
هل تعلمون لماذا يخافون من المقاومة؟
القلعة نيوز -
لقد استطاع هذا العقل توظيف قدراته وخبثه وعلمه وماله ومؤسساته من أجل هدف واحد: هم فقط، ولا أحد غيرهم.
علاقة الصهيونية مع غيرهم قائمة على الاستفادة منهم قدر ما يمكن، ثم بعد ذلك يتم الاستغناء عنهم بدون أدنى شعور بالذنب، ولذلك أصبح هذا شعورًا عند الأوروبيين بأن هذه الفئة لا تشعر بالذنب مطلقًا، ولذلك هم يعرفونهم تمامًا.
لقد تم توظيف طوائف مختلفة من أجناس وأعراق وأديان من أجل تحقيق هدفهم، وهنا يحضرني أن الماسونية عندما بدأت كانت تلتبس بلبوس العمل الاجتماعي والتطوعي والسعي للخدمة العامة، وهي تحاول بكل جهد توظيف كل الأطياف والأشخاص والمؤسسات، بعلم وبدون علم منهم، لتحقيق أهدافهم. ولذلك، لا تستغرب إذا سمعت بأن جمال الدين الأفغاني انضم إلى الحركة الماسونية في فترة من الفترات.
عندما بدأت العصابات الصهيونية وبقايا الفرق الصهيونية التي شاركت قوات التحالف في الحرب العالمية (الهاجاناه وغيرها) تشكيل عصابات لحماية الكيبوتسات، احتاجت إلى الأسلحة، وحيث إنه كان هناك تقييد على الأسلحة خوفًا من اكتشاف الأمر من قبل الفلسطينيين وقيام ثورة، تم تهريب المعدات والآلات من بولندا، وإنشاء كيبوتس مزيف يحتوي على حضانة ومخبز ومزرعة، ولكنه في الحقيقة كان مصنع ذخيرة تم إنشاؤه تحت الأرض يستوعب أربعين عاملًا، والمصنع والتجهيزات والآلات، وتم تصنيع أكثر من مليون رصاصة، كان لها دور في السيطرة على فلسطين لاحقًا.
لقد تم توزيع الرصاص على الكيبوتسات بسيارات حليب الأطفال، ولذلك يبدو أن هذا الكيان يخاف من أن يعتمد الآخرون أساليبه، فهو من اعتاد الاختباء والبكاء والعمل تحت الأرض حتى استطاع طرد أصحاب الأرض والاستيلاء على أرضهم، ثم البكاء بعد ذلك بأنه الضحية، وصدق من أطلق على هذا الفعل مصطلحًا جديدًا، وهناك سعي لنشر هذا المصطلح على نطاق واسع.
بعدها، تحوّل هذا الكيبوتس إلى مجمع صناعي فوق الأرض، وتم جلب مخترعين مثل "أوزيل" الذي صنع المدفع الرشاش "أوزو"، و"أدولف" الذي كان له دور في الصناعات والدفاعات الجوية، وصولًا إلى المجمع الأعلى تقنيّة في العالم، ويسعى أن يحوّل الحرب إلى حرب تقنية، تُقتل فيها الآلة المقاومين بدلًا من الاستعانة بجنود حقيقيين، وهكذا تنخفض فاتورة القتل.
عندما بدأت دولة الكيان العمل على إنشاء مفاعلها النووي، لم تكن الولايات المتحدة موافقة على هذا الأمر، حيث كانت تسعى لإبقاء هذا الأمر ضمن سيطرتها، ولم تُرد توسيع دائرة الأسلحة النووية خوفًا من انتشارها في المنطقة عن طريق الروس، وتم الأمر سرًّا بعيدًا عن أعين الولايات المتحدة بالتعاون مع فرنسا، التي كانت تسعى بدورها للدخول في النادي النووي ولم تصل بعد، ولكنها لم تبخل بالعدة والعتاد والعلماء من أجل الكيان.
وعندما أرادت فرنسا إيقاف البرنامج بسبب تغيّر الرئيس فيها، قام وزير الطاقة سرًّا وبدون علم الحكومة بإكمال البرنامج لحين اكتشاف أمره من قبل الحكومة الفرنسية، وعندها هدّد الكيان فرنسا بأنه في حال تم توقيف البرنامج سيتم نشر البيانات والشركات الفرنسية التي ساهمت في إنشاء المفاعل، وعندها ستحدث قطيعة بين العالم العربي والإسلامي وبينها، وسيكون لذلك أثر كبير عليها.
هذا هو العقل، وهكذا يتفاعل ويتعامل مع الأحداث، ولذلك هم يخافون حدّ الموت من تكرار هذا السيناريو معهم، فيحاولون بكل الوسائل منع المقاومة من استخدام نفس الوسائل التي استخدموها سابقًا...
إبراهيم أبو حويله