شريط الأخبار
الجامعة الهاشمية ومدينة الأمير محمد للشباب يضعان أسس التعاون المستقبلي بدعم من صندوق الحركة الشبابية والرياضية وزير الثقافة : الأردن يمثل النموذج العروبي بمواقفه تجاه قضايا أمته وفي مقدمتها فلسطين الأردن يبحث تطورات الأوضاع بالمنطقة مع منظمة كنائس من أجل السلام في الشرق الأوسط تمرين نوعي في مطار الملك حسين الدولي لتعزيز منظومة الأمن النووي الوطنية ترمب يعلق الرسوم الجمركية 90 يوما ويستثني الصين ماكرون: فرنسا قد تعترف بدولة فلسطين في حزيران مجلس محافظة معان يناشد جلالة الملك بانقاذ جامعة الحسين بن طلال. والد "زيزو" يشن هجوما ناريا على إدارة الزمالك الأسواق العالمية توسع خسائرها بعد الرد الصيني الاتحاد الأوروبي يعتزم إرسال 2.1 مليار يورو لأوكرانيا من إيرادات الأصول الروسية قبل مواجهة ريال مدريد.. قائد أرسنال السابق يحذر لاعبي "الغانرز" السعودية تعلن عن 14 اكتشافا جديدا للنفط والغاز في المنطقة الشرقية يعزل القطاع عن الحدود المصرية.. الجيش الإسرائيلي يستعد لضم خمس غزة للمنطقة العازلة كايل ووكر يخضع لعملية جراحية هل أنا مهم ؟؟ الرواشدة : "معركة الكرامة" شكلت عنوانا فاصلا في التاريخ والوجدان العربي الملكة تلتقي رئيسة وزراء إيطاليا لمناقشة الدعم الإنساني في غزة توقع انخفاض الصادرات الأردنية لأمريكا 441.7 مليون دينار ولي العهد يزور دائرة الرقابة الصحية والمهنية ومجمع الدوائر في الأمانة النائب البدادوة: من يدعو للعصيان المدني مدسوس وخائن

المومني يكتب: نتنياهو واحتجاجات الجامعات الأميركية

المومني يكتب: نتنياهو واحتجاجات الجامعات الأميركية

د.محمد المومني

تجتاح عددا من الجامعات الأميركية العريقة احتجاجاتٌ طلابية ومن أعضاء هيئة تدريس ضد الحرب في غزة. المظاهرات ووقفات الاحتجاج تأخذ طابعا رمزيا لأهمية وعراقة بعض الجامعات التي تتم بها، ولأنها من طلبة مليئين بالحماس والطاقة والإيمان بما يقومون به. التظاهرات تأتي لدوافع إنسانية بحتة، ولعدالة القضية التي تطالب بإنصاف شعب لا يزال يعيش تحت الاحتلال، محروم من تقرير مصيره، بسبب احتلال غاشم ضرب ويضرب بعرض الحائط كافة قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي ومنظومة القيم السياسية الدولية والإنسانية. المتظاهرون لا يتعاطفون مع أفعال أي فصيل فلسطيني، والمؤكد أنهم لا يؤيدون ما حدث في 7 أكتوبر الماضي، ولكنهم بذات الوقت لا يرضون أو يقبلون ما يحدث من قتل للمدنيين في غزة والضفة، ولا الاستباحة المطلقة لإنسانية الفلسطينيين وأرواحهم وكراماتهم.


نتنياهو يعلق على ما يحدث بغضب وحُرقة، يدرك خطورته على إسرائيل وعزلتها الدولية المتنامية، ويفهم أن هذه كرة ثلج متدحرجة سوف تستمر بالكبر إلى أن تخرج عن السيطرة. أخطر ما قاله نتنياهو محاولته الربط بين ما يحدث في الجامعات الأميركية الآن، وما حدث في ألمانيا وجامعاتها في الثلاثينيات قبيل الحرب العالمية الثانية، والتي أدت بعد ذلك لحالة من العداء الشديد لليهود والسامية فكانت المحرقة، التي ما تزال سببا أساسيا للدعم الغربي لإسرائيل، وللإحساس برابط قوي معها، مع استمرار عقدة الندم الغربي على التقصير في التصدي للنازية إلا بعد كم هائل من الجرائم والقتل الذي ارتكبوه. المقاربة التي وظفها نتنياهو في منتهى الخطورة، تشير إلى أن الرجل مستعد للذهاب لأبعد مدى، وتوظيف كافة الحساسيات. الأخطر من التوظيف الخطير للمقاربة، أن ما قاله نتنياهو غير صحيح بالمطلق، فالغالبية التي تتظاهر ضد الحرب ليست معادية للسامية ولا لليهودية، ولا حتى معادية لإسرائيل، وبالتأكيد لا تكن أي ضغينة للطلبة والمدرسين اليهود، بل قد يكون العكس هو الصحيح، والأرجح أن عشرات بل مئات الطلبة والمدرسين اليهود شاركوا بهذه الوقفات، لأنهم ضد الحرب وقتل المدنيين وليس ضد السامية أو اليهودية. نتنياهو سيخسر أي استفتاء على سياساته بين الطلبة والمدرسين اليهود في الجامعات الأميركية؛ هذا مؤكد لأن معظمهم ليبراليون.

مرة أخرى نتنياهو يلوي عنق الحقيقة. يفعل ذلك لمكاسب سياسية بحتة، بعيدة كل البعد عن حقيقة أن غالبية العالم لا تعادي السامية ولا اليهودية، بما في ذلك العرب والمسلمون، الذين عاشوا آلاف السنين مع اليهود في مختلف المناطق والدول، بما فيها مدينة القدس التي كان حيها اليهودي تحت حماية الدول الإسلامية التي تعاقبت عليه، لا بل إن مسلمي شمال أفريقيا هم من حمى يهود أوروبا من مذابح النازية، وهذا متسق تماما مع ديننا وتعاليمه الحنيفة.
ما يحدث مظهر آخر من مظاهر خسائر إسرائيل لمعركة الصورة والانطباع، بسبب حكومة يمينية منذ 7 أكتوبر وما قبله تستمر بسياسات تعزل إسرائيل، وتحول داعميها الدوليين لناقدين غير مناصرين، لا تأبه إلا بالأصوات الانتخابية التي ستحصل عليها حتى لو عنى ذلك تأجيج الصراع وتسليحه بروايات دينية من شأنها أن تخلق أجواء كراهية وضغينة تولد العنف والقتل والدمار.

الغد