شريط الأخبار
وزير الثقافة الرواشدة يلتقي رئيسة منتدى الرواد الكبار الأردن يوقف تشغيل رحلاته الجوية إلى مطار معيتيقة في طرابلس ترامب من قطر: الولايات المتحدة تريد أن تأخذ غزة وتحولها إلى منطقة حرية العين العرموطي تشيد بالمستوى المتقدّم الذي تنتهجه إدارة حماية الأسرة والأحداث في مديرية الأمن العام جسر الملك حسين بوابة أمل وبهجة للغزيين نحو الشفاء الأردن يشارك في منتدى قازان 2025 وزير الخارجية العراقي: القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزية أبو الغيط: الفلسطينيون يتعرّضون لأبشع حروب الإبادة في التاريخ اللواء المعايطة يلتقي مدير الدفاع المدني الفلسطيني ويؤكد على تعزيز التعاون المشترك وزير الخارجية البحريني: قمة البحرين حملت رسائل للسلام والتضامن العربي ترامب: قطر ستستثمر 10 مليارات دولار في قاعدة العديد الجوية الجامعة العربية تدين رفض إسرائيل الانصياع لوقف إطلاق النار بغزة وفد إعلامي ألماني يزور مدينة البترا ويطلع على مقوماتها السياحية مجلس الأمة ينجز 14 تشريعا بالدورة العادية الأولى رئيس لجنة فلسطين النيابية: النكبة جرح ما زال مفتوحا في صدر الأمة السفيرة النرويجية: نقدر الدور الأردني الكبير بإيصال المساعدات إلى غزة بدء أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية مقتل مستوطنة إسرائيلية وإصابة آخر بجروح في عملية إطلاق نار قرب سلفيت العقبة: ورشة عن نظام الرقابة على السلع ذات الاستخدام المزدوج وزير الخارجية يشارك بالجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية

حمزة سمارة يكتب :التخلي عن كبار السن ازمه اخلاقية وانسانية

حمزة سمارة يكتب :التخلي عن كبار السن ازمه اخلاقية وانسانية


القلعة نيوز: كتب حمزه سمارة

التخلي عن كبار السن ورميهم في دور المسنين هو موضوع يحمل في طياته أبعادًا اجتماعية وأخلاقية عميقة تتعلق بالتفكك الأسري، قيم الوفاء والبر بالوالدين، وتغير مفاهيم الرعاية والتضامن داخل المجتمعات الحديثة.

كبار السن يمثلون جسرًا بين الأجيال، فهم حراس الحكمة والتجارب التي عاشوها على مدار سنوات طويلة. هؤلاء الذين ضحوا بوقتهم، جهودهم، وأحيانًا بأحلامهم الشخصية لتنشئة أبنائهم وتوفير حياة كريمة لهم. ومع ذلك، في بعض الحالات المأساوية، ينتهي بهم المطاف في دور المسنين بعدما يتخلى عنهم أبناؤهم أو أسرهم.

الأسباب وراء هذه الظاهرة

هناك عدة أسباب تجعل بعض الأسر تقرر وضع والديهم في دور المسنين، منها:

1. الضغوط الاقتصادية والاجتماعية: في عالم اليوم، أصبح الجميع يركض وراء متطلبات الحياة المادية والعملية. قد يجد الأبناء أنفسهم غير قادرين على تحمل نفقات الرعاية المنزلية أو توفير الوقت اللازم للاهتمام بأهلهم.

2. التغير في القيم العائلية: القيم العائلية التي كانت تقر بأن رعاية الوالدين واجب أخلاقي بدأت تتراجع أمام نمط حياة حديث أكثر فردانية، حيث تُعتبر الحياة الشخصية والوظيفية أولوية.

3. التقدم في التكنولوجيا والخدمات الطبية: البعض قد يعتقد أن دور المسنين توفر خدمات طبية ورعاية متخصصة أفضل من تلك التي يمكن توفيرها في المنزل.

من وجهة نظري لا يوجد سبب في الكون يجعلك تتخلى عن والديك تحت اي ظرف من الظروف

التأثير النفسي على كبار السن

كبار السن الذين يتم التخلي عنهم يعيشون مشاعر قاسية من الحزن، العزلة، والخيانة. فهم يشعرون بأنهم غير مرغوب فيهم من قِبل أبنائهم الذين قاموا بتربيتهم وتوفير كل ما يمكن لهم. هذا الشعور قد يؤدي إلى تدهور نفسي شديد يمكن أن يصل إلى الاكتئاب وحتى فقدان الرغبة في الحياة.

الاستسلام للعزلة في دار المسنين يُشعرهم وكأن حياتهم أصبحت بلا قيمة، وكأن دورهم في الحياة انتهى. وفي الوقت نفسه، قد يشعرون بالخزي والذنب، حيث أنهم يدركون أن جزءًا من مشكلتهم يكمن في عدم قدرتهم على مجاراة احتياجات العصر الحديث.

التأثير على المجتمع

هذه الظاهرة تعكس تآكل قيم الترابط الأسري والتضامن بين الأجيال. كما أنها تشير إلى تناقض اجتماعي كبير؛ ففي الوقت الذي يتزايد فيه الحديث عن حقوق الإنسان وكبار السن، نجد أن هناك تراجعًا في تطبيق هذه الحقوق في نطاق الأسرة الصغيرة.
هل دور المسنين حل؟
دور المسنين ليست بالضرورة أماكن سيئة، فهي توفر الرعاية الصحية والاجتماعية لكبار السن الذين يحتاجونها، ولكنها يجب أن تكون آخر خيار، وليست الحل الأول للتخلي عن كبار السن. يجب أن تكون هناك بدائل مثل تقديم الدعم للعائلات في المنزل، وتوفير خدمات الرعاية المتنقلة، وتشجيع المزيد من التفاعل العائلي.
الخاتمة
التخلي عن كبار السن في دور المسنين يعد انعكاسًا لأزمة أخلاقية وإنسانية. العناية بالوالدين ليست مجرد واجب قانوني أو اجتماعي، بل هي واجب أخلاقي وإنساني. وفي نهاية المطاف، سيأتي اليوم الذي سيقف فيه الأبناء أمام نفس المشهد، فقد يدور الزمن ويجدون أنفسهم في نفس الموقف الذي وضعوا فيه آباءهم.
إن التعامل مع كبار السن باحترام وتقدير هو ما يعكس مدى إنسانية وتماسك المجتمعات.