شريط الأخبار
الشرع يوجه كلمة للشعب السوري: تحررت البلاد وفرح العباد وصول طواقم المستشفى الميداني الأردني غزة/82 إلى أرض المهمة القوات المسلحة تنفذ عملية إجلاء طبي جديدة لأطفال مرضى بالسرطان من غزة اتفاقية الشراكة الاقتصادية بين الأردن والإمارات تدخل حيز التنفيذ الخميس الشديفات: نعمل على خلق بيئة محفزة داخل المراكز الشبابية مباحثات أردنية مصرية عراقية موسّعة في إطار آلية التعاون الثلاثي حجب 12 موقعا أجنبيا تهاجم الأردن ورموزه (أسماء) ابو الفلافل.... الشباب والوطن..... كنا وكنا وفعلوا ودفعنا.... خروج الروسية ميرا أندرييفا من ربع نهائي بطولة روما وزير التجارة الروسي: التسويات مع مصر تتم بعيدا عن الدولار واليورو بوتين: علاقاتنا مع ماليزيا تاريخية ومتعددة الأبعاد رونالدو جونيور يحظى باهتمام 16 فريقا.. وريال مدريد يتجاهل نجل هدافه التاريخي منتدى قازان.. جسر روسي إسلامي يعزز التعاون الاقتصادي والثقافي أمير دولة قطر والرئيس الأمريكي يشهدان التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين البلدين بينها دفاعية مدرب منتخب المغرب يعلق على مواجهة مصر في نصف نهائي كأس إفريقيا للشباب الملك يستقبل مستشار الأمن القومي البريطاني قطر توقع صفقة بقيمة 200 مليار دولار لشراء طائرات من بوينج خلال زيارة ترامب وزير الخارجية السعودي : إيصال المساعدات إلى غزة يتطلب وقفا فوريا لإطلاق النار

القرامسة يكتب : الأردن حصن العروبة

القرامسة يكتب : الأردن حصن العروبة
م. يوسف عوجان القرامسة
هذا هو الاردن، الدولة ذات المساحة الصغيرة واقتصادها المتواضع ذات الربوع الجميلة وترابها الطاهر الممزوج بدم الشهداء، والذي تفوح من بواديه الاصيلة وسهوله الخصبة وجباله الشامخة العز والكرامة ، الدولة التي جسّدت مبدأ الأخوّة بين أقطار الدول العربية وكان اسم جيشه "الجيش العربي" دليلاً ملموساً على ارض الميدان بأن الأردن امتداده اكبر من حدوده ليشمل الوطن العربي بأكمله وما يحمله هذا الوطن العربي من بغداد إلى الرباط ومن دمشق إلى صنعاء من قضايا وتحديات ، و أولئك هم الأردنيون كانوا وما زالوا نموذج حي لقول الله تعالى : ( ويأثرون على أنفسهم وإن كان بهم خصاصا) اتجاه إخوانهم ومضحيين بكل غالي ونفيس اتجاه الامة العربية والإسلامية ومن اجل صمودها في وجه الطغيان الذي يمارس عليها.

رغم صغر مساحة هذا البلد الا أن حملهُ كبير جداً ومسؤولياته كثيره وشائكة، وخصوصاً اتجاه قبلة القضايا العربية وهي "القضية الفلسطينية"، منذ تهجير اليهود الى فلسطين وتنفيذ وعد بلفور المشؤم الى يومنا هذا، وكوننا نتشارك الحدود الأطول مع فلسطين وأن الوصايه على المقدسات الاسلامية وصاية هاشمية ساهم هذا الامر بأن يكون الأردن ركيزه اساسية في القضية وشريانها الرئيسي وشريك استراتيجي وجوهري، فكان الملف الفلسطيني هو الاهم لدى الاردن من ناحية دينية وسياسية وعسكرية وانسانية والملف الحاضر في خطابات الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه في جميع المحافل الدولية والإقليمية حتى بات واضح نهج سياساتها الخارجية في تبني الاردن وجلالة الملك القضية الفلسطينية عن باقي الدول العربية ورؤسائها لدى دول العالم والمساهم الاكبر في دعم السلام في الشرق الاوسط الملتهب.

