شريط الأخبار
زعماء العالم يهنئون بابا الفاتيكان الجديد إعلام إسرائيلي: ترامب يقرر قطع الاتصال مع نتنياهو الملك يبحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي مع شركات من ولاية تكساس الكاردينال الأمريكي روبرت فرنسيس بريفوست بابا جديد للفاتيكان الملك يصل إلى تكساس في زيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية العين الساهرة تمنع أكثر من 105 آلاف جريمة مخدرات خلال 4 سنوات الأمير رعد بن زيد يرعى إطلاق مشروع "محاربة فقدان البصر في الأردن" الأردن يوقع مع ليسوتو بيان مشترك لإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين العيسوي يستقبل 400 من شيوخ ووجهاء وشباب ونساء من مختلف المحافظات اجتماع بالعقبة لبحث مستجدات مشروع ميناء الشيخ صباح لتأمين الغاز الطبيعي ولي العهد: رحلة مثمرة إلى اليابان ولي العهد يعقد عددا من اللقاءات الاقتصادية في طوكيو رئيس "النواب" يلتقي وفدا من مؤسسة "كونراد أديناور" الألمانية مكافحة المخدرات تحبط محاولة شخصين من جنسية عربية تصنيع مادة الكريستال المخدرة داخل الأردن الجيش يحبط محاولة تسلل وتهريب مخدرات من سوريا ولي العهد يبحث مع رئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولي توسيع التعاون الاقتصادي والتنموي العيسوي يرعى توقيع اتفاقيات لتنفيذ المرحلة الثانية لمبادرة عربات الطعام رئيس الوزراء يستقبل رئيس مؤسسة كونراد أديناور الألمانية وزارة الثقافة والهيئة العربية للمسرح توقعان مذكرة تعاون مشترك ولي العهد يلتقي رئيس الوزراء الياباني في طوكيو

الرواشدة يكتب : ‏يا حيف : باسم الدراما يسخرون من الشخصية الأردنية

الرواشدة يكتب : ‏يا حيف : باسم الدراما يسخرون من الشخصية الأردنية
‏حسين الرواشدة
‏باسم السياسة لا يتورع البعض عن الإساءة للدولة الأردنية ، حملات الاحتشاد التي شهدناها ،خلال الأشهر الماضية ، تكشف الوجه الحقيقي لهؤلاء الذين اختزلوا الأردن في زاوية نضالاتهم ومرجعياتهم وحساباتهم لمصالح واعتبارات خارج السياق الوطني.

‏وباسم الثقافة والفن والدراما، ايضاً، لا يتردد بعض المحسوبين على الإبداع المطابق للتفاهة عن الاستهانة والسخرية من الشخصية الأردنية ، صورة (الأردني ) كما تبدو على بعض منصات التواصل وشاشات الدراما المغشوشة تجمع بين الفهلوة و" الهبلنة" ، وبين قلة الوعي والتخلف ..يا حيف على من يسمون أنفسهم مبدعين !

‏ليست صدفة ،أبدا ، أن تتوجه سهام الإهانة المقصودة للشخصية الأردنية بالتزامن مع محاولات تهشيم عناصر الدولة ومؤسساتها ، الفاعلون في مجال السياسة والفن ممن يتنكرون لأي إنجاز أردني ، أو لأي ميزة إيجابية للأردنيين ، يحاولون أن يؤسسوا لثقافة عامة تحمل انطباعا خادعا ،وتروّج لأساطير كاذبة، تقول : الأردن بلد فقير بالقيم والمواقف ، مزدحم بالسوداوية، الأردنيون بلا تاريخ وبلا رصيد حضاري، يتوزعون على مجتمعات (مكونات ) تخلوا من الرُقيّ والتحضر، وتتجاذبها عوامل السخط والانحراف والعنف ، ولا تفرز إلا عائلات مفككة، لا قيمة فيها للمرأة والطفل ، ولا سطوة إلا للذكور.

