت اميز بين النغمات إن كانت (زيمبكيكو)أم (خاسابيكو) و تلك اللهجة القبرصية لبعض المذيعين (احيانا تكون عامية )بين الاغاني ،أيقنت مع الوقت أنها لهجة علي أن اتقنها ايضا بالإضافة للغة اليونانية لا خجل من أن نحترم لغتنا العامية و هذا ما فعلته
كل شيء صغير و بسيط ..كل ما حولي يطوقه السلام الذي يحتل المكان ...الناس يشبهوننا كثيرا...ولم افكر بهذا الامر من قبل ..ربما احب هنا لان الوجوه تشبه وجوهنا..عجبا ..ربما لهذا لم أشعر بالغربة أبدا... من يدري !