تحذيرات من سلوكيات إلكترونية قد تعرّض العمليات الأمنية للخطر.
القلعة نيوز... كتب أحمد محمد السيد
تشهد مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة تداولًا واسعًا لمقاطع مصوّرة تبث بشكل مباشر أثناء تنفيذ عمليات أمنية في بعض المناطق، وهو ما أثار قلق عدد من المتابعين والخبراء في الشأن العام لما يحمله هذا السلوك من مخاطر قد لا يدركها كثيرون.
البث المباشر… فضول قد يتحول إلى تهديد
يرى مراقبون أن نشر المقاطع المصورة لحظة وقوع الأحداث الأمنية، سواء من قبل سكان المنطقة أو المارة، قد يمنح المطلوبين معلومات تساعدهم على تفادي المداهمات أو تغيير مواقعهم قبل وصول القوة، خصوصًا أن التصوير غالبًا ما يتضمن:اتجاهات الآليات الأمنية وطبيعة التحركات الميدانية مواقع انتشار والعناصر في الشوارع ولحظة وصول القوة إلى منطقة الحدث وهذه التفاصيل، التي قد تُنشر بدافع الفضول أو لجذب المتابعين، يمكن أن تُستخدم بصورة مباشرة للإضرار بسير العملية الأمنية.
انعكاسات على سلامة الميدان
تميّز العمليات الأمنية عادةً بدرجة عالية من السرية حفاظًا على سلامة المشاركين فيها. إلا أن انتشار المقاطع الفورية على المنصات الرقمية قد يؤدي إلى:
تعطيل خطط وحدات التدخل السريع وإطالة أمد والمواجهة في حال علم المطلوبون بمواقع القوة وزيادة احتمالات تعرض عناصر الأمن أو المدنيين للأذى لذلك يؤكد متابعون أن الالتزام بعدم التصوير خلال العمليات يشكل جزءًا من المسؤولية الوطنية.
أهمية نشر ثقافة الوعي الرقمي
ومع توسع استخدام الهواتف الذكية، تبرز أهمية تكثيف حملات التوعية حول مخاطر مشاركة أي مقطع قد يحمل معلومات حساسة ويقترح مهتمون بالشأن الاجتماعي أن تتعاون المؤسسات التعليمية والشبابية والإعلامية في تعزيز ثقافة:عدم تصوير الأحداث الأمنية أثناء وقوعها وإدراك أن المحتوى المنشور يصل إلى الجميع، بمن فيهم من قد يستغله بصورة سلبية وتقديم البلاغات بدلًا من التصوير، في حال لزم الأمر.
الالتزام بالصمت المؤقت… ضرورة وليس تقييدًا
ويشير مختصون في الإعلام إلى أن الامتناع عن بث لحظة الحدث لا يعني إخفاء المعلومات، بل تأجيل نشرها إلى ما بعد انتهاء العملية حفاظًا على سلامتها.
فالدولة عادةً ما تصدر بيانات رسمية توضح ما جرى، وتقدم الرواية الحقيقية بعد اكتمال الإجراءات الميدانية.
وعي المواطن… خط الدفاع الأول
ويخلص مراقبون إلى أن نجاح أي عملية أمنية لا يعتمد على الجهد الرسمي فقط، بل يتطلب تعاون الناس عبر تجنّب نشر أي محتوى قد يعرّض حياة الآخرين للخطر، مؤكدين أن حماية الوطن تبدأ من أبسط الممارسات اليومية، وفي مقدمتها الوعي بما يُنشر على وسائل التواصل.




