شريط الأخبار
وزير الصحة: الكهرباء انقطعت دقائق عن مستشفى الزرقاء والمولدات عملت فورًا الأردن: الاستهداف المُمنهَج للصحافيين في غزة "جريمة حرب" الأمن العام : ثلاث وفيات وخمس إصابات جرّاء حريق محل للعطور في ماركا الجنوبية الرئيس الفلسطيني: لا نريد دولة مسلحة رئيس مجلس الوزراء المصري يصل إلى المملكة لترؤُّس وفد بلاده في اجتماعات اللَّجنة العليا الأردنيَّة - المصريَّة المشتركة البداودة :لجنة النقل تحسم ملف النقل الذكي وتغلق ازمة 2016 مجزرة الفجر... تحذير طبي.. مسكن آلام شائع الاستخدام قد يسبب قصور قلب قاتل نحن والدولة العميقة.... شركة طيران مصرية جديدة تعلن تدشين خط جوي بين روسيا ومصر لأول مرة نشر بنود معاهدة السلام بين أرمينيا وأذربيجان بسبب جمهور الزمالك.. والد زيزو يطالب بحماية ابنه ويلوح برحيله عن الأهلي أكبر صندوق ثروة سيادي في العالم يوجه ضربة قوية لإسرائيل "بلومبرغ": ترامب قد يقطع إمدادات الأسلحة عن أوكرانيا إذا لم ترضخ لمقترحاته بإنهاء الأزمة أزمة كروية في مصر.. الزمالك يصعد غضبه بسبب تجاوزات إعلامي شهير سفيرة الأردن في المغرب تشارك في أشغال الدورة الـ147 للملتقى الدبلوماسي الأردن يرحب بعزم أستراليا الاعتراف بالدولة الفلسطينية الأمن العام يطلق مبادرة "سقيا رحمة" لمواجهة الأجواء الحارة والمغبرة إقامة بؤرة استيطانية في عطارة برام الله واعتقال 14 فلسطينيا بالضفة لقاءات الخير الملكيه تتواصل : الملك بحضور الحسين يجتمعان بولي العهد السعودي ... فماذا بحثوا ؟

نحن والدولة العميقة....

نحن والدولية العميقة....
نحن والدولة العميقة ...
القلعة نيوز -
في واقعنا المعاصر، نجد أن كثيرين ممّن لم يُحسنوا التعامل مع النخب والكبار، انتهت أفكارهم إلى الزوال. وخذ مثالًا على ذلك ما حدث مع الثورة في مصر، حين عجزت عن التعامل مع النخب القائمة، سلبًا أو إيجابًا. وفي المقابل، نجد أن التجربة في ماليزيا وتركيا استطاعت الصمود، لأنها نجحت في إدارة العلاقة مع النخب، وإن تفاوت حجم الرضا والقبول، إلا أن النجاحات كانت مشهودة.

قد يظن البعض أن الدولة يديرها شخص واحد، لكن الحقيقة مغايرة تمامًا. ولنعد قليلًا إلى التاريخ، إلى القصة التي أوردها البخاري عن هرقل حين جمع النخبة، وأغلق عليهم الأبواب، وناقشهم في أمر رسالة رسول الله ﷺ. قد ترغب أنت في التغيير، لكنك لن تستطيع فرضه على الجميع دفعة واحدة؛ فلا بد من تهيئة الأرضية، وتغيير النفوس لتقبّل الحق، والعمل به، ونشره، وإرساء قواعده بين الناس. وربما لهذا السبب احتاجت الدعوات دائمًا إلى بيئة حاضنة حتى تنضج، ويتكوّن حولها عدد كافٍ من الحاملين لها، القادرين على مواجهة العقبات والمصاعب، كما حدث في المرحلة المكية التي امتدت نحو ثلاثة عشر عامًا.

أريد أن أبتعد قليلًا معكم إلى المعنى الأوسع لهذا المفهوم، وإلى الدور الرئيسي الذي لعبه هؤلاء – النخب – في الدول عبر تاريخ الإنسانية. وعليه، عندما نقول إن التغيير لا بد أن يبدأ من الإنسان المجرّد قبل أن يتحقق على الأرض، فنحن نعني أن هذا الإنسان هو الذي يمنح التأثير الحضاري بعده الملموس.

وهنا تبرز العبارة الخالدة التي ألقاها المسيح عليه السلام في نفوس حوارييه: "أنتم ملح هذه الأرض". نعم، ملح، وليس من المطلوب أن يكون كثيرًا، لكن بدونه تفقد الفكرة قوتها وروحها ومعناها. هؤلاء هم الذين يتحمّلون أعباء الفكرة، ويعدّلون المزاج العام والفكر السائد، حتى تتكوّن الحاضنة التي تحفظها وتنشرها، وإلا ذهبت مع الريح.

وهذا ليس بعيدًا عن وقائع التاريخ؛ فكم من فكرة اندثرت، بل وطمست أسماء أصحابها، وما قصة أخناتون ببعيدة. ذلك الفرعون الذي أراد توحيد آلهة المصريين في إله واحد، وفرض على قومه فكرة لم تجد حاضنة في نخبهم. كيف لهم أن يقبلوها، وحياتهم ومكاسبهم ومنافعهم وتاريخهم ومستقبلهم قائم على التعدد والمعابد والمناسبات، وعلى ما يبتزون به الشعوب وقادتها ويأكلون به أموالهم بالباطل؟ فما أن مات، حتى هُدمت مدينته، وأُحرقت معابده، وأزيل ختمه الملكي من كل مظاهر الدولة، حتى مُحي ذكره من بين العامة.

وأقف هنا عند موقف الإسلام من الهندوسية والبوذية، وهو الذي حكم الهند وما جاورها لقرون طويلة. لم يفرض الإسلام اعتناق عقيدته على هذه الشعوب، وإلا لحدث ما حدث في إسبانيا وأوروبا من تطهير ديني ضد المسلمين واليهود. لكن، من المهم ملاحظة أن تأثير العلماء على النخب في تلك المناطق ظل ضعيفًا، وهو ما حال دون تبنّي الفكرة الإسلامية، ويستحق ذلك بحثًا وتحليلًا أعمق لمعرفة أسبابه.

إن أي فكرة تغييرية، كي تنجح في مجتمع ما، تحتاج إلى حاضنة قوية، أو "ركن شديد" كما يمكن تسميته، مع قدرة على التعامل مع النخب القائمة، إمّا بتغييرها أو بتحييدها أو بالابتعاد عنها. وهذا ما فعله رسول الله ﷺ حين لم يتمكّن من إقامة دولة في مكة بسبب موقف النخبة هناك، فاتجه إلى المدينة حيث وجد بيئة يمكن أن تحتضن الفكرة وتدعمها.

الخلاصة: إن المجتمع مكوّن من تيارات متباينة، ولكل تيار قوة مؤثرة. وأي فكرة جديدة، إصلاحية أو تغييرية أو تطويرية، مهما حملت من آمال ورؤى مستقبلية، لن تنجح ما لم تأخذ في الاعتبار موقف هذه النخب.

إبراهيم أبو حويله