
نضال أنور المجالي
يُعد الدكتور عساف عبد ربه سالم الشوبكي نموذجاً للشخصية العامة التي نجحت في المزج بين تأثير الإعلام ومسؤولية العمل السياسي، مقدماً مسيرة مهنية وعامة غنية بالتنوع والخبرة. فمن خلف المذياع وشاشة التلفزيون الأردني، حيث كان لسنوات طويلة جزءاً من الوعي اليومي للمواطن، انتقل الشوبكي إلى ساحة الميدان السياسي كنائب، ليُصبح صوتاً مباشراً للمطالب الشعبية تحت قبة البرلمان.
صقل الخبرة في بيت الإعلام
بدأ الشوبكي مسيرته كواحد من الأصوات المألوفة في الإعلام الأردني. وبدرجة الدكتوراة في الإعلام، لم يكن مجرد مذيع، بل كان إعلامياً أكاديمياً قادراً على تحليل المشهد السياسي وتقديمه بعمق. عمل كمذيع أخبار ومعد ومقدم برامج سياسية، وتولى مناصب إدارية هامة كمدير للبرامج السياسية والاقتصادية ومدير لدائرة الأخبار في التلفزيون الأردني. هذه السنوات الطويلة في "بيت الإعلام" أكسبته حساً عالياً بالمسؤولية الوطنية، وأدوات الخطاب القوي والمباشر، والفهم الدقيق لنبض الشارع.
الانتقال إلى الميدان السياسي
لم تكن خطوة الانتقال إلى العمل النيابي مفاجئة، فالشوبكي حوّل خبرته في رصد القضايا إلى ممارسة فعلية في صناعة القرار. فاز بعضوية مجلس النواب السابع عشر ممثلاً عن الدائرة الرابعة في العاصمة عمان، وحمل ملفات دائرته بقوة، مطالباً بتحسين الخدمات والبنية التحتية لمناطق شرق وجنوب عمان، ومعروف عنه دفاعه الشديد عن قضايا التعليم ومكافحة الفساد.
داخل البرلمان، كان الشوبكي صوتاً لا يخشى المواجهة أو النقد. عُرف عنه موقفه الثابت تجاه القضايا الوطنية والقومية، لا سيما القضية الفلسطينية، وانتقاده اللاذع لما يعتبره قصوراً في الأداء الحكومي، مؤكداً على ضرورة تحقيق العدالة والمساواة بين المواطنين.
صوت الأكاديمي والنائب المدافع يستمد عساف الشوبكي قوته من جمعه بين عدة أدوار: هو الأكاديمي الذي يمتلك التحليل العميق، والإعلامي الذي يجيد مخاطبة الجمهور وإيصال الرسالة بوضوح، والنائب المدافع الذي يحمل هموم ناخبيه تحت القبة.
إن مسيرة الشوبكي تؤكد أن العمل السياسي الفعّال يحتاج إلى شخصيات صقلتها التجربة المهنية الغنية، وقادرة على تحويل المعرفة إلى فعل، والحوار إلى قرار، ليظل صوتاً قوياً ومؤثراً يسعى للارتقاء بالعمل العام في الأردن.