‏كان يمكن للثقافة والدراما أن تأخذ مسارات أخرى (كما شاهدنا في بعض الأعمال القليلة زمن ازدهار الفن في بلادنا ) تعزز الانتماء للدولة الأردنية ، وتفرز من الأردنيين أفضل ما لديهم ، وتضع انتقاداتها للمجتمع في إطار إيجابي ، يُصلح ولا يَجرح ، كان يجب على المثقف او الفنان الأردني ،أيضا ، أن يرتقي بخطاب الأدب والدراما إلى مستويات تليق بكرامة الأردني الشخصية التي هي انعكاس للكرامة الوطنية،

‏نعم ، لدينا تاريخ مليء بالإنجازات والكرامات ،والمواقف والرموز الوطنية ، يستحق أن نُجسّده ونتجسّده ، لكي يلهم أجيالنا ويرسخ في أذهانهم عظمة الاردن، ويكشف عن ابصارهم غباشات الصور التي يحاول البعض، من خلالها ، تشويه بلدنا أو إلحاقه بقوافل الدول الفاشلة ، أو المليشيات التي يتم استخدامها لزعزعة استقرار دولها ، وإلحاق الأذى بشعوبها، وعليه، فإن أزمة الدراما ، في بلدنا، ليست فقط بالتمويل والإنتاج ، وإنما أزمة نصوص ووعي، او هي - أن شئت - أزمة وطنية بامتياز.

‏بصراحة ، لقد تركنا لغيرنا من قليلي المعرفة والخبرة ، ومن الذين ركبوا موجة غياب او تغييب ( المثقف الوطني) ، وتعمدوا تهشيم صورتنا وتوظيف وعينا لحساب قضاياهم وأجنداتهم الايدولوجية ومصالحهم الخاصة، أن يكتبوا تاريخنا ، ويتصدروا مشهدنا الثقافي والفني ، أما النتيجة فهي كما نراها الآن ؛ الأردن دولة وظيفية، هويتها ناقصة ، وإنجازاتها لا تذكر ، وتاريخها غير معروف ، الأردنيون خليط من السكان ، مفاتيح شخصيتهم الكشرة وقلة الحيلة والإحباط والشك والانفعال ، لا يرون بلدهم إلا طلقة في بنادق الآخرين، أو جنيناً خرج من أرحام مستأجرة ، فيما الصحيح أن هذا تزوير وتضليل ونكران ، وأن الحقيقة عكس ذلك تماما.

‏للأسف ، قلما نرى في الدراما الأردنية واخواتها صورة الأنباط الذين حفروا صخور البتراء، أو العمونيين الذين أقاموا مملكة عمون، أو الأدوميين والمؤابيين، قلما نسمع عن الكرامة المعركة ، وعن الجيش والشهداء، عن البطولات والكفاءات والإنجازات، عن قصة الأردنيين مع الهاشميين لبناء الدولة الحديثة ،اليس من حق الأردنيين أن يتابعوا مسلسلا عن الحسين الراحل او وصفي التل او حابس المجالي ، او عن شهداء القلعة والفنادق وغيرهم من بناة الأردن وأبطاله ؟

‏هذا الأردن الذي يريد البعض أن يُصدّره لنا في روايات ومسلسلات وندوات و( ريلزات) ليس هو الأردن الحقيقي الذي نعرفه ، ولا هذه هويته وإنجازاته ،وهؤلاء الممثلون الذين يتقمصون الأدوار للحديث باسم الأردنيين لا يمثلون إلا أنفسهم وأفكارهم ، وبالتالي هذا كله لا بد أن يتوقف ،وأن نخرج من هذه (المهزلة ) كما خرج معظم اشقائنا العرب، حين منعوا انتاج أي دراما أو برنامج ثقافي وإعلامي يسيء إلى دولهم , او شخصيتهم الوطنية .

نريد "دراما" وأغانٍ وأعمالا فنية وطنية لها بوصلة واضحة ، نرى من خلالها رؤوس الأردنيين مرفوعة، كما كانت دوماً، بالاعتزاز بدولتهم ، والانتماء لوطنهم ، والالتفاف حول قيادتهم ومؤسساتهم ، أبطالها وصُنّاعها يرددون بصوت لا نشاز فيه : نحن أردنيون كرماء ، سادة أعزاء، لا نسمح لأحد أن يُشوّه صورتنا المشرقة ، او يستخدمها ليكسب أموالاً وإعلانات ، أو "لايكات " اعجاب، في أسواق تجارة التفاهات.