شريط الأخبار
السفير الخطيب يقدم أوراق اعتماده لرئيسة مقدونيا الشمالية وزير الأوقاف: تفويج الحجاج الى عرفات مستمر حتى منتصف الليل عروض "الدرون" تزيّن سماء عمّان مساء الخميس مدير الأمن العام يقلّد كبار الضباط رتبهم الجديدة وفد نيابي يشارك بمؤتمر العمل الدولي في جنيف الرواشدة : الهيئات شريك أساسي بتطوير الصناعات الثقافية في لواء بني كنانة رئيس الوزراء يستقبل المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة " الفاو" الملك يتبادل التهاني هاتفيا مع سلطان عُمان بمناسبة قرب حلول عيد الأضحى مندوبا عن الملك وزير التربية يكرم الفائزين بجائزة الملك عبدالله الثاني للياقة البدنية يوم عَرَفة.. دعوات بأن يحفظ الله الأردن وينهي مأساة فلسطين وغزة الدفاع المدني يتعامل مع 1485 حادثاً متنوعاً خلال 24 ساعة "العمل" : تمديد فترة استفادة العمالة السورية من الإعفاءات العيسوي يلتقي وفدا من جامعة عمان العربية وشبابا من محافظة الكرك الملك يغادر إلى إسبانيا في مستهل جولة عمل أوروبية رئيس هيئة الأركان المشتركة يستقبل السفير الصيني في عمان الملك يستقبل وفد منظمة "الفاو" ويتسلم ميدالية أجريكولا الملكة: ما أشبه اليوم بالأمس الإفتاء: عدم جواز ذبح الأضاحي في الساحات العامة والشوارع إسرائيل تستهدف سطح مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح السماح باستيراد عدد من السلع الصناعية من سوريا

أزهار الحكمة

أزهار الحكمة


القلعة نيوز-
أرتنا الحياة ما انتظرنا رؤيته من لطائف خفاف
ومباهج وامضة، وآفاق مزينة بغيماتٍ رقاق وزهور كرز ورذاذ ماء . وهي الحياة ذاتها التي أماطت اللثام عن رزاياها الشوهاء، وطحنت سنابلنا الخضر برحاها الصلدة العمياء.
دع عنك حماستك لما هو آت...
فخط الخيبة قريب وكذلك الفجيعة، ونهجك المثابر على تقريب ما هو ممكن ومؤنس وأجمل وأقل خطرا وأذى يضعف جداوه وآثاره العبقة الشحن السلبية، وصدمات السأم، وأحزان راودت القلب عن نفسها لها قوة ألف شتاء.
لا يساورنك توجس، فنحن خبرنا القلق العميق، والتوتر العالي، والفشل في سباق الضغينة، والجهل بطرائق الثأر لذاتنا ابراهيم عقرباويالمستهدفة في كل حين، ورد الصاع صاعين. ما يميز وجوهنا انها لا تقيم على ضيم، وتأبى موبقات الكرامات، ومهما أبدت الظروف لنا عبوسا فلا نشكو فراغ جيوبنا من المال حتى وان فرغت،ولا فراغ قلوبنا من الحب حتى وان رمانا المبغضون بثمارهم الفاسدة، ولا نعاني قحطا في أراضي فضائلنا وان ندرت زخات شتاء الاخاء، ولا شحا في اباء النفوس الكبار، وسمو مراميها، انما ساءنا تنامي ظاهرة « النذالة « على أيدي الانتهازيين الجدد.
لقد ضربنا الآخرون بيد من حديد دون استشارة الرأفة، أو الوقوف على رأي الحكمة، أو مراعاة الورع. كان الخطأ القاتل احتماؤنا بزنبق الصباح، واحسان الظن بشوك توارى خلف شجيرات الياسمين.
لم نستمريء لعب دور الضحية، لكن الظرف الخشن لم يسعف عيوننا الغاضبة للنيل ممن استقوى بأسباب أتاحت له فرض القبح على أيامنا...انه لفجر كاذب سيدحضه فجرنا الصادق لا محالة.
لا نمل من نثر أزهار حكمتنا...فحتى وان قل مالنا لا تنحني سنابلنا أمام سنديان حراس الذهب الأشقياء، ولا مجد للأغنياء لأنهم وحدهم يتمتعون بموفور القسوة وتمام الجشع... شيمتهم الصبر على صفعات الكساد للظفر بمزيد من صفقات الازدهار الرابحة... الأوغاد يخسرون دائما انسانيتهم، وللفقراء حياة زاخرة بأزهار التعالي على الجراح، وخالية من كوابيس العار.
حتما نبدي تماسكا وان ضربت جذوع تصبرنا فؤوس الأحوال العاصفة. نؤاخي شرفاء الناس الأصفياء وان شحت الغلال في خوابيهم الندية، ونقاسمهم مر الحادثات وحلو المسرات، وما تيسير من خبز وود عميق.
نظل أوفياء لشجر الورد حتى وان نثرت الريح أوراقه على وجه الخريف البليل، ونضمد جراح أغصانه الجرداء... يحبنا الأصدقاء لأننا نبادلهم زهرة بزهرة ودمعة بدمعة، والصدق أنيسنا الجميل.
هو الحب لا يشترى... هو الصدق لا يباع.
لسنا بحاجة الى ترميم او اصلاح او انعاش للدهشة. لدينا عيوب ونقائص لكنها لا تقلل من شأن بهائنا، وطول عمر استقامتنا، وقول الحق ولو كان مراً.
نال منا اعتياد الأشياء، ومعايشه تفتح الورد وذبوله، وشهود شيخوخة النهار المتهالك، وصمت الليل الضرير. ما نحتاجه حقا هو الخروج من هذه الدنيا بسلام، غير مثقلين بخسائر فادحة تخدش زجاج أرواحنا، أو أوزار ثقيلة تطردنا من رحمة الودود الرحيم.
******
لا أحد ينوب عنك في تحمل ما لا يحتمل من جرع كؤوس أحزان الحياة، ودفلى تجاربها سخينة الوقع عميقة الأثر.
لم تحبذ لعب دور فراشة رقيقة الحضور، تنتمي لإشراقات النور وعطور الخير الباذخة، تسقطها أضعف الصدمات. ولاراق لك صلابة الصخر لصد هوج الحادثات، ولوافح هجير غضبات قساة البشر، بل كنت كيانا نابضاَ وسطا بين رهافة الشتاء وغلظة رعاة الليل البهيم.
هكذا انت...
غني بقليل ما تملك. عزيز جافي لمهاوي التذلل المذموم.لا تبالي بعطاء موعود او رزق مراوغ . راض بما تيسر، وسائر بفروسية على مبادئ الكرام ومناقبهم الجليلة. غير آسٍ على فات أو فرح بما هو آت.
زادك يقين العارفين، وذخيرتك حكمة الصابرين.--ابراهيم عقرباوي