شريط الأخبار
الرواشدة يرعى افتتاح فعاليات مهرجان بني معروف في الزرقاء رغم زيارة رئيس الوزراء لها ..مدرسة جرف الدراويش مكانك سر والاهالي يرفضون دوام أبنائهم و يطالبون وزير التربية التدخل..فيديو وصور القلعة نيوز تعزي بوفاة شقيق النائب محمد المراعية مساعد رئيس مجلس النواب العماوي: استرداد مشاريع قوانين دستورية تستلزم التوافق والمشاركة مع القطاع الخاص عميد كلية عجلون الجامعية يلتقي أعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية لتهنئتهم بنجاح أبنائهم في الثانوية العامة ويؤكد الموقف الوطني الثابت للجامعة بحث التعاون بين مؤسسة نهر الأردن واتحاد الجمعيات الخيرية 4.9 مليون حركة رقمية عبر تطبيق "سند" خلال شهر 3 مباريات بدوري المحترفين لكرة القدم غدا المستشفى الميداني الأردني جنوب غزة7 يواصل تقديم خدماته للأهل في القطاع التسعيرة الثانية .. انخفاض كبير على أسعار الذهب في الأردن إدارة الفيصلي تعين الصربي دينيس كوريتش خلفًا لأبو عابد دينيس مديرًا فنيًا للنادي الفيصلي الأردن يواصل إرسال المساعدات إلى غزة عبر إنزالات جوية جديدة "خارجية الأعيان" تدعو لتحرك دولي لوقف الحرب على غزة القوات المسلحة تتولى تنفيذ برنامج خدمة العلم مطلع شباط 2026 "الاتصال الحكومي" تستقبل وفدًا من وكالات الأنباء الخليجية مخططات استيطانية تهدد آلاف الفلسطينيين في القدس والخليل أكاديميون: الأردن وفلسطين حصن صامد أمام أوهام "إسرائيل الكبرى" رئيس مجلس الأعيان يلتقي السفير القطري لدى المملكة محافظ معان يؤكد أهمية تسهيل معاملات المواطنين

"رجال لنآ فيهم قدوة " سماحة الأستاذ الدكتور أحمد محمد هليل "عالِم رباني ورجل دولة "

رجال لنآ فيهم قدوة  سماحة الأستاذ الدكتور أحمد محمد هليل عالِم رباني ورجل دولة
الدكتور نسيم أبو خضير
هناك رجال تصنعهم المبادئ ، وتزكيهم المواقف ، ويخلّدهم الأثر رجال يمشون على الأرض بقلوب معلّقة بالسماء ، فلا يلتفتون لزخرف الدنيا إلا بقدر ما يعينهم على خدمة دينهم ووطنهم .
حين تذكر القامات العلمية والدعوية التي أخلصت لله ، وجعلت من حياتها منبراً لخدمة الدين والوطن ، يبرز إسم سماحة الأستاذ الدكتور أحمد محمد هليل ، الذي جمع بين العلم الراسخ والعمل المخلص ، فكان علماً من أعلام الفكر الإسلامي والفقه الشرعي ، وصوتاً صادقاً لا تأخذه في الله لومة لائم .
تربى سماحته في بيت علم وورع ، على يد والده العالم الجليل الشيخ محمد أحمد هليل ، الذي غرس فيه منذ نعومة أظفاره حب القرآن الكريم والتعلق بعلومه ، حتى أتم حفظه عن ظهر قلب ، وأصبح من القراء البارعين الذين يُطربك صوتهم بخشوعه وإتقان تلاوته . كان صوته حين يتلو آيات الله بمثابة نَسيم روحاني يلامس القلوب قبل الآذان .
نال الدكتور هليل درجة الدكتوراه ، وسخّر علمه لخدمة الدعوة والإصلاح ، فتولى مناصب رفيعة : وكيل وزارة الأوقاف الأردنية ، ثم إماماً للحضرة الهاشمية ، وكان له علاقة ود ومحبة مع أصحاب الجلالة وسمو الأمراء ، ووزيراً للأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية ، وقاضياً للقضاة ، حيث أسس مبانٍ ضخمة لدائرة قاضي القضاة ضمت الكثير من المديريات ، ثم عضواً في مجلس الأعيان الأردني . وفي كل موقع ، ترك سماحته بصمة لا تُمحى ، وعطاءً لا ينقطع .
لم يكن منصبه عنده وجاهةً أو سلطة ، بل أمانةً ومسؤولية ، فاهتم بخدمة موظفي الأوقاف ورعاية الأئمة ، وسعى لإستصدار منحة ملكية للأئمة غير المتزوجين مقدارها خمسة آلاف دينار ( 5000 ) لثلاثين إماماً تعطى لهم كل عام ، ثم بادر وهو قاضٍ للقضاة إلى تخصيص منحة ملكية مقدارها عشرة آلاف دينار ( 10000 ) لعشرة قضاة غير متزوجين سنوياً ، إدراكاً منه لما تمثله هذه المبادرات من دعم معنوي ومادي يعينهم على بناء أسر مستقرة .
شهدت وزارة الأوقاف ودائرة قاضي القضاة في عهده نهضة واضحة ، سواء في تطوير التشريعات أو تحسين الخدمات أو توسيع نطاق التوعية الدينية ، فقد عمل على تحسين وضع مفتي عام المملكة ورفع شأنه حيث أصبح إرتباطه بدولة رئيس الوزراء بعد أن كان إرتباطه بوزير الأوقاف ، وأنصف المفتي آنذاك رتبة وراتباً ، الذي مضى عليه سبع سنوات وهو مفتي عام المملكة بالوكالة ، كما أسس المعهد القضائي الشرعي لإعداد القضاة الشرعيين وتأهيلهم ، كما عمل على مساواة رواتب القضاة الشرعيين بزملائهم القضاة المدنيين .
أشهد أني حضرت له مواقف يدافع فيها عن الدين دفاع المؤمن المخلص المجاهد فلا تأخذه في الله لومة لائم ، ولا أشهد شهادة إلا شهادة حق سأسل عنها . وما أكثر مواقفه الإنسانية . ولانزكي على الله أحداً ونذكر الطيب الذي رايناه وعاصرناه .
كما كان حضوره الإعلامي من خلال البرامج الدينية والإرشادية التلفزيونية والإذاعية صوتاً للحق ، يوضح للناس أمور دينهم ، ويعالج القضايا المجتمعية بروح النصيحة والرحمة .
سماحة الدكتور أحمد هليل ، كان ولا يزال كالنحلة ؛ حيثما حلَّ ترك وراءه عسلاً من الخير والعلم والنفع ، وعبقاً من الأخلاق والتواضع . جمع بين فقه الشريعة وحكمة العالم ، وبين حزم المسؤول وحنان المربّي ، ليبقى نموذجاً للعالم الرباني الذي يصدق مع الله ومع نفسه ومع الناس .