شريط الأخبار
متشاجرون يقتحمون مسجدا في مصر والامن يحقق رفع كسوة الكعبة المشرفة استعدادًا لموسم الحج نقابة التخليص: رفع العقوبات عن سوريا يزيد انسياب البضائع ويقلل كلف الشحن إكتشاف مهمّ... طريقة فعالة وسريعة لمُعالجة المصابين بـ"كورونا" طرق فعّالة لتخفيف نوبة الهلع "نظنها آمنة".. ممارسات شائعة قد تزيد خطر الإصابة بالسرطان مع ارتفاع درجة حرارة الجو.. احرص على تناول هذه المشروبات لماذا نرغب في تناول الأطعمة الحارة؟ عوامل تسرع شيخوخة الدماغ 5 مشروبات صادمة تساعدك على النوم طريقة عمل السمك الفيليه مع بطاطس محمرة لايت.. صحية ولذيذة 4 ربطات تمنع شعرك من النمو تجنبيها واعرفي النوع الأفضل لحمايته من التلف كيف تحمين الحقيبة الجلدية من التقشير والتلف؟ سلطة المكرونة بالمايونيز مثل المطاعم كباب لحم مشوي بالفرن مدير المعهد القضائي يلتقي وفدا من المجلس الأعلى الفرنسي "الأرصاد": تناقص المنخفضات الجوية على مدار الموسم الشتوي الأخير 90 % من أسر قطاع غزة تعاني انعدام الأمن المائي العجلوني: معالجة جميع المشاريع المتعثرة في منطقة البحر الميت التنموية وعددها 11 مشروعا وإطلاق خطة جديدة وفيات الأربعاء 14-5-2025

ماهكذا تكون خطبة الجمعة

ماهكذا تكون خطبة الجمعة
د. نسيم أبو خضير


القلعة نيوز- أنظر لمن هوأعمى ، أنظر لمن هو مريض في المستشفى ، أنظر لمن هو أصم ، أنظر الى...... وإلى...... وتذكر ماأعطاك الله من نعم ، أهكذا يكون الوعظ والإرشاد التقليل من شأن مَنْ فقد بصره أو سمعه او ابتلاه الله بالمرض ، أليس في ذلك حب من الله لعبده وتقريبٌ له ، لماذا لا نعتبر أن الصبر على هذا الإبتلاء نعمة لما يناله هذا المبتلى من الأجر والثواب ألم يقل عز من قائل : " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب".

لتكن عن نعم الله ومنها نعمة الصبر ، هكذا :

نعم الله على عباده كثيرة وأعظمُ نعمةٍ أنعمَ الله عز وجل بها علينا ، هي نعمةُ الإسلام والإيمان ، حيث جعَلَنا من أهل الإسلام والتوحيد ، ولم يجعلْنا من المشركين الذين يعبدون غير الله تعالى.
قال مجاهد – رحمه الله – في قوله تعالى : " وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ". لقمان: 20، قال: (هي لا إله إلاَّ الله . وقال إبن عيينة – رحمه الله تعالى : (ما أنعم الله على العباد نعمةً أفضل من أنْ عرَّفهم لا إله إلاَّ الله).
ومن أعظم النعم. : نعمة السَّتْر والإمهمال ، لأن الله تعالى لو عاجلنا بالعقوبة لهلكنا .

قال تعالى:" وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً".

ومن عظيم نعم الله تعالى على عباده: أنه فتح لهم بابَ التوبة ، ولم يغلقه دونهم ، مهما كانت ذنوبهم ومعاصيهم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : «مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ، تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ» رواه مسلم.

ومن عظيم النِّعم : نعمة الهداية والإستقامة والإقبال على الله تعالى .

ومن نِعَمِ الله علينا : نعمة الصحة والعافية، وسلامة الجوارح ، وهذا لايعني أن مَنْ إبتُلي بشيء من بدنه أن الإنسان السليم يفوقه ويتقدم عليه بما أعطاه الله من نعم ، فنعمة الصبر على هذا الإبتلاء أكثر وأعظم عند الله من ذاك الشخص السليم ، فإن صبر فإنه عندالله من المقربين.

إنَّ الله تبارك وتعالى قَرَنَ بين الشكر والإيمان في قوله:
﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ﴾ النساء: 147، وقَسَمَ عِبادَه إلى شكورٍ له، وكفورٍ به ، فقال سبحانه: ﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ﴾ الإنسان: ، وأخبر سبحانه أنَّ مَنْ لم يشكره فليس من أهل عبادته: ﴿ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ البقرة: 172. ولذا قال النبي صلى الله عليه: «عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ؛ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ» رواه مسلم.
قال سبحانه وتعالى : " إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ " الزمر: 10.
وفي الصبر على البلاء قال النبي ﷺ: " لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في جسده أو في ماله أو في ولده حتى يلقى الله سبحانه وما عليه خطيئة رواه أحمد.
وبعض الناس يظن أن هذا الذي يصاب بالأمراض ونحوها مغضوب عليه ، وليس الأمر كذلك! فإنه قد يبتلى بالمرض والمصائب من هو من أعز الناس عند الله وأحبهم إليه كالأنبياء والرسل وغيرهم من الصالحين كما تقدم في قوله ﷺ: أشد الناس بلاء الأنبياء... "
وبالشكر والإيمان ينجو العباد من العذاب، قال الله تعالى: ﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ﴾، ونجَّى الله تعالى لوطاً عليه السلام من العذاب بالشكر: ﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ * إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ * نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ ﴾ القمر: 33-35. وأصحاب الجنة "المذكورون في سورة القلم" قابلوا نِعمةَ اللهِ بالنكران، وحرمان المساكين، فطاف على ثمرهم طائف، فأصبحت زروعهم هباءً منثوراً؛ كالليل البهيم.
والشكر يحفظ النِّعم ويزيدها، فمَنْ رُزِقَ الشكرَ؛ رُزِق الزيادةَ "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيد " إبراهيم: 7، فالشكر حافِظٌ للنِّعم الموجودة، جالِبٌ للنِّعم المفقودة.
وكان - صلى الله عليه وسلم - أشكرَ الخلق لربِّه، خرج من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير، ورَبَط على بطنه الحجرَ من الجوع، وغُفر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر، ويقوم الليل حتى تتفطَّر قدماه، ويقول: «أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا» رواه البخاري ومسلم.