شريط الأخبار
مدعي عام عمان يقرر تكفيل النائب الرياطي بعد توقيفه ويمنعه من السفر "الأكاديمية الدولية للتجارة الإلكترونية" مؤسسة تدريبية ومنصة متقدمة للتعلم المهني والتقني طرح سندات خزينة بقيمة 100 مليون دينار فيضانات تكساس تخلّف 82 قتيلا وأكثر من 40 مفقودا الأمن الأردني ينعى المحاسنة والدغيمات والصباحين المعايطة: حل مجالس البلدية والمحافظات إجراء معتاد ... وهذا موعد الانتخابات رضوى الشربيني تتألق بـ لوك كلاسيك مميز من يفتح ملف البلديات .. !! فضيحة تحكيمية تهز ويمبلدون.. بافليوتشينكوفا تخرج عن صمتها وفاة "تايسون السيبيري" بطل القارات للملاكمة عن عمر 54 عاما ترامب: نحن قريبون جدا من صفقة مع حماس بشأن غزة الملقتى الوطني يدعو إلى مسيرة لدعم الأشقاء في غزة بعد 26 عاما.. شابة تركية ترد جميل والديها بطريقة غير متوقعة أثارت تفاعلا كبيرا الأمن: تغيير المسرب بشكل مفاجئ السبب الرئيس للحوادث المرورية شوربة البروكلي بالحليب بطاطس ودجز مقرمشة بالفرن كل ما تحتاجين معرفته عن تقنية النانوبليدنغ للحواجب أسرار رسم الحواجب حسب شكل الوجه لإطلالة جذابة ومتوازنة طريقة عمل وافل بروانيز الشوكولاتة خطوة بخطوة فوائد ممارسة الرياضة: كيف تحسن من جودة حياتك؟

التل يكتب: كيف يكون الثأر لوصفي ..

التل يكتب: كيف يكون الثأر لوصفي ..

القلعة نيوز : نصف قرن على الشهادة ولا زالت ذكراه تتجذر في النفوس والعقول ، حتى تلك الأجيال التي لم تعايشه ، تعلقت به لأنها وجدت بسيرته الرمز الغائب عن واقعها ، ذلك لأن الشهيد وصفي التل شكل عند الأردنيين حالة متميزة من الزعامة السياسية والرمزية الوطنية التي انحازت للأرض والإنسان والمشروع القومي الكبير .
والحديث عن وصفي لا يجب أن تسيطر عليه العاطفة فحسب ، وإن كان الرجل يستحق كل العواطف والدموع ، لكن الوفاء له لا يكون بهذا فقط .
الوفاء لوصفي والتمسك بثأره يكون بالعمل الجاد الصادق لإحياء مشروعيه الوطني والقومي الذي ضحى من أجلهما، لقد جهد وصفي على المستوى الوطني لبناء دولة المؤسسات والإنتاج في الأردن، ليكون الأردن معتمدا على نفسه متحررا من قيود الدين والإعتماد على الآخرين حتى يكون قادرا على اتخاذ قراره مستقلا وحرا ، واعتمد بذلك على تأهيل الإنسان من كل الجوانب الوطنية والعلمية والعملية ، وعمل على بناء الإنسان المتشبث بالأرض لأن وصفي كان يعتبر الأرض الثروة الحقيقية الباقية لأي دولة وشعب. استمع اليه وهو يقول" ان كل قروض العالم ومساعداته لا تكفي لبناء الوطن وتشييده، وإنما يبنى الوطن ويشاد بعرق المواطنين وتضحياتهم، وسواعدهم الملتفة وعزائمهم المتحدة، وسهرهم الدائم وتعبهم الموصول بارادتهم التي لا تقهر، وإيمانهم الذي لا يضعف ولا يلين". كانت رؤية الشهيد تتركز على إنشاء اقتصاد وطني فلسفته تكون بالاعتماد على ثروات الأردن الطبيعية ، وتكون الزراعة العامود الأساس في بنائه ، وفي خضم معركته في بناء الإقتصاد الوطني المتين ، لم يتجاهل وصفي ضرورة بناء القدرات العقلية للإنسان الأردني ، فآمن بأحقية المواطن في حرية ممارسة العمل السياسي ، لذلك كان أول ما قام به عند تشكيل حكومته الأولى إصدار عفو عام عن كل السياسيين في المعتقلات ليفتح صفحة جديدة في العمل العام الوطني.
آمن وصفي بقدسية المال العام ، لذلك حارب الواسطة بشراسة، ولم يكن يجامل أبدا في العبث بالمال العام لأنه كان يدرك أن هذا المال ملك للناس ، ومن حقهم أن يستفيدوا منه بعدالة كاملة ، لذلك لم تسجل في عهده أي قضية فساد لأن عينه كانت كعين الصقر مفتوحة تراقب وتتربص . كان يقول " لا مكان للفساد ولا مكان الرشوة ولا مكان لتلون الوجوه، الميدان فقط للصادقين وذوي الرأي الجريء الصريح.".
على المستوى القومي عمل وصفي على مشروع وحدة العرب ، وكانت فلسطين عنوان مشروعه فقد أخلص لها وقاتل من أجلها ودفع أثمان باهظة على هذا الطريق دون أن يكل أو يمل ، ولم يؤمن أبدا بفكرة السلام مع اليهود ، وكان يقينه الراسخ بأن فلسطين لن تتحرر إلا بالقوة ، من خلال توحيد الأمة على هذا الهدف ، وإيجاد جيل متسلح بالإيمان الواثق بالنصر في نهاية المعركة مع الصهاينة .
وصفي التل من السياسيين النادرين على المستويين العربي والعالمي الذي ما زال تاريخهم ومسيرتهم ماثلة للدراسة والبحث، حتى عملية اغتياله ما زالت سرا كبيرا رغم ان أصابع الاتهام تشير إلى اكثر من جهة رأت وصفي خطرا عليها وعلى مشاريعها في المنطقة فأرادت تغييبه، ولكن الشهيد ظل موجودا في عقول كل من يبحث عن الوحدة والقدرة في البناء الوطني والقومي الكبير.
خمسون عاما مرت وما زال المثل الأعلى في وصفي يراود كل جيل جديد..
قد يكونوا الذين تآمروا على وصفي في العتمة وغدروه في ظهره نجحوا في تغييبه لإفساح الطريق أمام مشاريعهم المشبوهة ، ولكن فاتهم أن الفكر والنية المخلصة سيتحولان إلى نبتتة في الأرض أصبحت بعد عقود كثيرة من جريمتهم شجرة وارفة راسخة جذورها في الأرض ليستظل في ظلها كل من يرنوا إلى مستقبل جديد لهذا الوطن وهذه الأمة ، هذا هو فكر وصفي الذي يسري في عقول الشباب كما تسري الدماء الطاهرة في العروق الندية .