شريط الأخبار
السفير الخطيب يقدم أوراق اعتماده لرئيسة مقدونيا الشمالية وزير الأوقاف: تفويج الحجاج الى عرفات مستمر حتى منتصف الليل عروض "الدرون" تزيّن سماء عمّان مساء الخميس مدير الأمن العام يقلّد كبار الضباط رتبهم الجديدة وفد نيابي يشارك بمؤتمر العمل الدولي في جنيف الرواشدة : الهيئات شريك أساسي بتطوير الصناعات الثقافية في لواء بني كنانة رئيس الوزراء يستقبل المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة " الفاو" الملك يتبادل التهاني هاتفيا مع سلطان عُمان بمناسبة قرب حلول عيد الأضحى مندوبا عن الملك وزير التربية يكرم الفائزين بجائزة الملك عبدالله الثاني للياقة البدنية يوم عَرَفة.. دعوات بأن يحفظ الله الأردن وينهي مأساة فلسطين وغزة الدفاع المدني يتعامل مع 1485 حادثاً متنوعاً خلال 24 ساعة "العمل" : تمديد فترة استفادة العمالة السورية من الإعفاءات العيسوي يلتقي وفدا من جامعة عمان العربية وشبابا من محافظة الكرك الملك يغادر إلى إسبانيا في مستهل جولة عمل أوروبية رئيس هيئة الأركان المشتركة يستقبل السفير الصيني في عمان الملك يستقبل وفد منظمة "الفاو" ويتسلم ميدالية أجريكولا الملكة: ما أشبه اليوم بالأمس الإفتاء: عدم جواز ذبح الأضاحي في الساحات العامة والشوارع إسرائيل تستهدف سطح مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح السماح باستيراد عدد من السلع الصناعية من سوريا

الرواشدة يكتب : الأردنيون لا يقبلون أنصاف ارتباطات ولا " أوامر خارجية

الرواشدة يكتب : الأردنيون لا يقبلون أنصاف ارتباطات ولا  أوامر خارجية
حسين الرواشدة
فرق كبير بين ارتباطات فكرية تُنضج الفكرة لدى الأفراد ، وتضعها في إطار وطني ، وبين ارتباطات سياسية تتبناها بعض التنظيمات ، وباسمها تتلقى اوامرها من الخارج ، لكي تختطف الدولة ، أو تحاول الحاقها بتنظيمات أو جهات أخرى، خارج السياق الوطني.

‏لا خيار أمام أي تنظيم أو حزب أردني إلا إعلان الارتباط بالدولة الأردنية ، أي محاولة للخروج عن هذه القاعدة تعني ، بالضرورة ، الارتهان للخارج ، وتوجيه البوصلة ضد السيادة الوطنية ، حدث ذلك في تاريخنا القريب حين نشأت تنظيمات سياسية داخل الدولة ، حملت أسماء عابرة للحدود ، ثم انقلبت على الدولة حين اصدمت المبادىء والمصالح ، أوحين تطابقت أجنداتها مع اجندات المرجعيات التي ترتبط بها .

‏لا يوجد دولة في العالم تقبل بازدواجية الارتباط السياسي للأحزاب فيها ، فلماذا أصبحت بلادنا ،دون غيرها، مسرحا لتنظيمات تعتاش على أيدولوجيات انتهت صلاحيتها في بلدانها ، او تتقمص ايديولوجيات أخرى لا تعترف بالدولة ولا الهوية الوطنية ، ولا تراها إلا ساحات للحشد أو منطلقات للجهاد العالمي ؟

‏خلال العام المنصرف ،على الأقل، اكتشفنا كيف تتصرف بعض التنظيمات التي ترتبط بالخارج ، وكيف تتعامل مع قضايانا الوطنية ، كيف ترتب اولوياتها ،وكيف توزع الأدوار لخداع الجماهير، وكيف تتناوب عند اتخاذ المواقف لكسب التأييد الرسمي أو الشعبي ؛ خذ مثلا ، تحت لافتة "المقاومة"، أصبح حزب الله اقرب من الدولة الأردنية في الحسابات السياسية للذين رفعوا راياته، وهتفوا بأسماء رموزه في عمان ، فيما كانت مليشياته تهدد حدودنا الشمالية ، وتقتل أبناءنا بالأسلحة والمخدرات ، معقول يحدث ذلك ، ويصبح مطلوبا منا أن نصمت ، او حتى أن نبارك ونصفق؟

‏تحت لافتة "المقاومة"، أيضا، ثمة تنظيمات صنفت بلدنا على قائمة "الخيانة"، واطلقت في شوارعنا صرخات وضعتنا في دائرة " الصهاينة"، وحين رفضنا التهجير وأكدنا على مواقفنا في دعم اشقائنا في غزة، انبرى هؤلاء للتشكيك ببلدنا، واتهامه بالعمالة ،السؤال: هل كانت ارتباطات هذه التنظيمات التي تسمنت في بلدنا وطنية، وهي تمارس كل هذا الفجور، أما أنها ارتباطات لا علاقة لها بالأردن ومصالحه وقيمه التى تربى عليها الأردنيون؟ لكن حان الوقت لنحسم هذه المعادلة ، لم يعد اي مجال (للعب )على الحبلين ،او لازدواجية الولاءات، فإما أن تكون أردنيا مرتبطا بالأردن الفكرة والمبدأ ، الدولة والتاريخ ،الوطن والمصالح والخيارات ، وإما أن تلتحق بمن تشاء.

‏كل الفزّاعات التي رفع أصحاب هذه الارتباطات، وما زالوا، مهما اختلفت اتجاهات بوصلتهم ، من اجل تخويفنا وإرباكنا او دفعنا إلى الصمت ، لا تعني أي شيء، ولن تدفعنا إلا لمزيد من القوة والصمود، نحن ملتصقون ببلدنا، هويتنا أردنية ، وأجندتنا أردنية ، وقبلتنا أردنية، لا نهتف إلا لهذا البلد ، ولا نحتفل إلا برموزه، ولا نعرف البيعة إلا لقيادته ، هذا هو خيار الأردنيين، فإما أن نكون معاً على هذه المشتركات الوطنية ، وإما أن نتصارح بلا مكاسرات ولا اتهامات ، فيعرف أحدنا أين يقف ، ومع من ينحاز؟

‏هذا الوطن الأردني لم يكن ، أبدا ، معزولاً عن عروبته وإنسانيته وقوميته ، لم يخذل أمته، ولم يتردد عن التضحية بما يستطيع كُرمى لعيون أشقائه ، لكن الأردنيين لا يقبلون أن يكون وطنهم "رقما "في بورصة التداول ، او عجلة لماكينة المقاولة، أو تابعا لأجندات تقايض على بلدانها ، أو حلقة في سلسلة ولاءات مغشوشه، هذا الأردن الذي بناه الأجداد والآباء، ودفعوا من أجله دمهم وعرقهم ، وصانوا كرامته وعزته، هو( السيّد ) الذي يستحق أن نهتف باسمه ونرفع علمه ، ونعمل من اجله ، ونحتفل بشهدائه، وندافع عن ترابة ، هو وحده الذي يليق به (الارتباط الكامل)، لا يقبل أنصاف ارتباطات ، ولا ولاءات أو هويات منقوصة.