شريط الأخبار
حماس: نرفض أي وصاية أجنبية وحكم غزة شأن فلسطيني بحت الملك يؤكد ضرورة تكثيف جهود الاستجابة الإنسانية في غزة بعد وقف إطلاق النار "النائب إسماعيل المشاقبة" : "مبادرة الفراية طيبة لكنها ليست في مكانها وتحتاج إلى إعادة نظر" أكسيوس: ترامب يعتزم عقد قمة لزعماء بشأن غزة الأسبوع المقبل بمصر سياسيون : قرار اليونسكو بشأن القدس وأسوارها يؤكد شرعيتها الدينية وبعدها التاريخيوانتصارًا لقوة الحق السيسي يبحث مع غوتيريش تنفيذ اتفاق وقف الحرب في غزة وجهود إعادة الإعمار "الوزير الأسبق قفطان المجالي" يترأس جاهة عشيرة المجالي لعشيرة الطراونة الخرشة يكتب : وزارة الداخلية ليست الجهة التي تملك المرجعية الدينية أو الاجتماعية في مثل هذه القضية الأمم المتحدة: افتحوا جميع المعابر إلى غزة العجارمة يرد على مبادرة وزير الداخلية : كيف يطلب من السياسيين وأصحاب المناصب عدم مشاركة أقاربهم وأصدقائهم أفراحهم أو ترؤس الجاهات، فهؤلاء أبناء عشائر وعائلات أردنية إسرائيل: بدء مهلة الـ 72 ساعة لتسليم المحتجزين لدى حماس ضمن اتفاق الهدنة إسرائيل تنشر قائمة بأسماء 250 أسيرا يرتقب الإفراج عنهم ضمن اتفاق التبادل "الصحفي اليماني" لـ "وزير الداخلية" : اتركوا الناس على الأقل تفرح بفلذات اكبادها، كيفما تشاء تغييرات وتعيينات متوقعه في مواقع مهمة منها الامن العام ..قريبآ بدء مهلة الـ72 ساعة لإطلاق سراح المحتجزين لدى حماس وزير الخارجية يبحث مع نظيره البرتغالي تطورات الأوضاع في غزة الأردن يرحب بتبني المجلس التنفيذي لليونسكو قرارات بالإجماع بشأن مدينة القدس وأسوارها نتنياهو: القوات الإسرائيلية ستبقى في غزة .. والحرب لم تنته بعد مندوبًا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يشارك في تشييع جثمان الشاب فواز أبو تايه عاجل : وزير الصحة يتواصل مع والد الشاب "سند القويدر "

الرمامنه يكتب : عقول للبيع :تأثير رأسمالية المراقبة على الصحة النفسية

الرمامنه يكتب : عقول للبيع :تأثير رأسمالية المراقبة على الصحة النفسية
د.محمد عبد الحميد الرمامنه
في زمنٍ أصبحت فيه التكنولوجيا نافذتنا اليومية إلى العالم، ظهرت رأسمالية المراقبة كأخطر أنماط السيطرة الناعمة، لم تعد الشركات العملاقة تبيع المنتجات فقط، بل أصبحت تبيع السلوك البشري نفسه، بعد أن تُحلله وتُعيد تشكيله دون علم صاحبه نحن لم نعد مجرد مستخدمين لهذه المنصات، بل أصبحنا مواد خام تُستخرج منها بياناتنا ومشاعرنا ونوايانا، لنُستهلك نحن في نهاية المطاف.
هذه الرقابة لا تأتي عبر الكاميرات أو الأنظمة الأمنية التقليدية، بل عبر هواتفنا وتطبيقاتنا وخوارزميات لا نراها، الإنسان في هذا السياق يعيش ما يمكن تسميته بـ"الجلد النفسي الثاني"، حيث يشعر بأن كل حركة وكل ضغطة زر تُسجل وتُراقب وتُحلل، ما يولد قلقًا رقميًا دائمًا، خاصة لدى المراهقين والشباب تؤكد دراسة من جامعة كاليفورنيا عام 2020 أن من يقضون أكثر من أربع ساعات يوميًا على التطبيقات التي تجمع البيانات، تزداد لديهم احتمالية القلق والاكتئاب بنسبة تصل إلى 22%.
المفارقة الكبرى أن هذه الرقابة تُقدّم بواجهة من الترف والحرية، بينما هي في جوهرها قيدٌ ناعم يعيد تشكيل وعينا تدريجيًا نحن نظن أننا نختار بأنفسنا، لكن الواقع أن الخوارزميات تتوقع سلوكنا بنسبة قد تصل إلى 94% كما أظهرت أبحاث من MIT، وتدفعنا لاتخاذ قرارات تمت هندستها مسبقًا يُعاد توجيه وعينا دون أن نشعر، فنُصبح ضحايا لتغذية رقمية مغلفة بالإعجاب والمتعة.
لا يقتصر الأثر على الجانب النفسي فقط، بل يمتد إلى التكوين الاجتماعي والتربوي في المدارس، تراجعت قدرة الطلبة على التركيز وتزايدت ظاهرة المقارنات الرقمية والقلق من التقييم المجتمعي وفي البيوت، تقلص تأثير الأسرة أمام نفوذ المحتوى الرقمي، وأصبحت شخصية الأبناء تُبنى من خلال مقاطع وتوجهات لا أحد يعرف مصدرها أو هدفها في هذا السياق، تتآكل الهوية الفردية وتُصبح الذات مرهونة بما يقال عنها، لا بما تعتقده عن نفسها.
بعض الدول حاولت التصدي لهذه الهيمنة الرقمية، فأقرت أوروبا قوانين لحماية البيانات الشخصية، بينما ذهبت الصين في اتجاه أكثر صرامة، حيث تُستخدم البيانات لتحديد المكانة الاجتماعية أما في العالم العربي، فما زالت هذه القضايا تُناقش بخجل، دون استراتيجية واضحة أو وعي مجتمعي واسع.
في ظل هذا الواقع، لا مجال للانعزال عن التكنولوجيا، لكن يمكننا أن نعيد امتلاك وعينا، نحن بحاجة إلى تربية نفسية جديدة تقوم على ما يمكن تسميته "بالمواطنة النفسية الرقمية"، حيث يتعلم الإنسان كيف يحمي وعيه من التوجيه الخفي، ويعيد بناء استقلاليته الداخلية، الإنسان ليس معادلة تُحل، بل كيان يتجاوز التوقع، كائن له الحق في الغموض والتناقض والاختيار، والمقاومة تبدأ من هنا: من الحق في أن نكون أنفسنا، في عالم يُراد لنا فيه أن نكون نسخة متوقعة قابلة للبيع.