
القلعة نيوز- بقلم الدكتور محمد فرج
طريد كان قد بلغ يوما قمة المجد الوظيفي في أحد الشركات الفارهة، بسط نفوذه، قرَّب من يشاء، وأقصى من يشاء، لا يحكمه في ذلك سوى مصالحه ومصالح المقربين منه، استخدم الخبث والدهاء وسيلة للصعود، سلك كل طريق يؤدي إلى بسط سلطته، وعلى حساب الآخرين.
تسبب في ظلم كثير من الأبرياء داخل الشركة ، وامتلأت أروقة المكان بهمهمات المظلومين وحسراتهم.
لكن الأيام لا تدوم لأحد، ففي لحظة فاصلة، جاء للشركة مسؤول جديد، يحمل قلباً يقظاً، وحدساً صادقاً، استشعر أن ذلك المُتسلق لا يبعث على الراحة، فبدأ يسأل، وطمأن الموظفين بأن لا خوف بعد اليوم.
وحين انكشفت أمامه حقيقته تماماً، وظهرت وجوه الظلم والفساد، اتخذ قراره الحاسم بالتخلص من ذلك المستبد.
وهكذا، تحول صاحب الصولة والجولة إلى طريد يهيم على وجهه كمن مسَّه الجنُّ فاقداً عقله، يكتب قصصاً وهمية، وينشر أكاذيب عن الشركة ، علَّه يجد ثغرة ينفذ منها، لكنه كلما حاول، فشل، فقد طويت صفحته الى حيث شاءت أم قشعمِ، وانكشفت حقيقته، ولم يعد له بين الناس إلا ذكرى رجل ظالم، انتهى به المطاف الى عزلة الطغاة، طريداً طريدا.