القلعة نيوز-
في عبق الأردن الفحيص ذاك المكان الذي يشكل جزءا من تاريخ الاردن الحضاري وثقافته كما شهدت ارضها مسرحا للدرامى الاردنية والعربية المشتركة بحضور مخرجين وممثلين وفنانين قاموا بتصوير اعمال درامية من مسلسلات وافلام سينمائية لسنوات طويلة حيث كانت تتسابق المحطات التلفزيونية لحجز مناطق التصوير في مدينة الفحيص ذات الطابع التاريخي وتحمل مقومات الارث والتراث عبر العصور، ويتشارك في الاعمال الدرامية الفنانون الاردنيون والعرب فكان الانتاج زاخرا والدراما الاردنية في عصرها الذهبي انذاك.
فمدينة الفحيص تعكس ثقافات الشعوب وتعرف العالم على روح سكانها الطيبين وعاداتهم وسلوكياتهم، فهي كتاب مفتوح يتعلم ابناؤها منها القيم الاخلاقية وهذا ما ينبني على الاعمال الدرامية الحقيقية والواقعية وهدفها النهوض بمجتمعاتنا في ظل الفوضى العارمة للغزو الفضائي والالكتروني ورسالتنا نحو مواكبة العصر وعلى التقدم الحقيقي والمحافظة على اجيالنا هكذا قدمت الفنانة قمر الصفدي الفنانين العربيين المصريين: رياض الخوري وسامح الصريطي، في ندوة حول واقع الدراما العربية وذلك على منبر المرحوم خالد منيزل في اولى فعاليات المهرجان الثقافية.
وتحدث الفنان الكبير سامح محمد الصريطي عن الدرامى العربية باعتبارها القوة الناعمة التي نستطيع من خلالها مواجهة اعدائنا المتربصين بنا وايضا لتحرير القلوب والعقول كاداة فاعلة ومؤثرة، وقال: بداية اعبر عن بالغ سعادتي لانني على ارض اعشقها هي الاردن واعلم يقينا بان شعبها يحبني واعرف مكانتي عندهم ولانني في مهرجان ثقافي فالثقافة عندي هي منتج شعبي ونمط حياة للقيم النبيلة التي تحكم الناس وفي مدينة الفحيص التي تجد في كل مكان منها عند اهاليها حديثا عن الثقافة والفن وهذا يدل على مكانتهم وعمقهم الضارب جذوره في اعماق التاريخ الحضاري.
واشار الصريطي الى ان الجزئية التي اتحدث فيها عن واقع الدراما العربية هي قيم المواطنة التي نستطيع من خلال الاعمال الدرامية ان نعبر بها عن انفسنا للآخر وهي اداة قادرة على ترسيخ القيم المجتمعية النبيلة وخاصة اننا كشعوب عربية نمتاز بالتعددية الثقافية والتنوع والذي ينبغي ان يجمع كلمتنا ويوحدنا فهذا الموزاييك الثري للحركة الثقافية يفترض ان يرفد الدراما العربية والوطنية بالعدالة الاجتماعية وعدم التمييز وصولا للوحدة الوطنية والعربية.
ومن جهته، تحدث الفنان رياض الخوري عن خصوصية الفن عبر التاريخ ما بين الازدهار والاضمحلال والذي اكد في مداخلته اننا نعيش فيه الان مرحلة الغربة، وقال: نحن لم نستفد من العلوم الحديثة في الاخذ من معينا لتغذية الدراما بل نجد ان الاستفادة كانت من الناحية التقنية فحسب، اما بخصوص المواضيع فقد اصبحت واهية اجتماعيا وثقافيا ومعرفيا وغيرها ما لم نطور به واقع الدرامى العربية لدينا، وفي ظل اعداء متنمرين محيطين بنا في عالمنا العربي وواجب علينا ان ننهل من التاريخ الزاخر للامة وكذلك الفلكلور الشعبي لمجتمعاتنا فلقد تشبعنا بالدراما الاجتماعية واصبحت المواضيع متكررة ولا توجد قيمة مضافة وقد تزرع اشياء سلبية في ثقافة اجيال المستقبل لذلك علينا ان نقف مجتمعين لاثراء الثقافة بالدرامى والاستفادة من حضارتنا العريقة، وحقيقة انني سعيد جدا لمشاركتي في مهرجان الفحيص الثقافي وبين المحبين من الشعب الاردني المضياف والعزيز على قلبي.