شريط الأخبار
الأردن: 25 ألف طن مواد غذائية جاهزة لنقلها إلى غزة القيادة المركزية الأميركية تتابع سير إنشاء مركز تنسيق مدني-عسكري في غزة الرئيس المصري يؤكد ضرورة إعطاء شرعية دولية لاتفاق شرم الشيخ انتشال جثث 116 شهيداً من تحت أنقاض قطاع غزة رئيس "النواب": الأردن ماضٍ بثقة في مسار التحديث الاقتصادي والإصلاح الشامل الأسد في موسكو .. تقرير عن "حياته السرية" مع أسرته 6 لجان نيابية تجتمع الاثنين لمناقشة انتشار الكلاب الضالة السفير الأردني في أوزبكستان يزور بعثة منتخب "الكيك بوكسينغ" وزير العمل يشارك باجتماعات مجلس إدارة منظمة العمل العربية لليوم الثاني على التوالي .. شارع الرشيد بغزة يفيض بالعائدين في حضور كيم.. كوريا الشمالية تستعرض صاروخا جديدا عابرا للقارات ترامب: سأذهب إلى مصر لتوقيع اتفاق غزة بحضور عدد من القادة تحسبا للانتخابات.. جهاز نتنياهو الخبيث ينشط لتضليل الإسرائيليين بيان لـ«القسام» يزيل الغموض حول مصير «أبو عبيدة» «حماس» تشكر ترمب... وترفض «أي دور» لبلير في غزة بعد الحرب 9500 فلسطيني لا يزالون في عداد المفقودين في قطاع غزة غزة.. استمرار عودة آلاف النازحين من الجنوب إلى المدينة ومناطق في الشمال بدء نقل السجناء الفلسطينيين للإفراج عنهم ضمن اتفاق غزة ترامب: اتفاق غزة سيصمد وزير الخارجية المصري ونظيره الأميركي يبحثان ترتيبات قمة شرم الشيخ بشأن غزة

التل يكتب : نظرة تفاؤل لما يجري في المنطقة العربية.

التل يكتب : نظرة تفاؤل لما يجري في المنطقة العربية.
تحسين أحمد التل
ما فائدة كل هذا التطور، والعمران، والبنى التحتية، والصناعات، والتقدم العلمي، والصناعي، والتجاري، إذا استمرت إسرائيل بالدخول والخروج من حروب تدميرية، تهدم، وتدمر ما بنته وأنجزته خلال عشرات الأعوام... ؟!

كتب تحسين أحمد التل: ربما يعتقد البعض أنني (أضحك) على نفسي؛ عندما أتفاءل في ظل هذا الجنون الذي يجري، وهذا القتل اليومي غير المبرر؛ بحجة القضاء على مقاومة مشروعة للاحتلال الصهيوني لفلسطين، لكن بالعكس تماماً، تفاؤلي له ما يبرره، ذلك لأن القيادات الصهيونية تورطت مع القانون الدولي، وراكمت الأخطاء الكارثية التي ارتكبتها عبر ثمانية عقود مضت، وزادت على الأخطاء؛ جرائم يتم توثيقها لمحاسبة الصهاينة على كل ما جرى من أكتوبر قبل الماضي، ولغاية توقف الحرب.

لو استعرضنا ما الذي كسبته القضية الفلسطينية، منذ السابع من أكتوبر (2023)، بالرغم من هذا التدمير والاحتلال، لكانت النتيجة تصب في صالح فلسطين أرضاً وشعباً، إذ بالدرجة الأولى؛ أعادت إبراز القضية الفلسطينية الى الواجهة، بعد أن كادت أن تتلاشى بفعل التعتيم الصهيوني الغربي، والتطنيش العربي.

ثانياً: الحرب الجارية بينت بشكل واضح أن الصهاينة لا يمكن أن يربحوا حرباً؛ (هذا في حال ربحوا الحرب)، دون مساعدة الغرب؛ عسكرياً، وسياسياً، وموقفاً دولياً، يصب في صالح الحركة الصهيونية، وذراعها في المنطقة، ومع أن هذا الموضوع لا يختلف عليه إثنان، لكن التجربة خير دليل على أن كشف الغطاء عن وجه الصهاينة، وتعريتهم كما حدث بعد الصفعة التي لن ينسوها الى يوم القيامة، وما يحدث الآن، أفضل بكثير من الرعب الذي كان العرب جميعاً يتوقعونه من المارد الصهيوني النائم في حال استيقظ وعربد.

قلت في أحد مقالاتي السابقة أن إسرائيل ليس لديها القدرة على التوسع؛ بقدر ما لديها القدرة على التدمير، يمكن أن تفكر القيادات الصهيونية بإعادة احتلال الضفة الغربية، وقطاع غزة والتوسع في محور فيلادلفيا (صلاح الدين)، لكن أن تدخل في حروب مع جيرانها العرب، وتحتل أراضي جديدة، تستنزف كل طاقاتها وإمكاناتها، وتزج بجيشها ونظامها السياسي والاقتصادي الى التهلكة، ذلك لن يحدث أبداً، حتى لو دعمت أمريكا هذا التوجه.

ببساطة، ليس لدى الصهاينة القدرة على زرع عدة جيوش في المنطقة العربية، سيتعرضون للقصف، والمقاومة المسلحة من قبل جيوش الدول التي احتلت أراضيها، ثم إن ذلك الفعل سيخلق تنظيمات عربية وإسلامية، وتدخل دولي، وتهريب، وشراء أسلحة، وفتح جبهات يمكن أن تدمر القدرات الصهيونية، وتضعف إسرائيل لو كان الغرب كله يقف خلفها والى جانبها.

الدولة الصهيونية عجزت تماماً عن تدمير قدرات المقاومة في لبنان، وغزة، واليمن، وغيرها من الدول، ماذا لو دخلت بحرب مع أنظمة عربية وإسلامية؛ تملك جيوش جرارة، وأسلحة مكدسة بالمليارات، جاهزة لضرب كل مكان في الدولة العبرية، عندها هل ينفع السلاح الذي ترسله الولايات المتحدة إذا وقعت الواقعة...؟!

بالمختصر المفيد، السابع من أكتوبر غير وجه العالم، وسيكون هناك تأريخ يُطلق عليه قبل السابع من أكتوبر ليس كما بعد السابع من أكتوبر، تماماً عندما أصبح يؤرخ لما قبل الكورونا وما بعدها، والأيام والأسابيع القادمة ستُثبت وجهة نظري، أنه مهما فعلت إسرائيل فلن تبلغ الجبال طولاً، وستبقى دولة إرهابية تدميرية، ولن يسمح لها أحد بأن تتجاوز حدودها التي احتلتها عام (1948 وعام 1967).

إسرائيل لن تبقَ دولة محتلة طوال الوقت، ولن تكون الدولة الأقوى في المنطقة العربية، ومنطقة الشرق الأوسط، لأن دوام الحال من المحال، وأعظم الإمبراطوريات انهارت مع الزمن، إذ أننا لن ننسى إمبراطورية الروم وامبراطورية الفرس كم من الزمن حكمتا العالم، وخرج لهما رجال من الصحراء يتدافعون الى الموت كما يتدافع الغرب نحو الحياة، وسقطتا كما تتساقط أوراق الشجر وقت الخريف، لأن لكل دولة عظمى مرحلة من خريف العمر، ولا بد للدولة العبرية وغيرها من الدول العظمى؛ أن يأتي خريف عمرها طال الزمان أم قصُر.