القلعة نيوز : تستعد الدوحة لاستضافة آلاف من المشجعين والرياضيين المشاركين في بطولة العالم لألعاب القوى 2019 التي تنطلق الجمعة، وتأتي كاختبار للدولة الخليجية على طريق التحضير لاستضافة البطولة الأغلى، كأس العالم في كرة القدم 2022.
وعلى رغم أن مونديال "أم الألعاب" الذي سيمتد حتى السادس من تشرين الأول/أكتوبر، سيكون بحجم أصغر من مونديال كرة القدم، لكنه سيكون فرصة للمنظمين لاختبار تحضيراتهم لاستضافة كأس العالم، لاسيما لجهة التنظيم والبنية التحتية التي لا تزال أعمالها في طور الانجاز.
وتأتي البطولة مع استمرار الأزمة الدبلوماسية الخليجية منذ إعلان الرياض وأبوظبي والمنامة والقاهرة، قطع علاقاتها مع الدوحة في حزيران/يونيو 2017، والتأثير المحتمل لذلك على حضور مشجعين، على رغم أن عدائين من الدول المقاطعة لقطر أدرج اسمهم ضمن المشاركين.
في ما يأتي عرض لأبرز التحضيرات التي قامت بها قطر قبل البطولة:
- الأمن -
يشكل الأمن جزءا أساسيا من تنظيم البطولة. وفي الأسابيع الماضية، أبرزت وسائل الإعلام القطرية دورة تدريبية أقامتها وزارة الداخلية بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي "اف بي آي"، خصصت لـ "إدارة الأزمات، والحوادث الكبرى".
وتعد العاصمة القطرية من المدن الآمنة، اذ حلت ثانية في تصنيف مجلة "سي اي أو وورلد" الشهر الماضي لأكثر المدن أمانا في العالم، خلف العاصمة الإماراتية أبوظبي.
وسيكون الشق الأمني مرتبطا بالتنظيم أيضا، لاسيما لجهة الدور المنوط بتنظيم عملية الدخول الى ستاد خليفة الدولي حيث ستقام منافسات بطولة العالم لألعاب القوى. وتأمل السلطات القطرية في تفادي المشاهد التي سجلت الشهر الماضي، حين بقي العديد من المشجعين لاسيما الهنود منهم، خارج ستاد جاسم بن حمد خلال مباراة بين قطر والهند ضمن التصفيات المشتركة لنهائيات كأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023 في كرة القدم، على رغم حيازتهم تذاكر للمباراة.
- الملعب -
واصلت السلطات استعداداتها على قدم وساق لاستضافة البطولة العالمية لـ "أم الألعاب" على ستاد خليفة، الملعب الذي أعيد تأهيله وافتتاحه في العام 2017، وسيكون من الملاعب الثمانية المضيفة لمونديال 2022.
وفي الأيام الماضية، أمكن رؤية مئات المتطوعين يقومون بتدريبات في محيط الملعب، برفقة المنظمين، بينما واصل العمال التقنيون تجهيز التفاصيل الأخيرة المتعلقة بالإنارة.
وفي تصريحات الأسبوع الماضي لوسائل الإعلام القطرية، أكد دحلان الحمد، رئيس الاتحاد الآسيوي لألعاب القوى ونائب رئيس الاتحاد الدولي، والذي يشغل منصب المدير العام للجنة المنظمة للبطولة، "لدينا خبرات كبيرة في استضافة هذه البطولات العالمية بعد أن أصبح الحلم حقيقة باستضافة مونديال ألعاب القوى لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، وعلى أحد ملاعب مونديال قطر 2022 وهو ستاد خليفة الدولي الذي أصبح جاهزا تماما" لاستقبال الرياضيين والمشجعين.
ويعود تاريخ تدشين ستاد خليفة الى 1976 لكنه خضع لعملية تأهيل شاملة استعدادا لمونديالي القوى 2019 وكرة القدم 2022، واستضاف في الأعوام الأخيرة لقاء الدوحة لألعاب القوى ضمن منافسات الدوري الماسي.
ولن تقتصر منافسات بطولة القوى على الملعب، اذ ستشهد شوارع العاصمة القطرية سباقات الجري والمشي للمسافات الطويلة، وأبرزها سباق الماراتون الذي سيعبر الكورنيش الشهير للدوحة، علما بأنه سيقام للمرة الأولى قرابة منتصف الليل تفاديا لدرجات الحرارة المرتفعة نهارا.
- النقل -
استثمرت قطر بشكل هائل في تطوير البنى التحتية منذ اختيارها في العام 2010 لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022. وشملت هذه الأعمال تطوير مطار حمد الدولي الذي بات من الأكبر عالميا، وتطوير شركة الخطوط الجوية القطرية التي باتت تعد من الأفضل عالميا أيضا.
وأنشأت السلطات القطرية شبكة لمترو الأنفاق بكلفة قدرت بمليارات الدولار، لكن لم يتضح ما اذا كان "الخط الأصفر" سيكون جاهزا في موعد انطلاق البطولة لنقل المشجعين الى محطتين قريبتين من ستاد خليفة هما العزيزية والمدينة الرياضية.
ويقع ستاد خليفة في منطقة تحظى بشعبية واسعة في أوساط المواطنين والمقيمين، ما يثير احتمال حصول زحمة سير في حال استخدام المشجعين وسائل نقل خاصة للوصول الى الملعب، علما بأن السلطات عملت على تطوير شبكات الطرق بشكل يخفف من الاختناقات المرورية عند تقاطعات رئيسية.
- المشجعون -
يتسع ستاد خليفة الدولي لنحو 46 ألف متفرج، لكن سيتم تخفيض طاقته الاستيعابية خلال البطولة التي يأمل المنظمون في أن تجذب مسابقاتها الأساسية، ما يصل الى 14 ألف متفرج في الوقت عينه.
وأكد مسؤول في اللجنة المنظمة أن بيع التذاكر "يجري بشكل جيد"، مع تعويل على حضور كبير من الجاليات الأجنبية المقيمة في قطر والتي يتوقع أن يحقق رياضيوها الميداليات، مثل كينيا والولايات المتحدة.
وفي ظل الأزمة الدبلوماسية ووقف الرحلات الجوية المباشرة بين الدوحة من جهة، وكل من أبوظبي والمنامة والرياض والقاهرة، يستبعد أن يتمكن مشجعو هذه الدول من حضور المنافسات في أرض الملعب، على رغم مشاركة رياضيين من الدول الأربع، بحسب اللائحة التي نشرها الاتحاد الدولي لألعاب القوى.
وتشمل هذه اللائحة 21 رياضيا ورياضية من البحرين، و5 من مصر، 3 من السعودية، وواحدا من الامارات.