
الإعلامية بشرى بوجمعة
صنع الفنان الفلسطيني العربي تيسير ادريس من الحكاية عالمًا ومن الكلمة مشهدًا حيًا ..
وفي عالمٍ يموجُ بالتغييرات، يبقى فيه الفن هو الذاكرة الحية والشاهد الأصدق على قضايا الإنسان ويبرز اسم تيسير إدريس كحكاية مختلفة حكاية تشبه الحلم الفلسطيني الذي لا ينكسر.
. فنان لم يختر الدروب السهلة بل مضى بخطاه الواثقة في درب محفوفٍ بالتحديات، ليحمل صوته قضايا شعبه، ويرسم بأدائه ملامح وطنٍ في وجداننا جميعًا.
والفنان تيسير إدريس ليس مجرد ممثل عابر، بل هو بصمة فنية وإنسانية كاملة . صوته دفء لقضية كل العرب وعيناه مرآة للحلم، وأدواره قصائد صادقة نُقشت في قلوب الجماهير.
حياته مليئة بالشغف والإبداع وروحه هي الفن الحقيقي لا يشيخ بل يزداد شبابًا كلما صدق مع نفسه ومع مجتمعه.
وقال الفنان تيسير ان رحلته الفنية بدأت منذ سن طفولته وكانت رحله نسحت خيوطها في مدارس الوكالة من الصفوف الابتدائية مرورًا بالمرحلة الثانوية وصولًا إلى الجامعة.
واضاف في حوار اعلامي لم تكن القراءة مجرد هواية أقضي بها وقتي بل كانت نافذتي الأولى للعالم وشغفي الأول الذي كبر معي
واضاف كنت أغوص في القصص والروايات العالمية وأتأمل عبَق الملاحم الشعبية فأسردها بطريقتي وأحياها، ثم أعيد سردها لزملائي في الصف بروح مختلفة جعلت المعلمين يتوقفون كثيرًا أمام هذا أسلوب متسائلين بدهشة: من أين تأتي بهذه القدرة؟
وأردف يقول كنت أصنع من الحكاية عالمًا ومن الكلمة مشهدًا حيًا وكأنني أمثّلها بصوتي وإحساسي وكان لصوتي وقع خاص،
وكشف تيسير ادريس عن اختياره لإلقاء القصص
وتقديم الروايات بالإضافة تلاوة القرآن الكريم في المناسبات المدرسية.
وقال كل تلك اللحظات الصغيرة كانت بذورًا لحلمي الإعلامي الذي نما بداخلي بصمت ورافقني طيلة طريقي ولم يكن منفصلًا عن هويتي الوطنية،
وأوضح ان بداياته حملت شعورًا عميقًا بالوطن، ورغبة في التعبير عن قضيتي الفلسطينية فكانت محطتة الأولى دورة تدريبية مع الراحل يوسف حنا قرر بسببه أكمال طريقه العلمي
واشار الفنان تيسير ان الصورة بدأت تتضح أكثر، للاندماج في العمل الفني، وتطرق إلى مشاركاته في أنشطة ثقافية متعددة
وتجارب مع قامات أكاديمية كبيرة وكان اول أعماله مسرحية توباز التي أخرجها يوسف حنا –
وحول شخصيته الفنية العجان في مسلسل تحت سابع أرض اوضح ان ما جذبه لم يكن فقط قوتها أو غرابتها، بل كانت هناك تفاصيل أعمق استوقفته مشيرا ان شخصية العجّان تحمل في طياتها أبعادًا نفسية وسلوكية معقّدة،
وقال ان شخصية العجان بدت قريبة جدًا من قلوب الناس. رغم انها تُعد شخصية شريرة بكل وضوح لكنها أقرب إلى تركيبة المافيا والجمهور ي تفاعل مع ما يراه على الشاشة بوصفه حقيقة.
واعرب عن دهشته من مدى تعلّق الناس بهذه الشخصية، رغم قسوتها ووحشيتها حتى عند موت الشخصية،
.وعن التحديات التي واجهها الفنان تيسير أثناء تأدية شخصية العجان ذكر ان مشهد وفاة العجّان من أكثر المشاهد لانها. تركت أثرًا عميقًا في داخله واختصر شخصية العجّان بكلمتين بإنه مُحدث نعمة.
وتطرق إلى دوره في مسلسل أولاد بديعة واختلافه تمامًا عن شخصية العجّان الذي يعود للممثل بمعرفته وبثقافته ووعيه، وفهمه لطبيعة التمثيل وان لكل شخصية خصوصيتها،
وعن الرسائل الإنسانية العميقة لدوره وشخصيته في مسلسل غدًا نلتقي بين الفنان تيسير ان هذا المسلسل الرائع، الذي أخرجه الأستاذ رامي حنّا ترجمت الواقع الفلسطيني خلال أحداث لبنان ووضع منظمة التحرير والفدائيين في تلك المرحلة الصعبة وان.لهذا النوع من الأدوار، لا يكفي الأداء فقطط بل يحتاج الممثل أن يكون لديه خلفية معرفية حقيقية بما كان يجري في لبنان ليتمكن من تقديم الدور بعمق ووعي.
واعتبرها تجربة مميزة. قدّمته بصدق، وحاول أن ينقل إحساس الشخصية وما تمثّله من رسائل إنسانية وسياسية بشكل يصل إلى قلب المشاهد..
ونوه إلى ان التحدي في التمثيل لا يقتصر على الشخصية بحد ذاتها، بل هو في جوهره شغف الممثل في تقديم أفضل ما لديه بصدق وتأثير حقيقي.
وبالحديث عن مسلسل فتح الأندلس. قال ان مشاركته جسّدت شخصية الملك لودريق حمايتها من دخول طارق بن زياد والفتح الإسلامي في تلك المرحلة.
والدور تحتاج لممثل قادر على تجسيد أبعادها التاريخية والنفسية. مشيرا إلى حبه وعشقه للأعمال التاريخية.
واشار تيسير ادريس ان العمل التاريخي له خصوصيته لكن الأمر في النهاية يعود إلى الممثل نفسه ومدى تفضيله للعمل وان.الممثل الجيد هو من يحلّق ويبدع في أي شخصية تلامس إحساسه.
ويرى أن النص في الدراما التلفزيونية عنصر بالغ الأهمية بل يعتبره العنصر الأهم في العمل. مشيرا إلى ضرورة التكامل بين المخرج والمؤلف والممثل لكن النص هو الأساس.
وأشار إلى فرصة النجاح الكبيرة لشخصية العجان لأنها جاءت في إطار مشروع ضخم وتم تقُدّيمه عبر أغلب المنصات المهمة،
استطاع تيسير إدريس أن يحول الفن إلى رسالة نابضة بالحياة.ورحلة غنية بالتجارب والمواقف .