
القلعة نيوز:
رعى سمو الأمير هاشم بن الحسين، مساء أمس الأحد، في دائرة المكتبة الوطنية حفل إشهار رواية"كزهر اللّي ودمعة ذئب"، للكاتبة ميمونة الشيشاني.
وشارك في حفل الإشهار، الذي حضره أمين عام وزارة الثقافة الدكتور نضال العياصرة، ومدير عام "المكتبة الوطنية" فراس الضرابعة، ونظمه النادي القوقازي بمناسبة اليوم الثقافي القوقازي، المؤرخة الدكتورة هند أبو الشعر، والناقد والشاعر الدكتور راشد عيسى، والروائي الدكتور محمد السماعنة، ورئيس النادي القوقازي الدكتور سمير بينو، وأدار الحفل الناقد محمد المشايخ.
واستهل الحفل بكلمة رئيس النادي الدكتور سمير بينو، استعرض فيها فعاليات اليوم الثقافي الذي يقام سنويا، مشيرا إلى أنه جرت العادة بأن تكون فعاليات اليوم القوقازي متنوعة إلا أنه في هذا اليوم حرص النادي على فعالية واحدة لما تحمله من أهمية.
وأشار بينو إلى حرص النادي على إقامة اليوم الثقافي ليذكّر بالماضي المجيد لننطلق منه إلى مستقبل أفضل لوطننا الأردني وبوصف المكون الشيشاني في المجتمع الأردني جنودا أوفياء للأردن العزيز.
ولفت، في مداخلته حول الرواية، إلى أهمية الرواية للمجتمع الشيشاني الأردني وللشعب الأردني كافة، بما تحمله من دلالات ومعان.
وقال إن هذه الرواية التي تسلط الضوء على رحلة الشيشان وهجرتهم إلى الأردن تمثل وثيقة إنسانية ووجدانية تعزز الهوية الثقافية، وتوثق للذاكرة الشيشانية في الأردن، كما أنها تعيد الاعتبار للتاريخ الشفهي وتسلط الضوء على الأحداث في الأردن والتي رصدتها الرواية في الفترة منذ هجرة الشيشان ووصولهم إلى الأردن عام 1903 في الحقبة العثمانية ولغاية ما بعد تأسيس الإمارة عام 1929.
وأشار إلى أن الرواية أظهرت الكثير من تفاصيل الثقافة الشيشانية ومنها الأزياء والعادات والتقاليد والطعام والفلكلور وصفات الشخصية الشيشانية ومكارم الأخلاق والالتزام الديني وغيره.
واستعرضت المؤرخة أبو الشعر، في مداخلتها عن الرواية، أبرز مفاصلها، مشيرة إلى أنها بلغت 1190 صفحة وتمثل سيرة جماعية لمجموعة مهاجرة من شعب الشيشان في الحقبة العثمانية ليستقروا عام 1903 على ضفاف نهر الزرقاء.
ولفتت إلى أن الكاتبة تشربت كل حكايات الهجرة ونقلتها بشكل روائي جميل، وتنقلت بالقارئ بين مكانين في الشيشان والأردن، كما أنها عملت على توضيح بعض المفردات من أسماء أماكن ومواقع من خلال استخدام الهوامش.
وبينت أن الكاتبة استندت كذلك إلى جمع تفاصيل تاريخية لتعزيز التوثيق في روايتها ومنها مصادر وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة، إضافة إلى اعتمادها على روايات الجدات بما تحفل به من خصوصية الثقافة الشيشانية.
ولفت إلى الشخصية الرئيسة والمحورية في الرواية "عمر" الذي عاش 103 سنوات وكان سار بالمجموعة الشيشانية المهاجرة إلى الأردن من الشيشان وهو الذي اختار مدينة الزرقاء كأول مستقر لهم عام 1903 لما تمتعت المدينة به آنذاك من وفرة الينابيع وأطيب المياه.
أما الدكتور عيسى فلفت إلى أن الرواية تخطت مواصفات البحر لتصبح محيطا جامعا، منوها بما تمتعت به من لغة جمعت بين الحكايات الصغيرة والبوح الشعري.
وتحدث عن العنوان الذي يعد العتبة الأولى للرواية، وما يحمله من دلالات ومعان، مبينا أن "اللّي" هي "السوسنة" التي تمتلك إرادة الحياة أما "الذئب" فهو الحيوان الاسطوري الذي تجده في كل ثقافات الشعوب بما يتمتع به من شجاعة وعفة ونبل ولا يتحرج من أن يبكي بكاء الأقوياء وتكون دموعه دموع الكبرياء.
وبين أن الكاتبة قدمت للقارئ صورا وحكايات تناغمت فيها الحكاية الشيشانية مع التربة الأردنية، منوها بما حفلت به الرواية من لقطات شعرية إذ مثلت، بحسبه، مثالا رفيعا على النص الأدبي الذي يرحب بالشعر والنثر معا.
ولفت إلى أن مدينة الزرقاء وجوارها يلعبان دور البطولة في احتضان الشيشان بهذه الرواية.
بدوره، قال السماعنة إن الرواية أظهرت ما تتمتع به الشخصية الشيشانية من مناقب جميلة وقيم فضلى، ومنها العفة والأخلاق الكريمة العالية والالتزام بالدين والشجاعة والكرامة.
وأضاف أن الكاتبة سعت لرسم صورة نابضة بالألق والحياة للشخصية الشيشانية، كما أنها وظفت الحوارات التي أبعدتها عن الإغراق في التكلف والحشو.
وأكد أن عنوان الرواية يعتبر تكثيفا لصفات الشخصية الشيشانية، لافتا إلى أن البطولة ليست مقصورة على الرجل في الثقافة الشيشانية، بل تنسحب كذلك على المرأة، كما أظهرت الرواية في مفاصل عديدة منها.
من جهتها، عبرت الكاتبة الشيشاني عن عظيم الشكر والامتنان لرعاية سمو الأمير هاشم حفل إشهار روايتها، كما قدمت شكرها للنادي القوقازي والمشاركين في الحديث عن الرواية، وتحدثت عن تجربتها في كتابة هذه الرواية التي استغرقت عدة سنوات.
وفي الختام، تسلم سمو الأمير هاشم إهداء من الكاتبة نسخة من جزئي الرواية.