شريط الأخبار
أجواء شديدة الحرارة في اغلب المناطق حتى الأربعاء اقتحامات بأريحا ونابلس ومستوطنون يهاجمون قرى في الخليل ورام الله الهيئة العامة لـ ” صناعة عمان ” تقر التقريرين الاداري والمالي لعام 2024 حسم الأمر.. الهلال السعودي يعلن ضم مهاجم ليفربول كتلة الميثاق الوطني: قرار الحكومة الاسرائيلية المصغرة استمرار لحربها المستعرة ضد الشعب الفلسطيني اختتام الأسبوع الثاني من الدوري الأردني للمحترفين CFI إدارة ترخيص تعلن فتح بوابة شراء الأرقام المميزة غدًا تشكيل المجلس الاستشاري الأعلى لجمعية الاقتصاد السياحي برئاسة الدكتور عمر الرزاز تركيا: على الدول الإسلامية الاتحاد لمواجهة خطة إسرائيل للسيطرة على غزة اجتماع عربي طارئ الأحد لبحث القرار الإسرائيلي بإعادة احتلال قطاع غزة امطار في الجفر والازرق وغبار في العمري والرويشد تحديث موقع القبول الموحد استعداداً للدورة الصيفية وزير الصحة ونظيره العراقي يبحثان تعزيز التعاون فتح باب الترشح لرئاسة جامعتي اليرموك والطفيلة التقنية الخارجية تعزي بارتقاء عدد من عناصر الجيش اللبناني وزير الإدارة المحلية يتفقد واقع الخدمات في بلديتي الفحيص وماحص مهرجان الأردن العالمي للطعام يسير قافلة مساعدات ثالثة لقطاع غزة الجيش الأردني ينفذ إنزالات جوية جديدة على قطاع غزة بالتعاون مع دول شقيقة وصديقة فعاليات صيف الأردن تُزين المفرق بحضور مُهيب (صور) حوارية لبحث آخر المستجدات المتعلقة بالأمن السيبراني

مساعده يكتب: بين الطوفان والأمان.. القيادة تصنع الفرق

مساعده يكتب: بين الطوفان والأمان.. القيادة تصنع الفرق
القلعة نيوز _ كتب: جهاد مساعده
عندما نقرأ قصة نبي الله نوحٍ عليه السلام، يتبادر إلى أذهاننا الطوفان العظيم الذي أغرق الأرض وأهلك الظالمين، فلم ينجُ منه إلا من حملهم نوحٌ في سفينته. لكن هل تساءلنا يومًا عن الطوفان الذي يمر به كل إنسانٍ في حياته؟
في الحقيقة، لكلٍّ منا طوفانه الخاص. قد لا يكون ماءً يغمر الأرض، لكنه قد يكون طوفانًا من الابتلاءات، من الخذلان، أو حتى من الضغوطات التي تجرف معها الأمان والطمأنينة. تمرّ بنا أيامٌ نشعر فيها أن الأمواج تتلاطم فوق رؤوسنا، وأن قاربنا الصغير على وشك الغرق. قد يكون الطوفان في صورة أزمةٍ صحيةٍ أو ماليةٍ، أو في انهيارِ حلمٍ لطالما سعينا خلفه.

لكن هناك طوفانًا آخر، أشد خطرًا، يهدد الأوطان: طوفان الفوضى والضياع، طوفان فقدان الهوية والانتماء، طوفان الفساد الذي ينخر في جسد الأمة، وطوفان الاستهتار بمقدرات الوطن وعدم إدراك قيمته. وكما أن لكل طوفانٍ سفينةَ نجاة، فإن سفينة الأوطان تكمن في وعي أبنائها وإخلاصهم وانتمائهم الحقيقي، وإيمانهم بأن الوطن ليس مجرد رقعةٍ جغرافية، بل وطنٌ نابضٌ بالحياة، يحتاج إلى من يحميه ويعمل على رفعته.

وهنا تأتي أهمية القيادة الحكيمة، فكما كان نوحٌ عليه السلام قائدًا لسفينته، يتحلى بالحكمة والصبر، فإن الأوطان بحاجةٍ إلى قيادةٍ واعيةٍ قادرةٍ على مواجهة الطوفان، قيادةٍ ترى أبعد من الموج الهادر، وتضع نُصبَ عينيها مستقبل الأمة، لا المصالح الضيقة. القيادة الحقيقية لا تتخلى عن شعبها في الأزمات، بل تكون درعًا له، تخطط بحكمة، وتواجه التحديات بإصرار، وتبني سفينة النجاة بحسن التدبير والرؤية السديدة.

لكن لا يمكن للسفينة أن تنجو إذا كانت مثقوبة، وهنا يأتي الحديث عن المؤسسات التي أُوكل مصيرها إلى غير أهلها، فتحولت إلى عبءٍ بدل أن تكون جزءًا من الحل. فكم من مؤسسةٍ، بدلاً من أن تكون رافعةً للوطن، أصبحت سببًا في غرقه؟ مؤسساتٌ تُدار بالعشوائية، وبالأشخاص غير الأكفاء، الذين لا يملكون رؤيةً ولا مسؤولية، فتتحول إلى ثقوبٍ تنخر في جسد الوطن وتسرّع من غرقه.

الطوفان لا يميز بين قويٍّ وضعيف، وبين غنيٍّ وفقير، فهو يجرف كلَّ من لم يكن مستعدًا له. وهكذا هو الحال مع المؤسسات التي تُسلَّم لمن لا يفقه في إدارتها شيئًا، فتنهار أمام أول أزمة، وتتحول إلى عبءٍ على الدولة والمجتمع. فكم من مؤسساتٍ اقتصاديةٍ أُديرت بجهلٍ فأفلست؟ وكم من مؤسساتٍ تعليميةٍ أو شبابيةٍ فقدت رسالتها، فتحولت إلى مصانع تُخرّج العاطلين عن العمل، بدل القادة والمبدعين؟ وكم من مؤسساتٍ خدميةٍ تركت المواطن وحيدًا يواجه أمواج المعاناة دون أن تمد له يد العون؟

كلُّ وطنٍ يمرّ بطوفانه الخاص، ولكن الفرق يكمن في قدرة أبنائه على الصمود، وفي وجود قيادةٍ حكيمةٍ تضع لهم الطريق الصحيح، وتنقذ البلاد من الغرق في بحار الفتن والتحديات. ولكي ينجو الوطن، لا يكفي أن تكون القيادة قويةً، بل لا بد أن تكون المؤسسات سليمة، قائمةً على الكفاءة والنزاهة والشفافية، قادرةً على حمل الوطن إلى بر الأمان، بدلًا من أن تكون حملاً ثقيلًا عليه.

فمتى ما اجتاحت الأزمات وطنك، لا تكن ممن يقف متفرجًا، ولا ممن يغرقه اليأس. كن ممن يبني السفينة، ممن يحمل وطنه على كتفيه، ويساند قيادته الحكيمة، ويسعى لإصلاح مؤسساته، لأن الوطن، يا سادة، ليس راتبًا نتقاضاه من وظيفة، ولا فندقًا نغادره وقتما نشاء، بل هو شرفٌ وعزٌّ وكبرياء، هو وطنٌ ولاءٌ وانتماءٌ وعطاء، فلا نامت أعينُ الجُبناء.