القلعة نيوز:
كتب تحسين أحمد التل: التحق وصفي التل بالكلية العسكرية البريطانية عام (1942) وتخرج فيها برتبة ملازم، وأمضى نحو ثلاث سنوات الى أن رقي الى رتبة نقيب (رئيس)، لكن بالمقابل، وبعد انخراط عدد من القوميين العرب ضمن معسكرات الجيش الإنجليزي للتدرب على السلاح، والتجهيز للمعركة القادمة، كان شباب اليهود ينخرطون في صفوف الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية، للتدرب على حمل السلاح، وتشكيل الفيلق اليهودي...
كان الجميع يستعد للمعركة القادمة، والساحة ممهدة لاحتلال فلسطين، وقيام الدولة اليهودية، يقابل ذلك الفعل، جيوش عربية بعضها كان مُدرب، والبعض الآخر غير مستعد لخوض الحرب، والواقع الذي فرض نفسه إبانئذٍ أن كثير من الجيوش العربية لم تكن مستعدة للحرب.
عندما انبثقت فكرة تأسيس حركة للقوميين العرب، جاءت الفكرة بعد وقوع نكبة فلسطين عام (1948)، وكانت نشأت الحركة بين طلاب الجامعة الأمريكية العرب في بيروت، أدرك بعض الذين اتهموا وصفي التل وغيره ممن التحق بالكلية العسكرية البريطانية، أو حصل على دورة أركان حرب مثل القائد الكبير عبد الله التل؛ بأنهم على صواب، إذ لم يستطع عشرات الضباط العرب إستخدام السلاح في المعارك، بينما استطاع وصفي وعبد الله ورفاقهم من تدريب الجنود على كيفية التعامل مع الأسلحة الحديثة في ذلك الوقت.
كانت معركة تقرير المصير؛ حتمية، لكن للأسف الشديد لم يكن العرب قد أستعدوا لها، كما أعد، وخطط لها اليهود والإنجليز، لذلك وقعت الكارثة، وكانت النكبة هي النتيجة الحتمية لعدم تقدير قوة الخصم، ومعرفة إمكانياته العسكرية.
ما يهمنا أن كل الذين وجهوا سهام نقدهم لدولة وصفي التل؛ اعترفوا فيما بعد بأنهم كانوا على باطل، وأكدوا على أن وصفي التل انتصر بكل المعارك التي خاضها، إن كانت معارك في التخطيط العسكري، أو معارك سياسية، أو فكرية، لأنه كان لديه بعد نظر، وقارىء جيد للمستقبل العربي.