شريط الأخبار
القلعة نيوز تتوقع ان يكون المرشح الاستاذ رامي الشواورة نقيب المحامين الأردنيين القادم بعد حشود غفيرة وقاعدة واسعة من المحامين من مختلف المحافظات وزير المالية السوري بعد رفع العقوبات الأميركية: سوريا أصبحت اليوم "أرض الفرص" الصفدي: بحث تفعيل آلية تحقيق التعاون الأردني العراقي المصري الرئيس السوري: لا أنسى ترحيب الملك وموقف الأردن من القضايا الساخنة الشرع يوجه كلمة للشعب السوري: تحررت البلاد وفرح العباد وصول طواقم المستشفى الميداني الأردني غزة/82 إلى أرض المهمة القوات المسلحة تنفذ عملية إجلاء طبي جديدة لأطفال مرضى بالسرطان من غزة اتفاقية الشراكة الاقتصادية بين الأردن والإمارات تدخل حيز التنفيذ الخميس الشديفات: نعمل على خلق بيئة محفزة داخل المراكز الشبابية مباحثات أردنية مصرية عراقية موسّعة في إطار آلية التعاون الثلاثي حجب 12 موقعا أجنبيا تهاجم الأردن ورموزه (أسماء) ابو الفلافل.... الشباب والوطن..... كنا وكنا وفعلوا ودفعنا.... خروج الروسية ميرا أندرييفا من ربع نهائي بطولة روما وزير التجارة الروسي: التسويات مع مصر تتم بعيدا عن الدولار واليورو بوتين: علاقاتنا مع ماليزيا تاريخية ومتعددة الأبعاد رونالدو جونيور يحظى باهتمام 16 فريقا.. وريال مدريد يتجاهل نجل هدافه التاريخي منتدى قازان.. جسر روسي إسلامي يعزز التعاون الاقتصادي والثقافي أمير دولة قطر والرئيس الأمريكي يشهدان التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين البلدين بينها دفاعية

التعليم في مهب الريح: قضية التزوير جرس إنذار لمستقبل أبنائنا

التعليم في مهب الريح: قضية التزوير جرس إنذار لمستقبل أبنائنا
التعليم في مهب الريح: قضية التزوير جرس إنذار لمستقبل أبنائنا
القلعة نيوز:

زهير محمد الخشمان

في الأيام الماضية، تفجرت قضية تزوير شهادات الثانوية العامة، قضية ليست مجرد فضيحة عابرة، بل هي جرس إنذار يدق على أبواب النظام التعليمي الأردني. عندما وصل بنا الحال إلى أن يحصل مئات الطلبة على شهادات توجيهي مزورة من مؤسسات وهمية في الخارج، فهذا يعكس أزمة ثقة عميقة في نظامنا التعليمي، ويجعلنا نسأل أنفسنا: لماذا يضطر أبناؤنا وأسرهم إلى اللجوء لطرق ملتوية، بحثًا عن مستقبل أفضل؟ أين الخلل في منظومتنا التعليمية التي باتت تدفع البعض للبحث عن حلول خارجية غير مشروعة؟

إن هذه القضية تكشف حقيقة مؤلمة، وهي أن "التوجيهي"، ذلك الامتحان الذي يُفترض أن يكون مقياسًا للمعرفة والجدارة، أصبح شبحًا مرعبًا يُثقل كاهل أبنائنا، حتى أن البعض بات يبحث عن وسائل للحصول على شهادات غير حقيقية فقط للهروب من ضغطه وقسوته. وفي هذا الوضع، لا يمكننا أن نلوم الطلبة وحدهم، بل علينا أن نعيد النظر بعمق في طبيعة النظام التعليمي الذي يخلق هذه الظروف.

إن نظامنا التعليمي بحاجة ماسة إلى مراجعة شاملة؛ فالأزمة الحالية لا تنحصر في قضية التزوير فقط، بل تمتد إلى غياب الثقة بنظام تعليمي يعتمد على امتحان نهائي يحدد مصير الطالب في حياته المستقبلية. نحن بحاجة إلى نظام يتيح للطالب فرصًا متعددة لتطوير مهاراته وتقييمها على مدار العام، بدلاً من حصاره في بضعة أيام من الامتحانات التي لا تعكس دائمًا قدراته الحقيقية.

لا يمكن لنا كأردنيين أن نسمح بأن يُجبر أبناؤنا على مغادرة الوطن للبحث عن شهادات أو فرص تعليمية في الخارج، في حين يمكننا توفير هذه الفرص هنا، بين أيديهم وفي بيئة تضمن لهم النزاهة والجودة في التعليم. إن التعليم هو استثمار حقيقي في مستقبل البلاد، وأي إخفاق في هذا الاستثمار يعني إخفاقًا في تطوير الأردن ككل.

وفي ظل هذه الأزمة، أدعو الحكومة ووزارة التربية والتعليم إلى اتخاذ إجراءات حازمة وسريعة، ليس فقط في محاسبة المتورطين في عمليات التزوير، بل أيضًا في إعادة بناء النظام التعليمي على أسس عادلة وشاملة. علينا وضع خطة إصلاحية تبدأ من تحديث المناهج لتواكب تطورات العصر، وصولاً إلى خلق نظام تقييم متعدد الأبعاد يُعنى بمواهب الطالب وقدراته بشكل متكامل.

إن بناء نظام تعليمي يعزز من النزاهة والشفافية ويفتح آفاقًا أوسع أمام الطلبة سيعيد الثقة إلى نفوسهم ويشجعهم على بذل الجهد الحقيقي للنجاح. دعونا نتحمل مسؤولياتنا ونقف صفًا واحدًا ضد كل من يحاول استغلال أبنائنا ومستقبلهم. يجب أن نقولها بصوتٍ واحد: التعليم في الأردن أمانة لا نقبل أن يمسها العبث أو التلاعب.

لن يهدأ لنا بال حتى نضمن لأبنائنا نظامًا تعليميًا يُغنيهم عن اللجوء للخارج، ويمنحهم الفرص الحقيقية للنجاح داخل وطنهم. هذا هو الأردن الذي نطمح إليه، وهذا هو الأردن الذي سنبنيه معًا لأجل مستقبل أبنائنا.