د. المدني: التربية للمواطنة هدفها تعزيز قيم المسؤولية والسلوك الديمقراطي والإخلاص في العمل
د. المدني: تعزيز القيم الفردية للتعامل مع الوطن بإيجابية ومسؤولية واحترام تراثه الحضاري
د. أبوحمور: حقوق المواطنة وواجباتها دعامة مهمة للجهود التنموية والمشاركة في صناعة قرارتها
القلعة نيوز -
عمّان- استضاف منتدى الفكر العربيالأكاديمي والخبير في شؤون المواطنة د. زياد المدنيفي محاضرة ألقاها تحت عنوان"التربية على المواطنة"، مساء يوم الأحد 1/12/2019، تناول فيها التطور التاريخي لمفهوم المواطنة، والحقوق السياسية والمدنية والاجتماعية، وواجبات المواطن، وركائز التربية على المواطنة وقيمها الأساسية.
أدار المحاضرةالوزير الأسبق والأمين العام لمنتدى الفكر العربي د. محمد أبوحمور، الذي أشار في كلمته التقديمية إلى أن أهم متطلبات التحول الديمقراطي هو ترسيخ الثقافة الديمقراطية، كما أكدت ذلك الأوراق النقاشية الملكية. وتعد القيم التي تقوم عليها الثقافة العربية ركيزة أساسية من ركائز المشاركة والحوار واحترام الرأي الآخر، والانخراط الفاعل في العملية الديمقراطية، فضلاً عن الشراكة في التضحيات والمكاسب، بحيث تشكل المواطنة رديفاً للمجتمع على أسس من العدالة والحقوق القانونية والسياسية المدنية وضمانات المشاركة؛ مشيراً إلى أن ترسيخ حقوق المواطنة وواجباتها دعامة مهمة للجهود التنموية والمشاركة في صناعة قرارتها وإدارتها من قبل المجتمع المحلي.
ومن جهته، بيّند. زياد المدنيأن قيم المواطنة تتمثل في المساواة والمشاركة السياسية، وأن هناك أوجهاً للمواطنة تتجسد في علاقة المواطن بالوطن، وعلاقته مع غيره من المواطنين، ومع الدولة التي توفر له الحماية. وأوضح أن حقوق المواطنة هي الحقوق السياسية مثل المشاركة في الانتخابات ترشيحاً وحرية انتساب للأحزاب السياسية، والحقوق المدنية كحرية التعبير والرأي والاجتماع، فيما الحقوق الاجتماعية والاقتصادية تشمل حق التعليم، والرعاية الصحية، وحق العمل وإدارته وكسب العيش، والعيش برفاه.
كما بيّند. المدنيالفرق بين مفهوم المواطنة ومفاهيم أخرى منها حقوق الانسان والوطنية، وكذلك أوضح معنى الوطن والمواطن، وقال: إن واجبات المواطن تنقسم إلى واجبات قانونية كدفع الضرائب، واحترام القانون، وأداء خدمة العلم، والدفاع عن الوطن، واحترام رموز الدولة، ومقاطعة العدو اقتصادياً. وواجبات أخلاقية في تحييد الانتماء القبلي والطائفي، وتجنب الإكراه بالعنف، وعدم ارتكاب أعمال خيانية ضد الدولة، والإبلاغ عن الجماعات الإرهابية.
وأشار إلى أن التربية من أجل المواطنة تقوم على التبصر وتكوين الهوية، والوعي الذاتي، والأدوار الاجتماعية والسياسية. وتهدف التربية للمواطنة إلى تعزيز قيم فردية مؤداها التعامل مع الوطن بإيجابية ومسؤولية، واحترام التراث الحضاري للوطن، وممارسة السلوك الديمقراطي وقبول التعددية، وحب العمل والإخلاص فيه للنهوض بالمجتمع ثقافياً واقتصادياً.
أما القيم الاجتماعية فتشمل مبادىء الشعور بالهوية الوطنية، والتفاعل مع الثقافات والحضارات الأخرى في جو من الحوار والموضوعية، وتعزيز ثقافة أداء الواجب قبل الحصول على الحقوق، وترسيخ قيم وعادات احترام القوانين والأعراف المحلية والدولية.
وتطرق د. المدني إلى تنمية المفاهيم المرتبطة بالتربية على المواطنة، وأبرزها المشاركة السياسية، والديمقراطية، والثقافة السياسية، وثقافة الديمقراطية، وأيضاً الهوية الوطنية، والانتماء والولاء، والوعي الوطني.
يذكر أنه قد صدر للدكتور زياد المدني في عمّان مؤخراً كتاب "المواطنة والديمقراطية"، وهو ثمرة من خبراته الطويلة ودراساته كخبير ومستشار في شؤون المواطنة، والكتاب موجه إلى طلبة المدارس والجامعات والمهتمين بموضوع المواطنة، ويمكن أن يعد دليلاً للتثقف بمفهوم المواطنة في مختلف الجوانب ويؤدي دوراً توعوياً علمياً في هذا الميدان.