شريط الأخبار
المومني : ‏الدراية الإعلامية ضرورة لمواجهة التضليل سميرات: مشروع التأمين على المسؤولية المهنية للمكاتب الهندسية يكرر أخطاء سابقة وهذه ابرز المحاذير لقطة لبوتين من ألاسكا تهز الرأي العام الصيني (صورة) استقرار أسعار الذهب محليا هل تشهد المملكة موجات حر قادمة.. توضيح من الأرصاد «حماس» توافق على مقترح جديد لوقف إطلاق النار طلب قوي على الدينار مدفوع بارتفاع حوالات المغتربين توضيح هام من وزير الصحة حول الزيارات المفاجئة .. تفاصيل بعد لقائه ترامب والأوروبيين.. زيلينسكي يلغي مقابلة مع "فوكس نيوز" ويغادر واشنطن تراجع النفط واستقرار أسعار الذهب عالمياً الجزيرة يتخطى السرحان في دوري المحترفين بنتيجة 2-1 اجواء صيفية معتدلة حتى الجمعة أبرز تصريحات القادة الأوروبيين خلال اجتماع البيت الأبيض %10.6 انخفاض "مستخدمي حافلات التردد السريع" بين عمان والزرقاء بعد عودته لقائمة الأرجنتين.. وداع تاريخي في انتظار ميسي وزير الثقافة خدم بالتجنيد الإجباري الرواشدة يرعى افتتاح فعاليات مهرجان بني معروف في الزرقاء رغم زيارة رئيس الوزراء لها ..مدرسة جرف الدراويش مكانك سر والاهالي يرفضون دوام أبنائهم و يطالبون وزير التربية التدخل..فيديو وصور القلعة نيوز تعزي بوفاة شقيق النائب محمد المراعية مساعد رئيس مجلس النواب العماوي: استرداد مشاريع قوانين دستورية تستلزم التوافق والمشاركة مع القطاع الخاص

تحولات المجتمع الأميركي

تحولات المجتمع الأميركي

القلعة نيوز : حمادة فراعنة
لم يكن خيار ترامب ونجاحه وليد الصدفة والذكاء والثراء، ولم يكن سبباً لعناوين التصادم الذي نشهده في متابعة المشهد الأميركي المكشوف، بل إن ترامب هو وليد تطورات المجتمع الأميركي بمضامينه القومية والدينية والطبقية، ونتاج هذا التصادم ومعبراً عنه. المجتمع الأميركي وسياساته واهتماماته بعد أن هزم خصمه الاشتراكي في الحرب الباردة، عبر سباق التسلح المكلف، والمباراة الاقتصادية الناجحة، واعتماداً على تحالفات عالمية مع المعسكر الرأسمالي المتمكن، والاتجاهات الرجعية المنتشرة في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية، بات بلا عدو خارجي يستنفر مواطنيه لمواجهته. التطور الأبرز الذي أحدث الاهتمام، أحداث سبتمبر 2001، التي قلبت السحر على الساحر، وبات الإرهاب والتطرف والعداء للغرب عناوين السياسة الخارجية التي مست القشرة الأميركية ولم تصل لجوهرها، وعمل الأميركيون ضدها حتى تم تقويضها في أفغانستان والعالم العربي ومحيطه، وتحولت إلى خلايا كامنة استخبارية. تطور المجتمع الأميركي، شبيه بكل المجتمعات التي تكبر وترتقي، وتخلق أدوات ومظاهر تعارضاتها الداخلية، فالثراء يزداد، والفقر يتسع، وحدة التقاطب الاجتماعي بين الشرائح الثرية تتصادم بقوة مع الشرائح الفقيرة والمتوسطة، نتيجة تصادم مصالحها المتعارضة وتفاقم المشاكل بينهم، ولهذا وصف ترامب معسكر بايدن أنه يساري يتجه نحو الإجراءات الاشتراكية في التأمين الصحي والضمانات الاجتماعية ومضاعفة الضرائب على الأغنياء، بل هو قراءة تقترب من الحقيقة من قبل معسكر الحزب الجمهوري لمدلول معسكر الحزب الديمقراطي الذي تنمو بين صفوفه وشبابه سياسات يسارية يقودها بوضوح بيرني ساندرز الذي يحمل تطلعات العدالة الاجتماعية وتحسين أوضاع الفقراء والمهمشين وأبناء القوميات وبناتهم، ودلالاته الفاقعة ترشيح الديمقراطية كاميلا هاريس نائب للرئيس بما تمثله من توجهات ليبرالية تقدمية يسارية، في مواجهة نائب الرئيس الجمهوري بينس الذي ينتمي لجناح المتدينين المسيحيين الانجيليين. الاصطفافات الحادة، وإنحياز الشرائح المختلفة واندفاعها بقوة غير مسبوقة، نحو صناديق الاقتراع، تعبير واضح عن هذا التطور في حدة الصراع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، وفي حدة المواجهات بين المتدينين الإنجيليين الذين يمثلون أكثر من 25 بالمائة من المجتمع الأميركي، في مواجهة غير المتدينين، وبين العنصريين البيض في مواجهة أبناء القوميات الأخرى الذين اصطف غالبيتهم مع خيار الحزب الديمقراطي. ليست السياسة الخارجية عنواناً للنجاح أو الفشل للإدارة الأميركية، بل السياسات الداخلية والوضع الاقتصادي هي العناوين التي تشغل اهتمامات الناخب والمواطن الأميركي. وإذا دققنا بأرقام الاستطلاعات والتصويت فهي الدالة على شكل ومضمون هذه الانحيازات الطبقية والقومية والدينية، وهي عناوين الصراع الداخلي لدى المجتمع الأميركي وإفرازاته. أكثر من ثلاثة أرباع الإنجيليين الذين يؤمنون بتفوق العرق الأبيض يفضلون ترامب، وأكثر من نصف البيض يدعمونه، و8 بالمائة فقط من السود، و29 بالمائة من اللاتينيين، ودعم قوي من أصحاب الشركات الكبيرة والقوية، مقابل بايدن الذي يحظى بتصويت 89 % من السود و63 % من اللاتينيين و75 % من ذوي الأصول الآسيوية و60 % من المسلمين، ووفق جميس زغبي رئيس المعهد الأميركي العربي يحظى بايدن باستحسان 72 % من الناخبين العرب. المجتمع الأميركي وفق رؤية المفكر نوعام تشومسكي: «تغيروا وباتوا أكثر يساراً في تفكيرهم».