خليل قطيشات
لقد أصبح العالم اليوم ، وبسبب التقدم السريع في التكنولوجيا على مستوى الدولة والمجتمع ، تـسعى جميع الدول العربيه والمتقدمة منها والنامية إلى تحقيق أهدافها التنعم ورؤية الثاقبة والواضحة وتقديم خدمات أفضل على كافة االاصعده وكافة المجالات ، ولا يتأتى ذلك ألا أذا تضافرت جميع الجهود نحو تحقيق الأهداف ، ولا يغيب عن بال احد الدور الهام الـذي تلعبه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والجامعات الأردنية وإدارة الجامعات في تحريك التنمية لان الجامعات هي ارفع المؤسسات التعليمية التي يناط بها توفير مـا يحتاجه المجتمع وعمليات التنمية فيه من متخصصين على أعلى مستوى و في مختلف مجال التنمية ، وهي تمثـل العمود الفقري للبحوث العلمية والتطبيقية التي بدونها يـصعب أحداث اي تقـدم معرفـي واقتصادي او اجتماعي او ثقافي حقيقي على مستوى الوطن ، إضافة إلى ذلك فأن الجامعات تلعب الدور الأساسي في التنمية الشاملة بما تقـدم لمجتمعاتهـا مـن إمكانات و خبرات للتعليم والتدريب المستمر وفي شتى المجلات المعرفية، فضلا عن أنها تتحمل مسؤولية كبره تجاه الخدمة العامـة في المجتمع فعليها التزاما بان توسع من نطاق المشاركة الفعلية بحيث لا تقتصر على الطلبة والكليات فقط ، فالتعليم العالي يحرص على ان يوفر الأساليب الحديثة ومن خلالها يتم اختيار الاتجاهـات الفكرية المعاصرة ، ويمكننا القول ان التعليم العالي ملزم لتقديم الخدمـة للمجتمـع وعلى اعلى المستويات ، بـل وتـشارك الجامعات بنشاطاته باعتباره مؤسسة اجتماعية يؤثر ويتأثر بما يحيط به من عوامل . ان هذه الصلة الوثيقة تفرض على الجامعات ان تحدث دائما في بيئتها وبرامجهـا وبحوثهـا تغيرات تتناسب مع التغيرات التي تحدث في على ارض الواقع ، وكما ان الجامعـة أكثر التحامـا بمجتمعاتها ، كما هي أكثر قدرة على الاستجابة الى مطالب المجتمع ، وهذه العلاقـة تفـرض علـى التعليم الجامعي ان يكون على تماس بحياة الناس ومشكلاتهم وحاجاتهم اليومية بحيث يصبح الهـدف الأول للتعليم الجامعي تطوير المجتمع والنهوض به الـى افـضل واعلى المـستويات العلميـة والاقتـصادية والصحية والاجتماعية والثقافية .. كون التعليم العالي سيظل أساس النهضة باعتبـاره ركنـا أساسيا من أركان بناء الدول الحضرية والمتعلمة القائمة على الفكر المتطور الجديد وعلـى المـشاركة المجتمعية في أطار الأيمان المتزايد بان التنمية البشرية هي إحدى الدعائم الرئيـسية للتنميـة الـشاملة بإبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، وهذا بطبيعة الحال يتيح في نتائجه مزيد من الاندماج مع المجتمع والعالم ككل ويعزز من الانفتاح على الحضارات والثقافات بين المجتمعات