بمعنى أن الاتصالات قائمة ولم تتوقف ، وتتم بين الحين والآخر من خلف الأبواب المغلقة، هدفها زحزحة الجليد الذي يعوق مسيرة الانفتاح على سورية . فأول مرة منذ( 12) عاما، ظهرت ( النخوة العربية ) تجاه سورية ، بإقامة جسر جوي وأسطول بري أردني وعربي ودولي يقوم بإيصال المساعدات الأخوية الإنسانية إلى ضحايا الزلزال في سورية . وهذه هي عادة (الأردنيين ) أصحاب نخوة بينما آخرون يرون وراءها ( دلالات سياسية ) ، هدفها غير المعلن (إعادة سورية إلى الحضن العربي ).
وبغض النظر وعن الهدف منها ، فهناك إشادة ( دبلوماسي عربي كبير ) عمل في ( عمان ) ، وكان قريبا من ( الحدث ) المحلي والعربي والدولي . حيث اعتبرها خطوه ( إيجابية وقال لي هذا ) : الدبلوماسي ( نحن نتابع بارتياح التطورات الإيجابية ) التي تشهدها العلاقات السورية الأردنية ، وآخرها الإعلان ، عن اتصال هاتفي مع الرئيس بشار الأسد، للتعزية والتضامن مع ضحايا الزلزال المدمر، الذي ضرب سورية ، والزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأردني ، أيمن ألصفدي إلى ( دمشق ) ، ولقائه الرئيس( الأسد ) ووزير الخارجية السوري ، إضافة إلى التعاطف، والدعم ( الأردنيين ) ، الرسمي والشعبي الواسعين والمقدرين ، مع (أشقائهم السوريين ) في هذه الظروف الصعبة.
وأضاف ( لقد توجت هذه التطورات جهودا ، دبلوماسية شكلت خطوة كبيرة ، في الاتجاه الصحيح، ونأمل أن ( يكون لها ما بعدها ) ، وان تتوج بعودة هادئة ، تبذل منذ عدة سنوات ، لـ ( إعادة ترتيب العلاقات ) بين ( دمشق وعمان ) ، بما يخدم مصالح ( البلدين والشعبين الشقيقين ) وقضايا العرب الرئيسية . ونأمل بعودة العلاقات ( السورية الأردنية ) إلى وضعها الطبيعي والأخوي ، وأن تسهم في إنهاء ( الوضع الشاذ ) ، القائم منذ أكثر من (عقد من الزمان ) ، في العلاقات بين بعض الدول العربية)).
إن زيارة مسؤول أردني ( رفيع ) المستوى ، وزير الخارجية (أيمن ألصفدي ) إلى سورية ، منذ بدء الأزمة السورية في عام 2011م . تحمل مضامين سياسية بغطاء إنساني اخوي . من هنا أرى أن هبة المجتمع العربي ، والدولي هبة ( إنسانية ) لا تخلو من الدلالات السياسية .
وفي وقت سابق كان وزير الخارجية السوري ( فيصل المقداد ) قد التقى وزير الخارجية الأردني ، ويومها قال ( المقداد ) : ( نتعاون منذ وقت طويل مع الأردن ) .
فالأردن حدوده الشمالية مع سورية مساحتها ما يقرب من ( 380 ) كيلو ويوجد فيها نفوذ لمجموعات إيرانية مسلحة في الجنوب السوري. ( ميليشيات إيرانية ) ، وهذا يعرض الحدود الأردنية إلى ( تهديدات مستمرة ، من قبل ( العصابات الإرهابية وتجار المخدرات ) .
إن سباق التنافس العربي نحو ( سورية ) أتى بعد الزلزال المدمر الأول ، والمتواصل وهو ( الحرب المدمرة ) التي تعرضت له وما زالت. وأدت إلى قطع العلاقات العربية والعالمية معها . وهذه الحرب دفعت ( السوريين ) إلى النزوح من ديارهم حيث تشتتوا وتشردوا في كل أصقاع العالم ، وقتلوا بكل صنوف القتل والموت والدمار .
لهذا كله فأتوقع أن يبادر الرئيس الأسد ، بزيارة الأردن كرد جميل لما قام به جلالة الملك
عبد الله ، والشعب الأردني يتوجهون ب ( فزعتهم ونخوتهم العربية ) نحو الشعب السوري ، وتأتي الهبة الأردنية ،لإخراس الألسن التي، لا ترحب بوقف الحصار الظالم ، والحرب المدمرة ، التي تجاوز عمرها ( 12 ) عاما ، إضافة للعدوان الصهيوني المستمر . ورفع العقوبات عن سورية ، وعودة العلاقات العربية معها، لأن عودتها إلى أسرتها ، وبيتها العربي يعود بالنفع على الشعوب العربية .
فالزلزال زاد الشعب الأردني إصرارا بضرورة إلغاء قانون قيصر ، ووحدة الأراضي السورية وبنفس الوقت رسالة إلى ( الشعوب العربية الحية ) ، أن إخوانكم الشعب السوري ، عنوانها أن (كارثة الحرب) وتبعها ( كارثة الزلزال ) بسببها يعيشون صراع البقاء. في الوقت الذي أصبح بعض أفراد المجتمع منهم الشامت والمنظر السياسي ، والزعيم المنقذ .
يا وليدي لا تحلم لقد ضاعت ( أحلام الوحدة العربية ) . وضاع حلم إقامة الدولة الفلسطينية. وأمام هذا الواقع المرير ، مطلوب من الشعوب العربية الحية ، اليوم إحياء( الاتحاد والوحدة العربية ) من أجل ( رفع الحصار عن سورية) . أما الأردنيون فهم في قلب المعاناة ،ويرددون كفى لقد آن الأوان إلى (رفع الظلم عن سورية وعودتها إلى البيت العربي). يا (وليدي ) لا تنس أن الدم لن يصبح ماء .