شريط الأخبار
عاجل: الجيش الاردني يقتل مهربين ويصيب آخرين ويضبط عدد من الأسلحة والمواد المخدرة قادمة من سوريا جنوب إفريقيا تطلب من "العدل الدولية" انسحاب إسرائيل من غزة الإعلام الحكومي بغزة: آلاف الفلسطينيين في بيت حانون لم يصلهم طعام منذ أيام العسعس: الحكومة لن تقترض هذا العام فلسا واحدا التزامًا بتطبيق قانون الموازنة وقانون الدين أبو الغيط: قيام الدولة الفلسطينية مسألة وقت الملك يعود إلى أرض الوطن القادة العرب يعتمدون المبادرات البحرينية المقترحة في القمة العربية العدل الدولية تنظر بطلب جنوب أفريقيا ضمان وقف إسرائيل عملياتها في رفح لاعب منتخب التايكواندو الحلواني يودع بطولة آسيا العسعس: رفع التصنيف الإئتماني للأردن يعكس الثقة العالمية باقتصاده البيان الختامي للقمة العربية يدين عرقلة إسرائيل جهود وقف إطلاق النار "اتحاد القدم" يطلق الهوية البصرية والشعار الجديد للمنتخبات الوطنية %4 نسبة انخفاض معدل سعر البنزين أوكتان (90) عالميا وزير الخارجية البحريني يؤكد اعتماد القادة العرب مبادرات بلاده في القمة الحلواني يودع مبكرا .. وعمار والعداربة وأبو الرب يبحثون عن التعويض المقاومة تُدمّر دبابات "الميركافا" في جباليا ورفح.. وتلتحم مع قوات الاحتلال من نقطة صفر "جيش" الاحتلال يقرّ بإصابة 15 جندياً خلال الساعات الـ24 الماضية الملك يلتقي أمين عام الأمم المتحدة القوات المسلحة الأردنية تنفذ 3 إنزالات جوية لمساعدات على جنوب غزة بمشاركة دولية شاهد بالفيديو : كلمة الملك عبد الله الثاني في قمة المنامة : جلالته يؤكد على وقف الحرب وانهاء الصراع

زياد هياجنه يكتب : "طوفان الأقصى" دروسٌ للحاضر والمستقبل

زياد هياجنه يكتب : طوفان الأقصى دروسٌ للحاضر والمستقبل
القلعة نيوز - كتب زياد هياجنه

لم تنتهِ المواجهة مع الكيان الصهيوني بعد، وإنما هي جولةٌ على طريق التحرير والانتصار للحقوق وزوال الاحتلال. لن يستطيع أحدٌ مناجزة الله، أو تغيير الحتمية التاريخية الثابتة بأن الحق منصورٌ والباطل مدحور. لقد كان "طوفان الأقصى" طوفاناً بالمعنى الكامل والعميق،
وأسقط أقنعةً لطالما خدعت الكثير بحقيقة "الحضارة" الغربية القائمة على المادة والزيف والظلم والافتقار لأي محتوٍ أخلاقي وانساني –والمعنيّ بذلك بدرجةٍ كبيرة النظم الغربية الرسمية-.
كما أنه أعاد للأذهان حقيقة أن الشعوب المكافحة للتحرر، ستتحرر بالقوة لا بغيرها.
وإذا أراد الانسان التأمل فيما جرى من أحداثٍ ومواقفَ ومآلات، فإنه لا بد أن يتوقف عند جملةٍ من الملاحظات أوردُ هنا أبرزها.
أولا: من الحماقة والضعف، الاعتماد على الأمم المتحدة والقانون الدولي لحماية الناس والحقوق، فهما بشكلهما الحالي مجرد "كذبة كبيرة" وأداة طيّعة في يد الأقوياء وهم قلةٌ - بلا أخلاقٍ وضمير - لديها رصيدٌ من القوة المادية المجردة وتظن أن بوسعها التحكم في مصير العالم.
ثانياً: الاعتماد على الذات؛ فمن الحماقة الاعتماد على أحدٍ في مسألة التحرر الوطني، فإذا كانت التحالفات مفيدة للحصول على الشرعية والإمداد بوسائل القوة المادية والسياسية، فإن الأصل في قضية التحرر الوطني هم أصحاب الأرض والحقوق، فهم وحدهم القادرون على فرض معادلات المواجهة وحمل القضية إلى واجهة الأحداث في خضم الزيف والظلم وفيضان القذارة الذي يطفحُ به عالم اليوم.
ثالثاً: من الضروري التسلح بعناصر القوة المادية والإعداد للمواجهة، فبدون القوة لن يسمع أحد صوت الناس، وبغيرها لن تُسترد الحقوق أياً ما كانت شرعيتُها في عالمٍ لا مكان فيه للضعفاء. ما يتطلب الكثير من الإعداد والعمل لامتلاك وبناء عناصر هذه القوة البشرية والمادية.
رابعا : الأهمية المطلقة للأمن الغذائي والمائي والصحي، فلا يمكن الاعتماد على الغير أو الظروف في تحقيق تلك "الأمانات" الاستراتيجية الحاسمة في الصمود ومواجهة الأخطار والطوارئ.
خامسا :أهمية المطلقة للجانب المعنوي في الصراع، فبدون التعبئة المعنوية والدينية للأفراد لن يكون بوسعهم الصمود في وجه الحروب والعدوان، ناهيكَ عن خوض الحروب ودفع العدوان والانتصار على المعتدين.
سادسا: أهمية الإعلام بكل أشكاله ووسائله في كشف الحقائق وتفنيد الأكاذيب ومنع تزييف الوعي الفردي والعام، ومواجهة العدو ودحض سرديته البائسة المتهافتة، والتأثير على جبهته الداخلية والخارجية.
سابعا : الاستسلام للسرديات الانهزامية التي تريد تكريسَ الأمر الواقع باعتباره من المسلّمات التي لا يمكن تغييرها أو تحديها بالمواجهة. فالكيان الصهيوني كيان مصطنع وغير متجانس وجيشه مجرد عصابات إجرامية ويمكن هزيمتها بالجهاد الصادق.
ثامنا: الصبر الاستراتيجي؛ فالحق منتصرٌ بأهله وتوفيق الله ونصره، ولذلكَ مقارباتٌ واقعيةٌ ينبغي السعي الحثيث لتحقيقها بعيداً عن الأحلام والأوهام والتواكل.
والمواجهة مع مشروعٍ عالمي تآمري بغيض تحتاج صبراً على الظلم والقهر والتضحيات الجسيمة والمقدّرة، والمهم هو تحويل هذا الصبر إلى طاقاتٍ إيجابيةٍ للعمل والإعداد.
فلا تحرر بلا تضحيات، ولا انتصار بغير اعداد وعمل جاد.
ولعلي لا أُبالغُ، إذا قُلتُ بأن طوفان الأقصى هو من أكبر الأحداث التي عايشتها وأنا أخطو قريباً من الخمسين، ولعلي أشهدُ مواجهاتٍ قادمةٍ تتحقق فيها الأماني بتحرير فلسطين، عربيةً إسلاميةً بيد أهلها الشرعيين ودحر الصهاينة المعتدين، ودفن المشروع التآمري الذي يمثله الكيان الصهيوني البغيض، فإن كان ذلك، فلله الحمدُ والمِنة، وإن لم أكن على ذلكم من الشاهدين، فحسبي من اليقين أن ذلك قادمٌ لا محالة، وإني لا أراه بعيداً إن شاء الله.