شريط الأخبار
الخرشة يكتب : وزارة الداخلية ليست الجهة التي تملك المرجعية الدينية أو الاجتماعية في مثل هذه القضية الأمم المتحدة: افتحوا جميع المعابر إلى غزة العجارمة يرد على مبادرة وزير الداخلية : كيف يطلب من السياسيين وأصحاب المناصب عدم مشاركة أقاربهم وأصدقائهم أفراحهم أو ترؤس الجاهات، فهؤلاء أبناء عشائر وعائلات أردنية إسرائيل: بدء مهلة الـ 72 ساعة لتسليم المحتجزين لدى حماس ضمن اتفاق الهدنة إسرائيل تنشر قائمة بأسماء 250 أسيرا يرتقب الإفراج عنهم ضمن اتفاق التبادل "الصحفي اليماني" لـ "وزير الداخلية" : اتركوا الناس على الأقل تفرح بفلذات اكبادها، كيفما تشاء تغييرات وتعيينات متوقعه في مواقع مهمة منها الامن العام ..قريبآ بدء مهلة الـ72 ساعة لإطلاق سراح المحتجزين لدى حماس وزير الخارجية يبحث مع نظيره البرتغالي تطورات الأوضاع في غزة الأردن يرحب بتبني المجلس التنفيذي لليونسكو قرارات بالإجماع بشأن مدينة القدس وأسوارها نتنياهو: القوات الإسرائيلية ستبقى في غزة .. والحرب لم تنته بعد مندوبًا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يشارك في تشييع جثمان الشاب فواز أبو تايه عاجل : وزير الصحة يتواصل مع والد الشاب "سند القويدر " إسرائيل تعلن دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ الليلة الأولى بدون حرب منذ عامين .. كيف قضاها الغزيون؟ منح نوبل للسلام إلى زعيمة المعارضة الفنزويلية مارينا ماشادو الشيباني يصل لبنان في أول زيارة لمسؤول سوري كبير منذ سقوط الأسد عزل رئيسة البيرو .. وزعيم الكونغرس يؤدي اليمين خلفا لها المسارات السياحية في عجلون.. رافد حيوي لتنشيط السياحة الداخلية أسعار النفط تهبط وسط تراجع توترات الشرق الأوسط

بني مصطفى تكتب : الصحة النفسية ليست رفاهية

بني مصطفى تكتب : الصحة النفسية ليست رفاهية
الدكتورة مرام بني مصطفى / الاستشارية النفسية والتربوية
تُعدّ الصحة النفسية أحد أهم أركان الصحة العامة للإنسان، إذ لا يمكن الحديث عن صحة متكاملة دون وجود توازن نفسي وعقلي يتيح للفرد أن يعيش بسلام داخلي وقدرة على التكيّف مع متطلبات الحياة. وقد أكّدت منظمة الصحة العالمية (WHO) أن الصحة لا تعني غياب المرض الجسدي فحسب، بل هي حالة من السلامة الجسدية والعقلية والاجتماعية. ومن هنا جاء الاحتفاء بـ اليوم العالمي للصحة النفسية في العاشر من أكتوبر من كل عام، ليذكّر العالم بأهمية الصحة النفسية للأنسان، وليدعو إلى نشر الوعي ودعم الجهود إلى تعزيز الصحة النفسية على المستويات كافة: الفردية، والأسرية، والمجتمعية، والعالمية.
أن الصحة النفسية حالة من العافية يَعي فيها الفرد قدراته، ويتمكن من مواجهة ضغوط الحياة العادية، والعمل بإنتاجية، والمساهمة الإيجابية في مجتمعه”. أن الصحة النفسية ليست مجرد غياب الاضطرابات، بل هي حالة إيجابية من التوازن العاطفي والاجتماعي.
تُعدّ الصحة النفسية أساسًا للقدرة على التفكير السليم واتخاذ القرارات الرشيدة، وهي ركيزة لتحقيق السعادة والنجاح الشخصي والمهني، كما ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالصحة الجسدية، إذ أثبتت الدراسات أن الاضطرابات النفسية المزمنة تؤدي إلى زيادة مخاطر الأمراض المزمنه كأمراض القلب والسكري.
أن تدني التوعية بالصحة النفسية يُعد من أبرز التحديات التي تواجه المجتمعات، إذ تُعد الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق من أكثر الاضطرابات انتشارًا حول العالم. ولهذا فان إطلاق برامج ومبادرات تهدف إلى دمج خدمات الصحة النفسية ضمن الرعاية الصحية الأولية، و التوعية العالمية تعمل على كسر الوصمة الاجتماعية التي تحيط بالمصابين بالأمراض النفسية، وتشجع المجتمعات على التعامل معهم.
إن تدني مستوى الصحة النفسية لا يؤثر على الفرد وحده، بل يمتد أثره إلى جميع من حوله. فالفرد الذي يعاني من اضطراب نفسي يفقد قدرته على أداء مهامه بكفاءة، مما ينعكس على استقرار الأسرة وتماسكها. وقد يؤدي ذلك إلى ضعف الروابط العائلية وازدياد التوتر بين الزوجين، وإهمال تربية الأبناء.
أما على مستوى المجتمع، فإن ارتفاع معدلات الاضطرابات النفسية يؤدي إلى تراجع الإنتاجية، وزيادة معدلات الجريمة، والانحراف، وتعاطي المخدرات. كما ينعكس على الأداء الاقتصادي للدول، إذ ترتفع تكاليف العلاج والرعاية وتقل مساهمة الأفراد.لذلك فإن تعزيز الصحة النفسية يُعدّ ضرورة اجتماعية واقتصادية وليس فقط إنسانية.

توصي منظمة الصحة العالمية بضرورة إدماج التثقيف النفسي في مراحل التعليم كافة، بدءًا من الطفولة، حيث يمكن غرس المهارات الاجتماعية،والتعبير عن المشاعر وحل المشكلات بطرق بنّاءة. كما أن مرحلة المراهقة تتطلب دعمًا خاصًا بسبب التغيرات النفسية التي يمر بها الفرد، مما يجعل التوجيه النفسي والإرشاد التربوي عنصرًا أساسيًا في المدارس.
أما البالغون فيواجهون تحديات الحياة العملية والزوجية، مما يجعل برامج الدعم النفسي في أماكن العمل والزواج مهمة للحفاظ على التوازن النفسي. كما يجب الاهتمام بكبار السن الذين يعانون من العزلة أو فقدان الشريك، إذ تسهم الرعاية النفسية في الحفاظ على كرامتهم وجودة حياتهم.

إن تفعيل برامج الصحة النفسية في جميع المراحل العمرية يعزز المناعة النفسية للأفراد ضد الضغوط النفسية ويُكوّن مجتمعات أكثر وعيًا وتماسكًا، قادرة على مواجهة الأزمات بثبات ومرونة.

إن الصحة النفسية ليست رفاهية أو خيارًا ثانويًا، بل هي حق أساسي من حقوق الإنسان، وجزء لا يتجزأ من الصحة الأفراد والمجتمع . وإن الاستثمار في الوعي النفسي هو استثمار في الإنسان ذاته وفي استقرار الأسرة وتماسك المجتمع. فمجتمع يتمتع أفراده بالسلام الداخلي هو مجتمع قادر على البناء والعطاء والإبداع. لذا، فإن نشر ثقافة الصحة النفسية وتفعيلها في التعليم والإعلام والرعاية الصحية يمثل خطوة جوهرية نحو مستقبلٍ أكثر توازنًا وعدالة وإنسانية.