شريط الأخبار
الرواشدة: شراكات واسعة في الأجندة الثقافية 2025 وصول دفعة جديدة من أطفال غزة المرضى لتلقي العلاج في الأردن الملك يؤكد على دعم خطة واضحة لإعادة إعمار غزة ضمن جدول زمني غوتيريش: نثمن عمل أونروا وندعو لدعمها بشكل كامل أبو الغيط: تهجير الفلسطينيين أمر مرفوض ولن يؤدي إلى تحقيق السلام السيسي يدعو إلى اعتماد خطة إعادة إعمار غزة التي تحفظ للفلسطينيين حقهم مسودة البيان الختامي: القمة العربية تعتمد خطة إعادة إعمار غزة ملك البحرين: نرفض أي محاولات للتهجير والاستيطان إنطلاق أعمال القمة العربية الطارئة في القاهرة 53 مليار دولار كلفة إعادة إعمار غزة في الخطة المصرية سلوفينيا تعرب عن قلقها إزاء قرار منع وصول المساعدات إلى غزة مخالفة 33 محلا تجاريا في المفرق منذ بداية رمضان قرارات مجلس الوزراء...رفع رأسمال البنك المركزي إلى 100 مليون دينار بدلا من 48 مليونا العيسوي يلتقي وفداً من وجهاء وأبناء مدينة اللد توضيح هام من وزارة العمل بشأن إجراءات ضبط وتنظيم سوق العمل المومني: ندين الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا والتدخل في أراضيها فنانة تشكيلية إيرانية ترسل هدية إلى جورجينا رونالدو حالة من عدم الاستقرار الجوي تبدأ تأثيرها على المملكة غدًا كيم يو جونغ تهدد باستفزازات قوية ضد أمريكا وحلفائها ارتفاع أسعار الذهب في الأردن 60 قرشا

التل يكتب: كيف يكون الثأر لوصفي ..

التل يكتب: كيف يكون الثأر لوصفي ..

القلعة نيوز : نصف قرن على الشهادة ولا زالت ذكراه تتجذر في النفوس والعقول ، حتى تلك الأجيال التي لم تعايشه ، تعلقت به لأنها وجدت بسيرته الرمز الغائب عن واقعها ، ذلك لأن الشهيد وصفي التل شكل عند الأردنيين حالة متميزة من الزعامة السياسية والرمزية الوطنية التي انحازت للأرض والإنسان والمشروع القومي الكبير .
والحديث عن وصفي لا يجب أن تسيطر عليه العاطفة فحسب ، وإن كان الرجل يستحق كل العواطف والدموع ، لكن الوفاء له لا يكون بهذا فقط .
الوفاء لوصفي والتمسك بثأره يكون بالعمل الجاد الصادق لإحياء مشروعيه الوطني والقومي الذي ضحى من أجلهما، لقد جهد وصفي على المستوى الوطني لبناء دولة المؤسسات والإنتاج في الأردن، ليكون الأردن معتمدا على نفسه متحررا من قيود الدين والإعتماد على الآخرين حتى يكون قادرا على اتخاذ قراره مستقلا وحرا ، واعتمد بذلك على تأهيل الإنسان من كل الجوانب الوطنية والعلمية والعملية ، وعمل على بناء الإنسان المتشبث بالأرض لأن وصفي كان يعتبر الأرض الثروة الحقيقية الباقية لأي دولة وشعب. استمع اليه وهو يقول" ان كل قروض العالم ومساعداته لا تكفي لبناء الوطن وتشييده، وإنما يبنى الوطن ويشاد بعرق المواطنين وتضحياتهم، وسواعدهم الملتفة وعزائمهم المتحدة، وسهرهم الدائم وتعبهم الموصول بارادتهم التي لا تقهر، وإيمانهم الذي لا يضعف ولا يلين". كانت رؤية الشهيد تتركز على إنشاء اقتصاد وطني فلسفته تكون بالاعتماد على ثروات الأردن الطبيعية ، وتكون الزراعة العامود الأساس في بنائه ، وفي خضم معركته في بناء الإقتصاد الوطني المتين ، لم يتجاهل وصفي ضرورة بناء القدرات العقلية للإنسان الأردني ، فآمن بأحقية المواطن في حرية ممارسة العمل السياسي ، لذلك كان أول ما قام به عند تشكيل حكومته الأولى إصدار عفو عام عن كل السياسيين في المعتقلات ليفتح صفحة جديدة في العمل العام الوطني.
آمن وصفي بقدسية المال العام ، لذلك حارب الواسطة بشراسة، ولم يكن يجامل أبدا في العبث بالمال العام لأنه كان يدرك أن هذا المال ملك للناس ، ومن حقهم أن يستفيدوا منه بعدالة كاملة ، لذلك لم تسجل في عهده أي قضية فساد لأن عينه كانت كعين الصقر مفتوحة تراقب وتتربص . كان يقول " لا مكان للفساد ولا مكان الرشوة ولا مكان لتلون الوجوه، الميدان فقط للصادقين وذوي الرأي الجريء الصريح.".
على المستوى القومي عمل وصفي على مشروع وحدة العرب ، وكانت فلسطين عنوان مشروعه فقد أخلص لها وقاتل من أجلها ودفع أثمان باهظة على هذا الطريق دون أن يكل أو يمل ، ولم يؤمن أبدا بفكرة السلام مع اليهود ، وكان يقينه الراسخ بأن فلسطين لن تتحرر إلا بالقوة ، من خلال توحيد الأمة على هذا الهدف ، وإيجاد جيل متسلح بالإيمان الواثق بالنصر في نهاية المعركة مع الصهاينة .
وصفي التل من السياسيين النادرين على المستويين العربي والعالمي الذي ما زال تاريخهم ومسيرتهم ماثلة للدراسة والبحث، حتى عملية اغتياله ما زالت سرا كبيرا رغم ان أصابع الاتهام تشير إلى اكثر من جهة رأت وصفي خطرا عليها وعلى مشاريعها في المنطقة فأرادت تغييبه، ولكن الشهيد ظل موجودا في عقول كل من يبحث عن الوحدة والقدرة في البناء الوطني والقومي الكبير.
خمسون عاما مرت وما زال المثل الأعلى في وصفي يراود كل جيل جديد..
قد يكونوا الذين تآمروا على وصفي في العتمة وغدروه في ظهره نجحوا في تغييبه لإفساح الطريق أمام مشاريعهم المشبوهة ، ولكن فاتهم أن الفكر والنية المخلصة سيتحولان إلى نبتتة في الأرض أصبحت بعد عقود كثيرة من جريمتهم شجرة وارفة راسخة جذورها في الأرض ليستظل في ظلها كل من يرنوا إلى مستقبل جديد لهذا الوطن وهذه الأمة ، هذا هو فكر وصفي الذي يسري في عقول الشباب كما تسري الدماء الطاهرة في العروق الندية .