شريط الأخبار
مكافحة الأوبئة: لا آثار جانبية لدى متلقي لقاح أسترازينيكا منذ عامين الأردن: الاعتداء على اونروا في القدس تحد صارخ للقانون الدولي طبيب أردني يصاب بجلطة قلبية أثناء عمله في مستشفيات غزة الخصاونة على رأس وفد أردني إلى القاهرة مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشيرة العزب ( صور) العيسوي يتفقد سير العمل في مشاريع مبادرات ملكية تنموية وخدمية في محافظتي مأدبا والعاصمة امر الملك بتنفيذها ( صور) المقاومة تخوض اشتباكات ضارية مع الاحتلال شرقي رفح.. وتستهدف "نتساريم" برشقات صاروخية تحليل سياسي : من يحكم غزة بعد انتهاء الحرب .. وهل يتم اقامة دولة فلسطينية مستقله ؟ تقرير: الإدارة الأميركية تعد تقريراً حول انتهاك إسرائيل القانون الدولي في غزة مصدر رفيع المستوى: استئناف مفاوضات الهدنة اليوم في القاهرة بحضور كل الأطراف الاحتلال يغلق معبر كرم أبو سالم بعد إدخال شاحنة وقود لـ"الأونروا" ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 34844 شهيدا و78404 اصابات عاجل : وزير الداخلية يوعز بالافراج عن 485 موقوفا ‏اداريأ الفايز يلتقي السفير العماني لدى المملكة تحسين التل يكتب ل "القلعة نيوز " : "مستشارية شؤون العشائر" تراجعت عن دورها الفعّال .. وهي بحاجة الى ضخ دماء جديدة بلدية رفح: القصف هدفه إخراج المنظومة الصحية عن الخدمة الاحتلال يقلل من أهمية تعليق شحنة أسلحة أميركية وفاة موظفة بالجامعة الأردنية بعد ولادة 3 توائم مطالبات بتعديل نظام الانتخاب في ((المحامين)) هل يجوز بيع أو شراء الراتب التقاعدي؟

سورية وإسرائيل .. تفاهم تاريخي

سورية وإسرائيل .. تفاهم تاريخي

سميح المعايطة

القلعة نيوز- سورية لم توقع معاهدة سلام مع إسرائيل رغم انها كانت في مؤتمر مدريد وفاوضت إسرائيل في أكثر من مرة آخرها المفاوضات غير المباشرة التي جرت عام 2008 في تركيا بوساطة من اردوغان، وحتى في المفاوضات التي كانت برعاية أميركا قبل ذلك وصلت الأمور إلى النهايات وكان ما سمي بوديعة رابين التي كانت مسودة اتفاق سوري إسرائيلي لكن الأمور لم تكتمل.


لكن بين سورية وإسرائيل ما هو أهم من الاتفاق العلني وهو تفاهم جعل من الحدود السورية مع إسرائيل هادئة منذ احتلال الجولان عام 1967 باستثناء حرب أكتوبر عام 1973 والتي لها قصة أخرى، ورغم أن سورية في عهد حافظ الأسد ثم بشار تستضيف على أرضها قوى فلسطينية معارضة لمسار حركة فتح وياسر عرفات وتتبنى فكرة العمل العسكري ضد إسرائيل إلا أن الأرض السورية لم تحمل يوما عملا عسكريا ضد إسرائيل عبر الأراضي السورية أو الحدود، وبقيت حدود سورية هادئة عشرات السنين وحتى اليوم.

الدولة السورية كانت ملتزمة جدا بالتفاهم غير المكتوب أو غير المعلن مع إسرائيل فلم تعط لأي طرف فلسطيني أو سوري فرصة لجعل الأرض السورية منطلقا لأي عمل ضد إسرائيل، ومفهوم الجولان أرض سورية محتلة بقي في الاطار السياسي والمعنوي ولم يتحول إلى حالة عسكرية، وبقيت العلاقة مع إسرائيل منضبطة بهذا التفاهم عشرات السنين وما تزال ولهذا لم تكن إسرائيل متحمسة لتغيير النظام في سورية وايضا كانت الولايات المتحدة، وكان الهدف في فترة الحرب في سورية تدمير البنية التحتية للدولة السورية مع بقاء النظام ولهذا لم نجد تعاملا مثل التعامل مع العراق أو غيره.

لكن الجديد في فترة الازمة السورية دخول إيران إلى الساحة السورية وهو دخول كان في بعضه مطلوبا لتثبيت النظام السوري لكن إيران التي تحمل مشروعا توسعيا فارسيا عملت باجتهاد لتجعل من كل سورية قاعدة عسكرية سكانية ثقافية تتبع لها، كما عملت لتجعل من سورية مخزنا لاسلحتها النوعية وهذا الأمر مزعج لإسرائيل التي لديها صراع نفوذ إقليمي مع إيران غطاؤه فلسطين لكن جوهره النفوذ.

إسرائيل وبالتنسيق مع روسيا عملت خلال السنوات الأخيرة على توجيه ضربات متتالية ومستمرة لمواقع إيرانية مهمة على الأرض السورية، ضربات كانت موجعة لإيران وأن كان الثمن دفعته سورية التي لا تستطيع منع إيران من استخدام أرضها ولا التصدي الفاعل للضربات الإسرائيلية ولهذا فهي تتحمل هذه الضربات تعبيرا عن التزامها بالتفاهم الذي اجبرتها الظروف على تجاوز بعضه بالاستعانة بإيران.

لكن إسرائيل تدرك أن القيادة السورية ملتزمة جدا بالتفاهم التاريخي معها بعدم فتح الأرض والحدود السورية لأي عمل عسكري ضدها، وهذا التفاهم جزء من المعادلة الاستراتيجية السورية لم يتم اختراقها رغم تغير الظروف بما في ذلك الصواريخ غير المؤثرة التي ارسلت من سورية تجاه الجولان والتي كانت فعلا ليس فيه احتراف عسكري فاحدها سقط في منطقة أردنية حدودية، وكان الرد الإسرائيلي الذي كان رسالة بضرورة المحافظة على التفاهم التاريخي.

والغريب أنه رغم أن لسورية أرض محتلة مع إسرائيل إلا أنه لا يوجد طرف سوري أو عربي أو فلسطيني يطالبها بأن تحول حديثها عن المقاومة إلى فتح للحدود أو السماح بعمل مقاوم ضد إسرائيل، فالجميع من هذه القوى يمتدحون الموقف المقاوم لسورية رغم علم الجميع بصمت الجبهة السورية منذ عقود.

المعادلة السورية الإسرائيلية مستمرة ولم تؤثر فيها حوادث عابرة والرسائل ولا الوجود الإيراني ولا وجود فصائل عسكرية فلسطينية على الأرض السورية، فهذا التفاهم جزء من معادلات بقاء النظام بينما علاقتها بالفصائل وإيران ومحور الممانعة من أدوات السياسة السورية.

(الغد)