قد يسأل البعض لماذا اخص الطبيب المتميز في مجال الطب الصيني طيب الذكر بركات عوجان بهذه المقالة والذي عرفته قبل نحو عشرة اعوام ؟
المؤسف اننا بتنا في الأردن نفتقر للشخصيات العامة المؤثرة وصاحبة المواقف المقدرة كما كنا في السابق حيث طغت المصالح الخاصة بصورة كبيرة على من سنحت لهم الفرص لينالوا هذا الشرف الكبير .
فالطبيب عوجان ابن معان مولدا وخريج ثانويتها قبل ان يدرس الطب ويعود للعمل فيها ومن ثم يحظى ببعثة حكومية ليكون أول طبيب يتخصص في مجال الطب الصيني ومن ثم يستقر مسكنا في العاصمة عمان وقلبه معلق بمعان والذي لا يقل عن تعلقه بوطنه الأردن وأجزم في هذا المقام ان الطبيب عوجان قد يكون من ضمن القلة على مستوى الوطن الذين يشار اليهم بالبنان تقديرا واحتراما واعجابا من قبل سكان مناطقهم على وجه الخصوص وعلى مستوى الوطن .
لكن ما سر ذلك ؟ .
اللغز في ميول الطبيب عوجان واهتماماته التي تعدت تخصصه المهني ليمارس انشطة اخرى اجتماعية وثقافية وشبابية فكان من أولى مبادراته ان عمل مع ثلة من ابناء محافظة معان على تأسيس ملتقى معان الثقافي ومن ثم العمل مع خيريين أخرين على تأسيس جمعيات وهيئات نوعية سواء على مستوى المحافظة أو الوطن ومنها على سبيل المثال ملتقى الخط الساخن والجمعية الاردنية للعناية بالاسرة وجمعية الصداقة الاردنية المكسيكية وغيرها الى جانب تنفيذ العديد من الأعمال التطوعية في مختلف مناطق المملكة .
وحتى عندما اصبح وزيرا للثقافة في حكومة الدكتور عبد الله النسور فان الرجل لم يتغير نهج تعامله وسلوكه مع الغير بل زاد اندفاعا في خدمة عامة الناس وتلمس احتياجاتهم ونقلها الى اصحاب القرار .
وعودة الى مقالة سابقة كتبتها بعنون " قراءة في احزاب الاردن … والبناء الوطني تحت التأسيس مجرد مثال " فما دفعني الى التفاؤل بحزب البناء الوطني الذي هو تحت التأسيس ان الطبيب عوجان هو احد مؤسسيه حيث شعرت ان ابجديات الحزب الوليد تتعدى بانها نابعة من اساسيات ثوابت الدولة الأردنية الى انها الأقرب والأكثر تلمسا لما يريده الناس وهي بعيدة عن التنظير والشعارات الذي اعتدنا عليه في تجاربنا مع الأحزاب الأردنية وما زلنا نشهدها والتي يتصدر اهداف بعضها اعادة تدوير شخصيات يعتبرها العامة ( مستهلكة ) .
القائمون على تأسيس هذا الحزب يؤمنون ان السلطة التشريعية تُعتبر الحجر الأساس في الدولة والذي يتطلب وجود مجلس يضم شخصيات على قدر المسؤولية الوطنية التزاما بقول رسولنا العظيم "خيركم خيركم لأهله " ممن يؤمنون بأهمية ترسيخ العدالة في المجالات كافة ليشعر المواطن بمكانته وقيمته ودوره في بناء وطنه ولا يسمحون بانحراف البوصلة قيد أنملة باتجاه الظلم أو السماح بالتغول على موارد الدولة .
ليس المهم ان يضم الحزب من يطلقون على انفسهم النخبة وبخاصة من الذين لم يلمس عامة الناس انجازات لهم حين كان بمقدروهم ذلك فالهدف ليس اعادة تدويرهم لنبدأ من الصفر مرة اخرى فالوطن لا يحتمل المزيد من التجارب .
خلاصة القول ان مهنة الطب لم تمنع الدكتور عوجان الذي تميز في تخصصه الطبي من ان يلتفت الى العمل العام فبالكاد يمر يوما دون ان نسمع عن مشاركته الفاعلة في العديد من النشاطات التي لها تماس مباشر مع الناس وهو ما نحتاجه بالنسبة للاحزاب ... شخصيات تعشق الوطن والعمل العام