شريط الأخبار
في خطابه الثاني خلال ايام ... الرئيس السوري : سنحاسب كل من تورط في دماء المدنيين الصفدي: اجتماع دول جوار سوريا بحث أمنها ومحاربة داعش وإعادة البناء وزير خارجية العراق: غرفة عمليات مشتركة لتخطيط العمل ضد داعش وزير خارجية لبنان: الاستقرار في سوريا مهم جدا للاستقرار في لبنان الشيباني: اجتماع دول الجوار أكد وجوب رفع العقوبات عن سوريا وزير الخارجية السوري: لن نتسامح مع فلول نظام الأسد البيان الختامي لاجتماع دول جوار سوريا: أمن سوريا واستقرارها ركيزة لأمن المنطقة وزير الزراعة: إنشاء وصيانة 153 حفيرة وسدا ترابيا الرئيس السوري يشكل لجنة للتحقيق بانتهاكات ضد المدنيين في الساحل السوري رئيس هيئة الأركان يلتقي وزير الدفاع اللبناني انعقاد اجتماع سوريا ودول الجوار في عمان الملك يقيم مأدبة إفطار لكبار المسؤولين مبابي وفينيسيوس يقودان هجوم ريال مدريد أمام فاليكانو وإبراهيم دياز على الدكة ألمانيا.. السكك الحديدية تدفع تعويضات بملايين اليوروهات بسبب تأخر بعض الرحلات وإلغائها ترامب يدافع عن القرارات الأمريكية الأخيرة بشأن أوكرانيا أتلتيكو يهدر فرصة تصدر "الليغا" بخسارة مفاجئة أمام خيتافي العراق يطلق سلسلة مشاريع عملاقة لتأمين الوقود لمحطات إنتاج الطاقة الكهربائية سيارتو: من المستحيل الحديث عن الأمن في أوروبا بمعزل عن روسيا رسميا.. صلاح أفضل هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز "رمضانيات 2025"في أسبوعها الأول .... تنوع ثقافي أردني ثري الإبداع / شاهد بالصور

بني عطا يكتب : اجتماع عمّان ووأد الفتنة في سوريا

بني عطا يكتب : اجتماع عمّان ووأد الفتنة في سوريا
اسعد بني عطا
منذ وصولها إلى السلطة ( ٢٠٢٤/١٢/٨ ) عملت الإدارة السورية الجديدة على انتزاع الشرعية الدولية، وترتيب بيتها الداخلي من خلال عقد مؤتمر الحوار الوطني ( ٢/٢٥ ) الذي شدد على : وحدة أراضي سوريا ورفض تجزئتها ، حصر السلاح بيد الدولة واعتبار اي تشكيلات مسلحة خارج المؤسسات الرسمية جماعات خارجة عن القانون وطالبت بانسحاب إسرائيل من سوريا ،وتم تشكيل لجنة لصياغة إعلان دستوري لإدارة المرحلة الانتقالية في البلاد ، وتحقق خلال الأشهر الماضية نوع من الاستقرار النسبي الذي ترتب عليه عودة ( ١،٢ ) مليون شخص إلى مناطقهم الأصلية ، بينهم (٩٠٠) ألف نازح داخليا و( ٣٠٠) ألف لاجئ حسب احصائيات الأمم المتحدة .
في ظل انشغال الإدارة بالشؤون الدستورية وعلاقاتها العربية والدولية اندلعت الايام الماضية هجمات واعمال عنف منسقة ، ومظاهرات رفعت شعارات اسقاطية شملت المناطق التالية :
*منطقة جبلة الساحلية معقل الطائفة العلوية ، حيث قتل ( ١٢٠ ) وجرح العشرات بهجمات منسقة من قبل مجموعات مسلحة ، ودفعت وزارة الدفاع بتعزيزات امنية في طرطوس واللاذقية ، ونفذت حملة أمنية للقضاء عليها ، وأشارت بعض وسائل الإعلام نقلا عن مصادر امنية إلى أن العملية نفذت من قبل ( المجلس العسكري / بقيادة غياث دلا ) الذي تلقى دعما ماليا من حزب الله ومليشيات عراقية ، وحصل على تسهيلات لوجستية من قوات ( قسد ) ، وكشفت صحف تركية عن عقد اجتماع قبل اسبوع لمسؤولين من الحرس الثوري من وصفتهم بمسؤولون من " فلول نظام السابق " في مدينة عربية ، وتم الاتفاق على :
.تقديم دعم لوجستي وتسليح عن طريق المعابر الحدودية ، وتأمين الإمدادات عبر موانئ طرطوس واللاذقية وإدخال مقاتلين من مناطق قسد .
. دعم حزب الله للعمليات عبر الحدود اللبنانية .
. اغتيال الرئيس السوري أحمد الشرع .
. زراعة أشخاص بحكومة تصريف الأعمال لتسهيل تنفيذ المخطط .
