شريط الأخبار
فعاليات للاحتفال بالأعياد الوطنية في محافظة الزرقاء الملك يلتقي ماكرون ويؤكد الحرص على توطيد العلاقات مع فرنسا في عيد "الجلوس" الـ 26.. الرؤية الملكية للتحديث الإداري تنهض بالقطاع العام ولي العهد يهنئ جلالة الملك : دمت يا سيدي رمزاً للفخر والعزة التوثيق الملكي ينشر وثيقة بمناسبة يوم الجيش الملك يعلن إطلاق مبادرات العقبة للاقتصاد الأزرق والمركز العالمي لدعم المحيطات المستشفى الميداني الأردني جنوب غزة 6 يجري عملية جراحية لإنقاذ حياة طفل أبناء الطفيلة يستذكرون بعيد الجلوس مسيرة الإنجاز والتحديث بمختلف الصعد التنموية "الجلوس الملكي" مناسبة وطنية لتسليط الضوء على مسيرة الإنجاز التي يقودها الملك بمحافظة إربد بدء عودة الحجاج الاردنيين ومسلمي 48 رئيس الوزراء يهنئ الملك بعيد الجلوس الملكي قوات الاحتلال تسيطر على سفينة الإغاثة "مادلين" المتجهة إلى غزة شهداء وجرحى جراء قصف الاحتلال عدة مناطق في قطاع غزة وزارة الثقافة تهنئ جلالة الملك بمناسبة عيد الجلوس الملكي النائب دينا البشير تهنئ جلالة الملك بمناسبة عيد الجلوس الملكي النواب: التحديث السياسي يمثل مشروعا وطنيا نهضويا يستوجب تضافر كل الجهود رئيسا الأعيان والنواب: الأردن يسير نحو المُستقبل بثبات وقوة ويمضي عبر مسارات التحديث العكاليك يستقبل أولى طلائع حجاج بيت الله الحرام في حدود المدورة الأمن العام: جاهزية واجراءات متكاملة لتسهيل استقبال ووصول الحجاج في طريق العودة السياحة الأردنية في عهد الملك عبدالله الثاني.. نهضة شاملة ونمو مستدام

ميسون عبد الدين تكتب : إرثٌ عثماني

ميسون عبد الدين تكتب : إرثٌ عثماني
إرثٌ عثماني
ميسون عبد الدين
16 / 7 / 2023م
الاحد :
القلعة نيوز
انتهت الدولة العثمانية بصفتها السياسية عام (1341هـ / 1922م ) بعد أن حكمت البلاد العربية ما يقارب 600 عام ، ولكنها ظلت باقية بما تركته من إرث ثقافي تناقلته الأجيال في مجتمعاتنا ، هذه الفترة التاريخية الطويلة أحدثت نوعاً من التأثر والتأثير المتبادل ، إذ تكونت تلك الدولة من شعوب وأجناس وأديان مختلفة أنتجت تراثاً ثقافياً متنوعاً من القيم والتقاليد والطقوس والممارسات التي ترعاها وتحييها المجتمعات المحلية حتى الآن ، وفي هذا يقول الدكتور حسين مجيب المصري المختص في الدراسات التركية والأدب الإسلامي : " ولقد عرفتهم الشام وبلاد المغرب وارتبط بهم الحجاز والعراق وتاريخهم من الأهمية بمكان عظيم وهو موصول بعهد طويل من تاريخ الشرق العربي " .
وهناك الكثير من السمات والدلائل المادية والمعنوية التي تشير إلى مدى تأثر العرب بالحضارة العثمانية والنقل عنها ، وعن الجانب المادي فقد ظهر جلياً الإهتمام العربي باللغة العثمانية ومقدار كلماتها ومصطلحاتها التي تُستخدم في اللهجة العامية في بلاد الشام ومصر على وجه الخصوص ، إذ تعد مصر الأكثر تأثراً من غيرها باللغة العثمانية ، فقد درجت على ألسنة العامة العديد من تلك الكلمات مثل لوكندة ، أوسطى ، اجزخانة ، هانم وأبله ، اوتوبيس وغيرها من الألفاظ التي لا تجدها في بلاد الشام ، ويعود السبب في ذلك الى استمرار حكم ذرية محمد علي باشا لمصر حتى( 1373هـ / 1953م ) أي بعد انتهاء الدولة العثمانية رسمياً ، أما بلاد الشام فشاع استخدام بعض الألقاب والمسميات العسكرية منها أفندي وباشا ، الدرك والطابور وهو هنا الكتيبة العسكرية ، قول بيرق أي العلم أو الراية ، وهناك كمية وفيرة من الأمثلة نذكر منها كلمة بازار ، شاكوش ، دغري أو دوز ، أوضة أي غرفة ، ثم شاع كثيراً إضافة ( جي ) الى بعض الصفات والمهن مثل قهوجي حلونجي كندرجي ، مشكلجي ، نسونجي .
ومن الإرث المادي العثماني الذي أخذه العرب وحافظوا عليه حتى وقتنا الحاضر بعض الأكلات العثمانية كاليبرق أو اليالنجي وهي الأكلة الأكثر شهرة في بلاد الشام ، ثم كفتة داود باشا المنتشرة في مصر والتي سميت بهذا الاسم نسبة الى والي مصر الذي كان يطلبها من الطباخين كل يوم وبشكل مستمر ، وجاء في كتاب الطبّاخ ودوره في حضارة الانسان للكاتبة بلقيس شرارة أن الكرش ( الكوارع ) هي طبخة عثمانية لجأ اليها الفقراء في ذلك الوقت عِوضاً عن اللحم باهض الثمن ثم أخذت بالانتشار ، وتقدم البرك المحشوة باللحم أو الجبن كمقبلات على الموائد ، أما البقلاوة والكلاج والهريسة فهي الحلويات التي تقدم في المناسبات والاحتفالات الشعبية والدينية خاصة في ذكرى مولد رسول الله ورأس السنة الهجرية .
ويعد الطربوش الأحمر الذي أمر بارتدائه السلطان محمد الثاني في بداية القرن الـ 19 من الإرث العثماني العريق ، حيث سيطرت الطرابيش بأشكالها وأحجامها على الموضة لمدة تزيد عن 100 عام ، وهو دلالة على الرقي والتمدن والوطنية ، وكان لبسه إلزامياً على الموظفين وطلبة المدارس والجامعات والعساكر ، والذي ظل يحظى بتلك المعاني حتى بعد سقوط الدولة العظمى ، إلى أن قام اتاتورك بإلغائه عام ( 1344هـ / 1925م ) وكذلك فعل جمال عبد الناصر في مصر، ولم نعد نراه الآن إلا بأعداد قليلة في الجزائر والمغرب وتونس ، أو على رؤوس باعة العصير للفت النظر فقط .

ويتمثل الشق المادي من الإرث فيما خلفه العثمانيون من منشآت ظلت باقية صامدة في وجه الزمن كالجسور والأنفاق ، الحمامات العامة ، التكايا وأسبلة الماء المنتشرة بكثرة في فلسطين خاصة في القدس الشريف ، سكة حديد الحجاز التي لم تكتمل وما كان منها دُمّر بفعل الحروب أو دُثر تحت الرمال ، ولم يبقى إلا بعض منها ظاهر للعيان كمحطة القطار في عمان التي تستخدم لرحلات السياح وطلاب المدارس