شريط الأخبار
المومني : اللغة العربية ليست أداة تواصل فحسب، بل ركيزة من ركائز هويتنا الوطنية الأردنية الرواشدة يرعى الحفل الختامي لـ"أيام معان الثقافية" في موسمها الأول كلية الأميرة عالية الجامعية تطلق مبادرة "معًا نجعل كليتنا أجمل" صدام "قوي" بين الأهلي والجيش وشبيبة القبائل على الساحة الإفريقية مصر وقطر تستعدان لصفقة كبرى خلال أيام العثور على أكثر من 200 جثة لمسلحين أوكرانيين في سودجا الفيفا يرشح مصرية لجائزة عالمية.. ما قصتها؟ انطلاق فعاليات "أديبك 2025" في أبوظبي بمشاركة قيادات قطاع الطاقة العالمي زلزال داخل إسرائيل.. اعتقال رئيس "الهستدروت" وزوجته في أكبر قضية فساد صلاح يعلق على "محنة" ليفربول وما يحتاجه لتصحيح المسار بمشاركة محلية وعربية.. "الثقافة" تطلق مهرجان الأردن المسرحي بدورته الثلاثين.. الخميس المقبل الملك يزور المجلس القضائي ويوعز بتشكيل لجنة لتطوير القضاء بمشاركة الأردن .. انطلاق الاجتماع السباعي بشأن غزة في إسطنبول سفير الأردن في سوريا يلتقي وفد معهد الشرق الأوسط الأمريكي مشاريع استثمارية وسياحية جديدة في الطفيلة وعجلون ضمن اجتماعات وزارة الاستثمار بحضور النائب سليمان السعود وعدد من الوزراء رئيس مجلس الأعيان يدعو وسائل الإعلام لحماية اللغة العربية وتعزيز مكانتها وزير العدل يحاضر في كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية بني مصطفى تشارك بالقمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية في الدوحة وزير المياه يبحث وسفيرة الجمهورية التشيكية أوجه التعاون المشترك مطالب عمالية أمام شركة أمنية تتضمن صرف راوتب إضافية للموظفين

أبو خضير يكتب : حين يبكي الإمام.. من يُنصت ؟

أبو خضير يكتب : حين يبكي الإمام.. من يُنصت ؟
د.نسيم أبو خضير
نزلت دموعي.. ويالها من دموع لا تشبه غيرها ، رافقتها حشرجة تقطع الصدر ، ويملؤها الحزن والأسى ، حين بلغني نبأ أربع زهرات ذبلت ، إنها وفاة أربعة أطفال ، فلذات كبد ، أولاد إمام مسجد في منطقة أبو علندا ، قضوا إثر أسلاك كهرباء معراة منذ وقت نتج عنه تماس كهربائي قاتل ، في مسكن لا يليق بكرامة إنسان ، فكيف بإمام وهب عمره لخدمة كتاب الله وعباده ؟
كم آلمني صوت والدهم ، ذلك الإمام الصابر ، وهو يتأوه بكلمات مهزومة ، كأنها تخرج من بين أنقاض صدره المحترق ، تائهًا بين صدمة الفقد ، وحسرة التقصير ممن ناشدهم في وزارة الأوقاف التي ناشدها مرارًا لإصلاح الأسلاك الكهربائية المكشوفة في مسكنه المتواضع ، دون مجيب .
هؤلاء الأئمة ، من يتحدث باسمهم ؟ من يُنصفهم ؟ من يُنصت لأنينهم الخافت خلف منابر المساجد ؟
ياله من جهد يبذلونه ليس له مثيل ، يبدأ الواحد منهم يومه قبل أن يفتح الفجر عينيه ، فيوقظ المسجد من سباته ، ويشعل فيه الحياة ، يُنير المصابيح ، ويشغّل التدفئة في البرد القارس ، والمكيفات في حرّ الصيف ، يحضّر الماء كي يشرب المصلون ، يُنظّم المصاحف ، يتهيأ للصلوات ، ويظل مترددا على المسجد هناك من الفجر إلى ما بعد العشاء ، بينما الآخرون يغطّون في نومٍ دافئ .
ومع هذا ، تُرك الإمام في بعض المساجد في مساكن أشبه بالقبو.. ضيقة ، خافتة ، لا تدخلها الشمس ، بعضها ملاصق للحمّامات ، تتسرّب منها الرطوبة ، وتغيب فيها أدنى شروط الكرامة ، وكأنهم من قومٍ آخرين ! وفيهم حملة البكالوريوس والدكتوراه .
من سيُطفئ النار التي تشتعل في صدر والدة الأطفال ؟ من سيواسي قلبها المحترق ؟
من سيُعيد لهذا الإمام ما خسره ؟ وهل يكفي أن نقول "أعانكم الله وربط على قلوبكم" ؟
هل سنظل نرثيهم بالكلمات ونُقصّر بالفعل ؟
أيها المسؤولون.. أهذه مكافأة من حمل رسالة السماء في الأرض ؟
ألا يستحق الإمام بدل صعوبة عمل ، لا تقل عن 300 دينار ، لينتشل بها عائلته من قبو إلى سقفٍ يُنير الدفء جنباته ؟
ألا يستحق الإمام تحسين راتبه ، أسوة بزملائه من القضاة والمفتين في بقية الدوائر ؟ أليس من حقه أن يعيش بكرامة ؟
أليس أولى أن يُراجع ملف مساكن الأئمة فورًا ، بدل أن نبكي على كارثةٍ جديدة قادمة لا محالة إن ظلّ الحال على ما هو عليه ؟
المصاب جلل ، والخسارة لا تُعوض ، لكن الأمل أن يكون هذا الفقد الجلل جرس إنذار…
فقد يُبعث الوعي من بين ركام الحزن ، وتُبعث الكرامة من بين جدران الإسمنت الباردة ، حيث كان يلعب الأطفال الأربعة… قبل أن يأخذهم القدر.. ويتركون وراءهم إمامًا مكسورًا… يبكي وحده .
وإني والله على يقين أن الحزن والألم الذي أصاب جلالة سيدنا وجلالة الملكة وسمو ولي العهد ، لايقل أنملة عما أصاب والدة ووالد الأطفال الأربعة الذين قضوا في الحريق وهكذا أصاب كل الأردنيين .
حفظ الله بلدنا وقيادته الهاشمية الحكيمة ومواطنيه وأسبغ الله علينآ نعمه ظاهرة وباطنه يا رب العالمين.