وقال جلالته، في حفل تسليم الجائزة، إنّ هذه المبادرة العالمية التي تحتضنها مملكة البحرين تؤكد بأن "خدمة الإنسانية هي ملاذنا الآمن نحو وحدة البشرية واستقرارها ومن عمق جوهرها المتسامي تنصهر الفوارق وتُتاح الفرص العادلة وتُخفف الآلام وتهون المصاعب".
وأكد الملك حمد بن عيسى آل خليفة أنّ الجهود الاستثنائية للدكتور رويت من دولة نيبال مثال حي ومشرق لدور النوايا الصادقة في تحقيق الرخاء والسلام والإنسانية، مباركا له الفوز بالجائزة الذي وصفه بالمستحق نظير أعماله القيمة والمؤثرة التي جعلته الأحق والأجدر بهذا التكريم.
وعبر ملك البحرين عن شكره وتقديره الكبير للمؤسسات والأفراد المتقدمين لجائزة عيسى لخدمة الإنسانية، متمنيا لمساعيهم الخيرة التوفيق والسداد، وكذلك الشكر لرئيس وأعضاء مجلس أمناء الجائزة ولجنة التحكيم وأمانتها العامة على جهودهم الواضحة في تجسيد الرسائل النبيلة للجائزة بتكريم وتقدير صناع الخير من أصحاب الأيادي البيضاء لتكون هذه المبادرة مرجعا ملهما باحتضانها لكل مسعى مخلص يعتني بالأخوة الإنسانية ويرتقي بها.
بدوره، قال الممثل الشخصي لملك البحرين، رئيس مجلس أمناء جائزة عيسى لخدمة الإنسانية، سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، إن فوز الدكتور سندوك رويت بالجائزة جاء بعد أكثر من عامين من البحث والاستطلاع والعديد من الجهود الميدانية والشفافية المهنية في الاختيار بما يعكس توفر شروط الاستحقاق بالفائز كي يحمل اسم الجائزة بدورتها الخامسة.
وأضاف أن الفائز بالجائزة برع في مجال اختصاصه وتنوع عطائه الخيري في بلاده وفي العديد من الدول وتمكن بكفاءته العالية من ابتكار طريقة جديدة لعلاج مرض عتامة العيون، فقام من منطلق إحساسه وشعوره بالفقراء بتصنيع وإنتاج عدسات رخيصة الثمن كما عالج آلاف المرضى من المصابين بالعمى دون مقابل.
بدوره، أكد الدكتور سندوك رويت ثقته التامة بأن جائزة عيسى لخدمة الإنسانية تمثل قيمة حقيقية لمملكة البحرين وشعبها، وأنها تلهم العمل الإنساني الجاد، مشيرا إلى أن الحياد والشمولية والمحاولة الجادة لإيجاد عمل إنساني يُغير من قواعد اللعبة حتى على مستوى القاعدة الشعبية.
وأضاف أن شغفه الدائم بخدمة الإنسانية من خلال علاج ضعف الإبصار بغض النظر عن القدرة على تحمل تكاليف المرضى يساعد على الحد بشكل كبير من الفقر.
وأشار رويت إلى أنه تعهد ومعهد تيج كولي بإجراء نصف مليون عملية جراحية أو اكثر في السنوات الخمس المقبلة، خاصة لمن لا يستطيع الوصول إلى الجراحة وتحمل تكاليفها.
من جانبه، قال مدير مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية عضو لجنة التحكيم إن الجائزة تأتي تكريما لإرث إنساني حضاري بناه الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، حافظ خلاله على التزام البحرين بالاستقرار والرفاهية، كما قدم الدعم الشخصي والحكومي لبناء القدرات البشرية، خاصة في مجال التعليم.
وشهد الحفل عرض فيلم وثائقي عن حياة سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، وعن رحلة الإنسانية التي رافقت الدكتور سندوك رويت.
وعقب الحفل عقد الدكتور سندوك رويت، ورئيس مجلس أمناء الجائزة سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة مؤتمرا صحفيا أكدا خلاله أهمية الجائزة في التشجيع على العملية الإنساني ونشر قيم المحبة والرحمة والتعايش والتسامح بين الناس.
يشار إلى أن عدد المتقدمين للجائزة في نسختها الخامسة بلغ 139 مشاركا من مختلف دول العالم، لم يكن من بينهم الدكتور سندوك رويت الذي اكتشفه فريق بحث شكله مجلس أمناء الجائزة، ومن ضمن اختصاصه ليس فقط استهداف المتقدمين للجائزة، وإنما البحث والاستطلاع عن شخصيات هادفة ومؤثرة في العمل الإنساني والوصول إليهم.