القلعة نيوز-
استضافت الجمعية الفلسفية الأردنية الدكتورة سهام الملكاوي في محاضرة حول «الوعي من منظور فلسفي - سيكولوجي».
وقالت الدكتورة سهام ملكاوي، في المحاضرة التي أقيمت يوم الثلاثاء الماضي، إن مقاربة الوعي هي مقاربة الحقيقة التي تباينت آراء الفلاسفة حولها وتمثلت في مختلف نظريات المعرفة التي تعود إلى مختلف المدارس الفلسفية من تجريبية واقعية أو مثالية عقلية، والتي أبرزت دور العقل أو دور الحواس أو دور كليهما، انطلاقا من الفلسفات القديمة والتي قدمت للفكر الإنساني المنطق الأرسطي بما له وما عليه. وبامتداداته في مختلف العصور اللاحقة. ثم تجليات الوعي في الفلسفة الحديثة منذ ديكارت وجون لوك وهيوم إلى كانت وهيجل ومن ثم ماركس.
وأضافتإن اتساع مساحة حضور الوعي في الفكر الإنساني تحتم أن يكون الباحث انتقائيا في التركيز على هذا المفصل أو ذاك من مفاصل الفكر الإنساني. فحضور الوعي في الفكر الكانتي لا بد أن يأخذ منحا مختلفا عما هو عند نيتشة أو مفكري ما بعد الحداثة. وربما كانت مدرسة فرانكفورت في تنوع مفكريها واشتراكهم في النزعة النقدية هي الأبرز في ظهور هذا المفهوم الإنساني المحوري. وإبراز جوانب فلسفية هامة للوعي لدى بعضهم كالجانب الأخلاقي عند هابرماس مثلا.
ومن المنظور السيكولوجي أشارت المحاضرة إلى أن التفكير في علم النفس لم يكن غريبا في مختلف النظريات الفلسفية إلى أن انفصل علم النفس التجريبي ليقدم عبر نظريات علم النفس المعرفي ما يقابل نظريات المعرفة المختلفة في الفلسفة. والتي تباينت بدورها بحسب الاتجاهات المختلفة لدى السيكولوجيين، انطلاقا من مدرسة التحليل النفسي بمختلف مفكريها، إلى المدارس السلوكية وتطبيقاتها في مختلف مجالات العلم والحياة ثم المدارس المعرفية والتي امتد تأثيرها إلى مجالات مختلفة أيضا. خاصة مدرسة الجشطالت وأبحاثها في مجال الإدراك الحسي و الوعي.
واختتمت ملكاوي محاضرتها بالإشارة إلى فلسفة الفينومينولوجيا والمنهج الفينومينولوجي وتطبيقاته التي طالت المجالين الفلسفي والسيكولوجي.واعتبرت أنه لا بد أيضا من مقاربة لغوية توضح العلاقة بين المعنى المفهومي للفظ والمعنى اللغوي.