الدكتورة مرام بني مصطفى / الاستشارية النفسية والتربوية
إن عملية التربية تتعلق ببناء أمة وحضارة، يرتقي أبناؤها إلى آفاق القيم النبيلة والمبادئ السامية، ليحملوا مشاعل النهضة والارتقاء بأنفسهم وأسرهم ومجتمعهم ووطنهم.
الأمم الراقية والمعاصرة تحرص على مهمة إعداد الأجيال والتأسيس السليم للبنية الاجتماعية والاقتصادية ، وتطوير قدراتها وطاقاتها عبر مناهج تربوية نظرية وتطبيقية مدروسة مسبقا، تهدف دائما الى تتويج طاقات الإنسان بالعمل البناء، وتواكب مستجدات العصر من مواد تعليمية وأنشطة المنهجية واللامنهجية التي تعمل على اكتشاف المواهب والقدرات والاستعدادات وتنمية روح الجماعه لدى الطلبة،لكي نؤسس جيل مميز ولديه القدرة على مواجهة كافة التحديات ولذلك من أهم ما ترعاه الأمم المتطورة من أمور هو تطوير المهارات الفكرية والعملية، والتركيز على الطاقات الفكرية والعلوم الإنسانية والتكنولوجيا ، باعتبارها هي الأساس الصحيح الذي يوجّه كافة المسارات العملية.
أن الاهتمام بالرسالة التعليمية الانسانية الرسالة السامية هي من ضروريات تكامل المناهج وتكامل المجتمع، وتقع على عاتق المعلمين والجهات العليا المسؤولية الكبرى في وضع التصورات العلمية المستندة إلى الواقع لإتمام المنهج التربوي الذي يعد من خلاله الجيل القادم، حيث أن عليهم مهمة غرس المبادىء والقيم الأخلاقية، في الوقت الذي يقومون بتنمية المهارات العلمية والثقافية للأفراد وكل حسب اختصاصه العلمي.
ومثلما دخلت التكنولوجيا اليوم في كافة المجالات الإنسانية؛ فمن الطبيعي أن يتكثف حضورها في الجانب المتعلق بتنشئة الأجيال ومستقبل مجتمعاتهم ، لذلك لابد للعملية التدريسية الموازنة بين الأصالة والحداثة في ظل التحديات التي تفرضها التكنولوجيا ، والتي باتت أمراً واقعاً. مما يتطلب تحديث معرفي من المؤسسات التعليمية المختصة في اعتماد هياكل تربوية ناضجة قادرة على الربط بين تقنيات الحداثة والتكنولوجيا والحفاظ على القيم والأخلاق وحب الوطن والحفاظ التراث والتاريخ والتفاعل مع مستجدات الثورة المعلوماتية، وبين الأصول والموروثات التي تعبر عن خصوصية الأجيال وهويتهم الثقافية والحضارية.
ان للتعليم والمؤسسات التعليمية جانب هام في الصحه النفسية الأهمية التي تعود على الفرد والمجتمع ، فهي تزرع السعادة والاستقرار والتكامل والاستقرار بين الأفراد، كما لها الدور المهم والأساسي في الاختيار المهني السليم والمتوازن والقدرة على مواجهة المشكلات الاجتماعية وتحديات العصر التي قد تؤثر في سلامة عملية النمو النفسي للفرد.