شريط الأخبار
توقف بطاقات مصرف "غازبروم بنك" عن العمل في الإمارات وتركيا واليابان الطيران الروسي يشن غارة قوية على تجمع للقوات الأوكرانية في زابوروجيه هل ينتقل رونالدو إلى فنربخشة؟.. مورينيو يرد بسخرية مصر.. توجيهات من السيسي بشأن محطة الضبعة النووية "التلغراف": طلب لزيلينسكي يثير غضب البريطانيين وسخريتهم للمرة الرابعة.. ماكس فيرستابن يتوج ببطولة العالم لـ"فورمولا 1 اتحاد العمال يستنكر الاعتداء الآثم على رجال الأمن العام 30 شاحنة أردنية محملة بمواد إغاثية تصل غزة توافق بين الصفدي والكتلة ... عضوان من العمل الإسلامي في كل لجنة نيابية سيدة تروي شهادتها بأحداث الرابية: حاصروا شخصا ورأيت الأمان بالملثمين ماذا تقول لرجال الأمن في الميدان بهذه الأجواء - صور الاتصالات المشبوهة... ذعر بين اللبنانيين وموجات نزوح كثيفة مديرية الأمن العام تطمئن الأردنيين عن الحالة الصحية لمصابي مرتباتهم رئيس الديوان الملكي يلتقي فعاليات شعبية القيسي: استهداف رجال الأمن اعتداء سافر لا يخدم سوى أصحاب الأجندات التخريبية رئيسا الوزراء والنواب: غايتنا تنفيذ مضامين خطبة العرش السامي شركة الكهرباء الوطنية تعد خطة طوارئ لفصل الشتاء الصفدي: أمن الأردن واستقراره فوق كل اعتبار مجلس الأعيان حول حادثة الرابية : الضرب بيد من حديد ، على كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن واستقراره الأعيان يقر صيغة الرد على خطاب العرش

إعمار غزة .. عملية سياسية بشروط

إعمار غزة .. عملية سياسية بشروط

سميح المعايطة

كثير من النقاشات السرية أو المعلنة عن حكم غزة بعد انتهاء العدوان وكلها لم تصل إلى تحديد إجابة ممكنة وواقعية، فغزة عند بعض الأطراف ليست هدفا لتحكمها بل عبء كامل الأوصاف، لكن حتى لو افترضنا أن الحرب انتهت وأن جيش الاحتلال حمل أسلحته وغادر غزة دون أي شرط، فإن ماهو الأهم من الإجابة عمن يحكم غزة هو من سيبني غزة مرة أخرى، ومن سيعيدها إلى ما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر في إنسانها وبيوتها ومدارسها ومستشفياتها وكل تفاصيلها .


إعادة الإعمار عملية سياسية بالدرجة الأولى فالدول التي تستطيع توفير التمويل لا تدفع إلا بشروط، ولا تدفع أموالا ضخمة إلا إذا كان من يحكم غزة وفق رؤيتها، ولا تدفع لغزة ما دامت في وضع سياسي وأمني قد يجعل عودة الحرب والقصف والتدمير مرة أخرى في أي وقت .

الدول التي ستدفع المليارات لإعادة إعمار غزة ستكون غالبا من الدول المؤمنة بالرؤية الإسرائيلية لما ستكون عليه غزة بعد العدوان، وأوروبا أو أمريكا أو حتى الدول العربية القادرة على المساهمة بإعادة الإعمار لن تدفع المليارات لدعم حكم حماس في غزة وإعادة تثبيت قوة حماس وحضورها هناك ،والدول التي ستقدم المليارات تحتاج إلى سنوات للإعمار وتعيد البيوت والبنية التحتية والمدارس والمستشفيات والطرق ،فكيف تضمن ان تبقى غزة هادئة سنوات الإعمار ،وكيف تضمن أن لاتعود الحرب بعد سنوات قليلة ويعود الدمار ؟

ما سبق يؤكد أن إعادة الإعمار حتى لو خرجت إسرائيل من غزة دون شروط ولم تفرض أي واقع أمني أو عسكري ولم تضع شروطا سياسية على تركيبة من سيحكم غزة فإن إعادة الإعمار لن يتم إلا وفق وضع سياسي يتوافق مع شروط الممولين وأهمها وضع سياسي في غزة يضمن عدم عودتها للحرب أولا وأيضا تحقيق شروط إسرائيل وحلفاء إسرائيل وهم أغلب من سيدفعون حتى وإن لم يضع الاحتلال الإسرائيلي أي شروط لإنهاء الحرب ووقف العدوان.

غزة اليوم وكما تقول كل المنظمات الدولية لاتصلح للحياة، فما صنعته آلة الحرب الصهيونية افقدتها القدرة على أدنى متطلبات الحياة، وبالتالي لايمكن إنقاذ غزة من نكبتها الإنسانية والحياتية دون توفير فرصة حقيقية لإعادة إعمارها ليكون الفلسطيني هناك قادرا على العودة إلى بيته وعمله وأن يعود الطلاب إلى مدارسهم وأن تتوفر متطلبات الحياة الأساسية .

وسواء حكم محمود عباس أو إسماعيل هنية أو إدارة مدنية أو عشائر غزة فإن هذا لن يعطيهم ميزة إذا كان أي طرف منهم غير قادر على فتح الأبواب لإعادة الإعمار، ولنتذكر أن من سيدفع وهم دول أغلبها مؤمنة بالموقف الإسرائيلي سيفرض شروطه ،ومؤكد أن حلفاء حماس لن يستطيعوا إعادة إعمار غزة دون التأثر بمتطلبات إسرائيل وأميركا، فإعادة الإعمار مرحلة سياسية بعد انتهاء العدوان .

الغد