الفرق الشعبية والدبكات الأردنية.
كتب ووثق تحسين أحمد التل: تشتهر الأردن بالتنوع الثقافي، والشعبي تحديداً، ابتداءً بالأغنية، والرقص الفلكلوري، والأزياء ، وصولاً الى الدبكة الشعبية، وتُعد الدبكة الأردنية من الفنون الشعبية المشهورة على المستوى الدولي، وكانت وزارة الثقافة الأردنية وثقت أنواع الدبكات حسب كل منطقة، وقد اشتهر هذا النوع من الفنون في القرى والأرياف المحيطة بالمدن.
قلنا إن وزارة الثقافة الأردنية، والعديد من الفنانين، والمثقفين في هذه المجالات، قاموا بتوثيق الفن الشعبي الذي تعددت مصادره، وأساليبه، وأنواعه، ووفق كل منطقة تختص بشكل معين من الفنون الشعبية، فالأغنية والدبكة الشعبية في الجنوب تختلف عن الأغنية والدبكة الشعبية في الوسط، أو في الشمال، وهكذا...
عشرات الفرق الشعبية، إضافة الى الدبكات، تتوزع في مختلف قرى وأرياف وبوادي المملكة، قمنا بتوثيقها بعد الاعتماد على العديد من المراجع، والمصادر، وما جاء موثقاً بشكل رسمي أو غير رسمي، أو من هنا وهناك حسب طبيعة البيئة، ووفق ما تعتمد عليه من آلات موسيقية، وصوتية، مثل الطبل، والدُف، (والدربكة)، واليرغول، والشبابة، والمجوز، والقربة.
عشرات الفرق الشعبية في الأردن، منها ما هو خاص بالغناء، والدبكات الشعبية في الأعراس، والمناسبات الرسمية، أو خاصة بالفلكلور، والأزياء الشعبية، أو المسرح الشعبي، وأكثر ما يهمنا في هذا التقرير، تسليط الضوء على الدبكات التي تشتهر بها المدن والمناطق الريفية التالية:
أولاً: فرقة معان للفنون الشعبية:
تأسست عام (1981)، واشتهرت بالدبكة والغناء الشعبي الأردني، وكان أشرف على تأسيسها المرحوم أبو خالد المعاني (رحمه الله).
ثانياً: فرقة الرمثا للفنون الشعبية، تأسست عام (1985)، وتؤدي الأغاني الشعبية الخاصة بالريف الأردني لمنطقة الشمال، ومنطقة بلاد الشام عموماً، وتؤكد بعض المصادر أن الدبكة الرمثاوية، والغناء الشعبي الرمثاوي؛ موجود كفن شعبي معروف منذ السبعينات من القرن الماضي، وأعتقد أن أول فرقة شعبية ظهرت في الرمثا، تؤدي اللون الشعبي كانت عام (1978).
ثالثاً: فرقة العقبة البحرية للفنون الشعبية:
تأسست عام (1999)، واعتمدت على آلات خاصة مثل: الآلة الوترية التي يطلقون عليها؛ السمسمية، وهناك الطار، والمرواس، وتختلف الفرقة في أغانيها ودبكاتها عن بقية الفرق الشعبية الأردنية، إذ يبدو أن لها طقوس خاصة بالطبيعة البحرية.
رابعاً: فرقة هيل الأردنية للفنون الشعبية.
تأسست فرقة هيل الأردنية، عام (2003 - 2004)، وقد تبنى المجلس الأعلى للشباب شؤون هذه الفرقة من حيث توفيرالإمكانات لتميزها، ويبلغ عدد أعضائها (25) عضواً من الفنانين والفنانات ما بين إداري وفني، ويرأس ويقوم على تدريب هذه الفرقة الدكتورة سهير ممدوح ضيف الله التل، وهي بروفيسورة جامعية.
فرقة أمانة عمان للفنون الشعبية:
تأسست فرقة أمانة عمان للفنون الشعبية والتراث، عام (1995)، وتتكون من عدة فرق فنية، الأولى فرقة الدبكة، والثانية فرقة التخت الشرقي، والثالثة فرقة الأغاني الوطنية، وتشارك الفرق التابعة للأمانة في المناسبات والأعياد الوطنية الأردنية.
بطبيعة الحال هناك عشرات الفرق الفنية الشعبية في المملكة، تتوزع في مختلف المحافظات، والألوية، والتجمعات القروية، أغلبها مسجل بشكل رسمي، وتمارس دورها الفني والشعبي في الغناء، والدبكات الشعبية، والفلكلور الأردني، وكانت الثقافة سجلت العديد من أنواع الدبكات المشهورة في الأردن، وبلاد الشام، ونختم التقرير بذكر عدد من هذه الدبكات الشعبية:
- حبل مودع: ويشترك في هذه الدبكة الرجال والنساء بنسبة كبيرة، مع غناء بعض الأغاني القديمة على صوت الشبابة والطبلة.
- دبكة الجوفية: يقف الرجال بشكل متقابل، يغني الصف الأول شطر البيت، ويرد عليه الصف الآخر بالشطر الثاني من البيت، وهي من الدبكات المشهورة جداً في الأردن، وتعتبر جزء مهم من التراث الفلكلوري الأردني.
- دبكة، ورقصة الحاشي: وهي المرأة، أو الفتاة التي تدخل الساحة دون ان يتعرف عليها أحد، وتحمل بيدها عصا أو سيف، وتتنقل بين الرجال مع التلويح بالعصا أو السيف، وبعد أن تكمل رقصتها تغادر، وتأتي بدلاً عنها إمرأة، أو صبية ثانية، تقوم بالحركات نفسها دون أن يتعرف عليها الدبيكة، أو السحيجة.
- رقصة ودبكة الدحية البدوية أو السامر: كانت تستخدم الدحية وقت الحرب لإثارة الحماسة عند الرجال، أو بعد المعركة للاحتفال بالانتصار، أما اليوم فأصبحت الدحية فن من الفنون البدوية تمارس خلال الأعراس، والمناسبات الاجتماعية.
- الدبكة أو الرقصة الفرداوية أو الفرادية: وهي خاصة بأهل الزوج، حيث تقوم أم العريس أثناء الزفة، وقبل دخول العريس والعروس للمنزل، بتسليم العروس قطعة عجين، حيث ترميها بقوة فوق باب المنزل، عند دخول البيت، فإن التصقت قالوا هذا فأل خير، وستكون العروس سعيدة في بيت زوجها، وخلال عملية رمي قطعة العجين، تقوم أم العريس أو العروس نفسها بالرقص أمام البيت تعبيراً عن الفرح.
هناك العديد من الدبكات المعروفة، والخاصة بكل منطقة في الأردن مثل: دبكة الغوارنة، الدبكة الكرادية، الدبكة التسعاوية، وهي مشهورة في معان، الدبكة الشمالية، الدبكة العسكرية، الدبكة الشعراوية، الدبكة العقباوية، الدبكة الجماعية، دبكة السحجة، وغيرها من الدبكات والرقصات الفنية الشعبية المشهورة في الأردن.
إن التراث، والفلكلور الأردني؛ مليء بالمفاجآت، والأعمال الفنية التي خرجت من رحم المجتمع الأردني، والطبيعة الأردنية غنية بكل شيء وطني جميل وأصيل، وقد اعتمد كثير من الفنانين الأردنيين على التراث الفني الأردني في نظم العديد من الأغاني الشعبية، التي كانت وربما ما زالت تُغنى في الأعراس والمناسبات الاجتماعية.