واليوم وبعد النكبة التي شهدها العالم الصامت في عام 1948من تهجير قصري للفلسطينيين من أرضهم المباركة وهدم معظم معالم مجتمعهم السياسية والاقتصادية والحضارية تتلوها النكسة في عام 1967 ليشهد العالم ايضاً على تهجير قصري آخر لإخواننا في فلسطين وسلب المزيد من حقوقهم وهويتهم وارضهم ليلوح في أفق الصهيو-أمريكي تصريحات خطيره جداً ومطالب عنصرية لتهجيري قصري لأهل غزه وترحيلهم الى الأردن ومصر.
إن غطرسة الرئيس الامريكي واختلاله السياسي وتبنيه المشروع الصهيوني أمر مجحف في حق الشعب الفلسطيني صاحب الارض والشرعية وفي حق الانسانية، فالدولة التي تنادي بأسم الديمقراطية وحقوق الأنسان تمارس أبشع صور الدكتاتورية وتنتهك الانسانية من خلال دعمها المفرط عسكرياً وسياسياً واقتصادياً لإسرائيل حتى اصبحت طفلها المدلل شديد العدائية والمسرف في قتل النفس البشرية تحت غطاء الشرعية الامريكية.

إن تهجير اهل غزه الى الأردن ومصر أو الى أي دولة اخرى ما هي الا خطوة كبيره اتجاه الهاوية وتصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي وعلى حساب أصحاب الارض، و سلب غزه اليوم يعني وبالتأكيد سلب الضفة الغربية وتهجير أهلها غداً، أي بمعنى أن العدو يعمل وفق استراتيجية واضحة وهي توسيع أراضي الدولة الاسرائيلية فلن يكتفي حتى يستولي على الأراضي الفلسطينية وبشكل كامل ليس ذلك فحسب بل يرى في الدول المجاورة له نصيب من الاحتلال، كي تحقق اسرائيل حدود دولتها العظمى وفق ما صرح به بنامين نتنياهو وبشكل صريح خلال خطابه بالامم المتحدة.

وهنا يكمن حجم الخطر المحدق بالدول العربية من اطماع الصهيونية حيث يرى في تهالك الوضع العربي الحالي بكل من لبنان وسوريا وليبيا والسودان واليمن والعراق وتونس وازماتهم المستمرة وضياع بوصلة ما تبقى من الدول العربية وتشتيت اولوياتهم و وحدة صفهم و تزامناً مع وجد الرئيس الامريكي "ترمب" فرصه ذهبية لتشكيل شرق اوسط جديد متوافقاً مع مخططاتهم الخبيثة وأطماعهم بالمنطقة! وذلك من خلال ممارسة أساليب ضغط مختلفة و وعود كاذبة، فنرى ايقاف المساعدات عن الأردن ووقف دعم الأونروا وغيرها من الضغوطات السياسية متزامناً مع تصريحات التهجير.
إن المطلع على الوضع الحالي يجد أن المرحلة حرجة وحساسة وأن الأردن يواجه ضغوطات القوة العظمى لموقفه الشامخ الراسخ اتجاه القضية الفلسطينية ومقدساتها وتجاه واجبه الوطني وحفاظاً على شرعية وحق اشقائنا الفلسطينيون في أرضهم رافضاً جميع اشكال التهجير والاضطهاد الذي يمارس على الشعب الفلسطيني ورافضاً اي حل سياسي على حساب الاردن وسيادته وأن جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه يتعامل مع هذه القضيه ومسلماتها بكل عزم وحزم و إصرار لوقف هذا المخطط الخبيث الذي يكمن في طياته المزيد من الاحتلال والاضطهاد وسلب شعوب و دول من حقها.

ولهذا وجب على الشعب الأردني أدراك جدّية المرحلة ومتطلباتها واحتياجاتها من وحدة الصف الداخلي بجميع اطيافه وانسجته والإلتفاف حول جلالة الملك عبد الله الثاني مؤيدين وموازرين وحاشدين في كل الميادين وعلى كل المنابر ضد قرار التهجير العنصري والتصريحات الاستفزازية التي تمس كل وطني عربي شريف غيور على أرضه ومقدساته، فالمسأله شائكه وخطيره تتطلب وحدة ملوك ورؤساء الدول العربية والوقوف صف لصف في وجهة هذا المخطط الصهيو-امريكي الذي يستبيح الوطن العربي وسيادته بأكمله!
فالوطن كل ما نملك ولأجله يفدى الروح والجسد!