شريط الأخبار
بيان أردني مشترك مع 7 دول: دعم خطة ترمب لوقف الحرب وإعمار القطاع وزير الثقافة يشارك بالمؤتمر العالمي لليونسكو في إسبانيا تأجيل مواجهة فالنسيا وأوفييدو في الدوري الإسباني صندوق النقد يتبرأ من خطوة تقدم عليها الحكومة المصرية وتقلق المصريين مواجهة إسرائيلية-إيرانية ثانية؟ مسؤول عسكري إسرائيلي: قد يُطلب منا التحرك الموعد وقناة البث المجاني لمباراة السعودية ضد كولومبيا في كأس العالم للشباب باستثمار مليار دولار.. "دار غلوبال" تطلق مشروع "ترامب بلازا" في جدة ترامب: السلام سيتحقق في غزة قريبا الروسي مدفيديف يبلغ نصف نهائي بطولة الصين المفتوحة إيران تعلن إعدام جاسوس “خطير” للموساد.. هذه مهامه الذهب يواصل التسلق ويسجل قمة جديدة زيدان على رادار مانشستر يونايتد مجددا لهذه الاسباب يجب تناول كوب من حليب الكركم قبل النوم زكام أم إنفلونزا أم كورونا؟.. دليل سريع للتمييز بين الأمراض المتشابهة اكتشاف مسبب غير متوقع للخرف أطعمة أساسية لصحة العين ومنع تدهور النظر الفوائد النفسية من العمل 4 أيام في الأسبوع سقطت من شرفة منزلها .. مقتل مغنية تركية شهيرة إلهام عبدالبديع تنفي اعتزالها الفن وتعلن عودتها إلى زوجها شيرين عبد الوهاب تنعزل تماماً في رحلة علاجية من 6 ل 7 اشهر

مضافاتنا العشائرية والعائلية .. وفتح أبوابها

مضافاتنا العشائرية والعائلية .. وفتح أبوابها

محمد يونس العبادي

المضافات أو الدواوين العشائرية والعائلية، هي سمة واضحة، تجدها في قرانا وبوادينا، وفي عاصمتنا عمان.


وهي إحدى الشواهد على التحول في مجتمعنا الأردني، من مرحلة البداوة والمجتمعات الزراعية إلى مرحلة العصرنة، من مفهوم العشيرة ببعدها الزراعي والبدوي وعلاقاتها القائمة على "روح الجماعة" في الرزق وجمع الغلال، أو المشاركة العائلية أو العشائرية إلى زمنٍ آخر تحولت فيه هذه العلاقات.

ولأجل أنّ يحافظ الأردنيون على سمّات صلاتهم، وما يجمع ذوي القربى بينهم، أسسوا مضافات ودواوين عشائرية بعضها يعود في عمر تأسيسه إلى مئة عامٍ وأكثر، وأخرى تأسست حديثاً، وبالأخص في عقدي الثمانينات والتسعينات، لأجل أن تكون منتديات يلتقي فيها أبناء العائلة أو العشيرة الواحدة، وهناك بعض القبائل أسست دواوين أكبر، لتلم شمل أبناء القبائل ككل.

واليوم، باتت هذه المنتديات مكاناً يلتئم فيه الأقارب، وأصبحت أدوارها تقتصر على الأتراح، وأحياناً في مواسم الانتخابات وسواها.

هذه المنتديات اليوم، يجب أن تتطور في فكرتها لتتجاوز مفهوم العائلة، أو العشيرة، والقبيلة، لتكون منتدياتٍ جامعةٍ تسهم في تبادل الآراء، ولتكون مؤسسات اجتماعية أو أهلية قادرةً على مسايرة ما غيّر الزمان بالأردنيين، بخاصة في عصر التحول الرقمي، والتواصل الاجتماعي، وألّا تبقى تدور في فلك أدوار "بيوت العزاء" أو تقتصر في مهامها على لم شملٍ قائمٍ على الدم، بخاصةٍ في ريفنا الأردني الذي شهد تحولات كبرى على مدار أكثر من جيلٍ مضى.

بخاصة أنّ مضافات الأردنيين، هي جزء من موروث يعبر عن فتح الأردنيين أبوابهم للجار، وغير المقتدر، وألا تبقى أبوابها مغلقة، بخاصة وأنّ هذه الدواوين والمضافات لعبت دوراً إيجابياً، وعبرت في مرحلة ما عن الأردنيين، واعتزازهم بما يملكوه من إرثٍ تتجسد فيه بنية اجتماعية قوية، بل مجتمع عميق بدوره وجذوره وهويته وسماته.

لذا، وفي خضم ما يجري من تفاعلٍ سواءً إقليمي يحيط بنا، أو حتى ما نشهده من تحولات اجتماعية، فلم لا تؤدي هذه المضافات والدواوين أدوارها في التعبير عن التقاء الأردنيين، وتبادل وجهات النظر، فلطالما كانت مخرجاتها تصب في سياق المصلحة الوطنية، وتعبر عن الاعتزاز الأردني بذاته وقيمه، وقيادته الهاشمية.

وحين يتم الحديث عن هذه المضافات والدواوين، فالمقصود أنّ تكون ذات أدوار تفرز الأصلح حواراً وذواتاً، وتقوم بتقريب وجهات النظر حتى حول مواضيع تنموية وخدمية وبحسب حاجة كل منطقة أو قرية، بل وحتى على مستوى الأحياء.

والأردنيون لم يكونوا يوما ذوي تعصبٍ، بل كانت أبوابهم مشرعة، وأبواب دواوينهم كذلك، وهذه منطلقات إيجابية يمكن البناء عليها لجهة تطوير هذه المؤسسات الاجتماعية..ففكرة الالقتاء بحد ذاتها والحوار هي حاجة اليوم على المستوى الوطني، وعلى المستويات كافة.. وهذه المضافات هي أماكن يمكن فتح أبوابها لتحقيق هذه الفكرة، ولأجل أن تكون الغاية الصالح العام، وبتعبيرٍ أردني، كما هو العادة، نقي ومخلص لوطنه وقيادته.

"الرأي"