
نضال أنور المجالي
في زمن تتسارع فيه وتيرة الحياة وتكثر فيه الخصومات، يظل القضاء العشائري ركناً أساسياً من أركان السلم الاجتماعي في الأردن، ومنارة للحكمة والفصل في النزاعات. ومن بين رجالات هذا الميدان، يقف الشيخ سامي الحجايا شامخاً، ليس بلقبه فحسب، بل بأفعاله وكلماته التي تركت أثراً عميقاً في نفوس من عرفوه.
فزعةٌ وانتماء
وُلد الشيخ سامي وتربّى على قيم الانتماء والولاء للوطن والقيادة الهاشمية، وهي قيمٌ غُرست فيه منذ صغره، فأصبح مثالاً للإنسان الأردني الذي يجمع بين أصالة الماضي ووعي الحاضر. هذه النشأة الصادقة جعلت منه "ابن فزعة"، يمد يد العون لكل محتاج، ويسارع إلى نصرة المظلوم دون تردد. إن هذه السمة، التي هي جزء أصيل من هويتنا الأردنية، جعلت منه قامةً تُحترم وتُقدّر في مجتمعه.
قاضٍ بحكمة وجرأة
لا يكتفي الشيخ سامي الحجايا بالنظر إلى ظاهر الخصومة، بل يمتلك حكمة القاضي الذي يتعمق في أسباب الخلاف ليُصلح ما بين القلوب قبل أن يُصدر حكماً. حكمته ليست مجرد معرفة، بل هي بصيرة نافذة وقدرة على قراءة ما بين السطور، ليقدم حلولاً جذريةً تُنهي النزاعات من جذورها. وإلى جانب هذه الحكمة، يتميز بكلمته الجريئة التي لا تتردد في قول الحق، حتى وإن كان على أقرب المقربين. إنه يدرك أن العدل هو الأساس، وأن كلمة الحق هي السبيل الوحيد لإعادة الأمور إلى نصابها.
إن الشيخ سامي الحجايا، بجمعه بين الحكمة التي تُصلح النفوس والجرأة التي تُعيد الحقوق لأصحابها، يمثل نموذجاً للقاضي العشائري الذي لا يكتفي بتطبيق الأعراف، بل يضيف إليها من روحه وإنسانيته، ليكون بذلك صمام أمان وحكماً عادلاً في مجتمعه.
حفظ الله الأردن والهاشميين