في محافظة درعا أُعلِن عن مقتل ( ٩ ) مسلحين خلال اشتباكات اندلعت بمدينة الصنمين شمال درعا بين مجموعات مسلحة وقوات الأمن ، وتم توقيف ( ٦٠ ) شخصاً على ذمة التحقيق ، وتوجهت قوات الأمن على الفور إلى المدينة لتعزيز الإجراءات الأمنية .
في السويداء شهدت ساحة الكرامة تظاهرة منددة بسياسات السلطة الجديدة بعد دعوات انتشرت على مواقع التواصل ، وحمل المتظاهرون رايات الطائفة الدرزية ولافتات تعبّر عن رفضها لسياسات السلطة الجديدة كتب على بعضها : " الحكومة المؤقتة لا تسعى إلا للتمسك بالمناصب ولا تبني دولة " ، مرددين شعار " سوريا حرة والجولاني يطلع برا "، وهتفوا تأييدا لمواقف ( شيخ الطائفة / حكمت الهجري ) ، ورفعوا صوره إلى جانب صور ( الشيخ موفق طريف الرئيس الروحي للطائفة في إسرائيل.
بالمجمل تمكنت الإدارة السورية الجديدة من الحفاظ على الاستقرار النسبي على أراضيها حتى الآن ، إلّا ان بوادر الفتنة آخذة بالاتساع ما من شأنه إرباكها واضعافها مع الأخذ بعين الاعتبار العديد من التهديدات لسوريا ، أبرزها :
لم تخفِ إسرائيل أهدافها بالاحتفاظ بمواقعها جنوب سوريا كإجراء دفاعي " وفق ما تقتضي الضرورة " ، مؤكدة بانها لن تسمح للجيش السوري الجديد بدخول الأراضي الواقعة جنوب دمشق ، وطالبت بنزع السلاح من محافظات : القنيطرة ، السويداء ودرعا ، وبأنها لن تتسامح مع أي تهديد للدروز ، وطالبت بتحويل سوريا إلى دولة فيدرالية تضمّ مناطق حكم ذاتي ، وبدأ الجيش الإسرائيلي بالعمل على إعداد خطة لجلب عمال من المنطقة العازلة السورية للعمل بالمجتمعات الدرزية في هضبة الجولان المحتل كجزء من ترسيخ وجود إسرائيل في سوريا ، وتطرقت صحيفة ( وول ستريت جورنال ) الأمريكية إلى مساعي إسرائيل لإقناع دروز سوريا برفض الحكومة الجديدة ، وقد اعدت خططا لإنفاق أكثر من مليار دولار لتحقيق هذا الهدف لأنها ترى تهديداً متزايداً بمحاولات الإسلاميين توحيد سوريا . من جانبه رد ( الزعيم الروحي الدرزي السوري / حكمت الهجري ) بأن مشروع الدروز وطني سوري بامتياز ، مؤكدا على وحدة سوريا أرضًا وشعبًا ورفضه للتقسيم ، وحذر ( الزعيم الدرزي / وليد جنبلاط ) خلال اجتماع لطائفة الموحدين الدروز في بيروت من أن إسرائيل توظف الدروز جنوداً وضباطاً لقمع الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية ، والانقضاض على جبل العرب في سوريا لاستخدام الطوائف لتفتيت المنطقة في إطار مشروع تدمير الأمن القومي العربي ، داعيا للابقاء على الهوية العربية لا السير وفق المخطط الصهيوني .
إيرانيا خرج ( المرشد الأعلى للثورة ووزير الخارجية عباس عراقجي وعُضو مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني محسن رضائي ) بتصريحات مثيرة للجدل ، اكدوا فيها على أن الغرب مخطئ بتصوره أن محور المقاومة انهار مع الإطاحة بحكم الأسد ، وأن الشعب السوري المُقاوم لن يبقى صامتا أمام الاحتلال الأجنبي ، وفي أقل من عام سيُعيدون إحياء المُقاومة بشكل مختلف ، وسيبطلون مُخطّط " أمريكا والكيان الصهيوني " ، وسبق أن وقعت اشتباكات عنيفة على الحدود اللبنانية السورية عدة مرات بين مسلحين وقوات النزام ، واتهمت الإدارة السورية حزب الله بشن هجمات على قوات الأمن ورعاية عصابات تهريب السلاح والمخدرات على الحدود .
يستضيف الأردن يوم الأحد الموافق ( ٣/٩ ) اجتماعًا لدول الجوار السوري لبحث آليات التعاون بمشاركة وزراء الخارجية والدفاع ورؤساء هيئات الأركان ومدراء أجهزة المخابرات من : الأردن ، تركيا ، سوريا ، العراق ولبنان ، وقد يكون الاجتماع حدثا مهما لبحث الملفات الأمنية والسياسية بما يضمن تفويت الفرصة على الاجندات الخارجية الرامية إلى تقسيم سوريا كجزء من مشروع أكبر لتقسيم المنطقة وإعادة رسم خرائطها ، وإضعاف الدول العربية والاسلامية الوازنة .