شريط الأخبار
مصر: وصول سفينة تغييز إلى الأردن لربطها بخط الغاز العربي المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على واجهتها الشمالية مصادر أممية: إسرائيل قتلت خلال يومين 105 من منتظري المساعدات بغزة وزير الصناعة: الرسوم الجمركية الأميركية تمنح الأردن ميزة تنافسية كبيرة الصحة العالمية: إدخال شاحنات أدوية ومستهلكات طبية لمستشفيات غزة اليوم "اليونيسيف": أطفال غزة يموتون بمعدل غير مسبوق متحدثون: منتجات البحر الميت هوية أردنية تبرز عالميًا وتدعم السياحة العلاجية شهداء وجرحى جراء القصف الإسرائيلي لعدة مناطق في غزة أجواء صيفية عادية في اغلب المناطق حتى الثلاثاء الضريبة : نظام الفوترة الإلكتروني أداة إصلاح وضبط ضريبي عمان الأهلية تشارك في البرتغال بمؤتمر دولي للتعلّم الإلكتروني لأول مرة .. وضع رئيس كولومبي سابق تحت الإقامة الجبرية وزير الخارجية يتلقى اتصالا هاتفيا من نظيره الإماراتي المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على واجهتها الحدودية الرمثا يفوز على الوحدات في افتتاح دوري المحترفين الرواشدة : مهرجان جرش في دورته الـ "39" مثل مساحة للإبداع والابتكار المطرب السعودي خالد عبد الرحمن يضيء المسرح الجنوبي بإبداعاته في"جرش39" ‎40 ألفًا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى 83 شهيدًا في قطاع غزة خلال 24 ساعة

اتفاقية منع الإبادة الجماعية في مواجهة جرائم الاحتلال

اتفاقية منع الإبادة الجماعية في مواجهة جرائم الاحتلال

د. نهلا المومني

اتفاقية منع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها اتفاقية دولية عرضت للتوقيع والتصديق والانضمام في عام 1948، وبدأ نفاذها عام 1951م عنما بلغ عدد الدول المصادقة عليها عشرين دولة وفق المادة الثالثة عشرة منها.


تمّ إقرار هذه الاتفاقية في مرحلة مبكرة من نشأة الأمم المتحدة؛ وذلك بعد عامين فقط من إنشاء هذه المنظمة الدولية عام 1945؛ وذلك لاعتبارات عدة أبرزها أنّ جريمة الإبادة الجماعية طالما شكلت قلقًا للمجتمع الدولي نظرًا لاستخدامها كأداة عسكرية حربية في النزاعات كافة سواء الداخلية أو الخارجية، وفي ذلك الوقت والتزامًا بالفلسفة التي وضع ميثاق الأمم المتحدة على بنيانها والمتمثلة بأنّ «شعوب الأمم المتحدة قد آلت على أنفسها أن تنقذ الأجيال القادمة من ويلات الحرب التي جلبت على الإنسانية مرتين أحزانا يعجز عنها الوصف، وأن تؤكد من جديد إيمانها بالحقوق الإنسانية وكرامة الفرد وبما للأمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية...». التزاما بهذه الفلسلفة وروح الميثاق تمّ إقرار اتفاقية منع الإبادة الجماعية لمحاولة وضع حدّ لهذه الجريمة التي تشكل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.

ولأن جريمة الإبادة الجماعية تتطلب أدوات دولية واسعة للتصدي لها تم إقرار مادة في هذه الاتفاقية فريدة من نوعها تنص على أن تعرض على محكمة العدل الدولية بناء على طب أحد الأطراف ما يتعلق بمسؤولية دولة ما عن إبادة جماعية أو عن أي من الأفعال المتصلة بهذه الجريمة والواردة في المادة الثالثة منها وهي التآمر على ارتكاب هذه الجريمة والتحريض المباشر والعلني على ارتكابها ومحاولة ارتكابها والاشتراك في الإبادة الجماعية.

وعلى صعيد آخر تمنح الاتفاقية للأطراف المتعاقدة والمنضمة لهذه الاتفاقية الطلب من أجهزة الأمم المتحدة أن تتخذ ما تراه مناسبا من التدابير لمنع وقمع أفعال الإبادة الجماعية أو أي من الأفعال المرتبطة بها.

هذه الاتفاقية وتلك البنود التي فعلتها دولة جنوب أفريقيا واستخدمتها كأداة قانونية دولية ضد جرائم الاحتلال الصهيوني ضد أشقائنا في قطاع غزة تعدّ من السوابق القضائية المهمة في تاريخ مواجهة الاحتلال، وبالنظر إلى ما سبق وأصدرته المحكمة ذاتها في قضية جدار الفصل العنصري في الأراضي المحتلة (فتوى لاهاي) يحدونا الأمل بأن تقف هذه المحكمة مجددا إلى جانب الحق والحقيقة وأن تفند الرواية الإسرائيلية وتكشف زيفها وتضعها أمام مسؤولياتها كما فعلت سابقا.

هذه الخطوة المهمة أمام محكمة العدل الدولية يتوجب أن يحدوها خطوات عملية منهجية قانونية لدحض ادعاءات الكيان الصهيوني وحصر الأدلة والاستدلالات جميعها التي تثبت ارتكاب هذا الكيان لهذه الجرائم وتدلل في الوقت ذاته على من تآمر واشترك في ارتكاب هذه الجريمة. وفي هذا الإطار يتوجب أن لا ننسى أن المثول أمام القضاء الدولي يتطلب تكاتف الجهود القانونية الإقليمية والدولية على حد سواء للوقوف أمام الرواية القانونية الإسرائيلية التي بدأت تحشد وتعد العدة للمثول أمام المحكمة وتسخر كافة إمكانياتها في هذا الإطار.

عودًا على بدء، ما يحدث الآن في قطاع غزة لم يجلب للإنسانية أحزانا يعجز عنها الوصف فقط كما جاء في ديباجة ميثاق الأمم المتحدة، وإنما أعاد البشرية سيرتها الأولى في البحث عن مفهوم الحق والحقيقة والكرامة، أعاد الإنسانية لتصبح وجهة نظر وموضعًا للنقاش وهو الأمر الذي يتطلب حشد الجهود كافة وعدم اليأس من استخدام أي أدوات قانونية وحقوقية نصرة للحق وللحقيقة وقبل كلّ شيء وقوفا مع أهلنا في قطاع غزة الذين أرهقتهم الحرب الآثمة وغيرت ملامحهم.

الغد