شريط الأخبار
الأردن يرحب بإعلان الرئيس الأميركي رفع العقوبات عن سوريا ترامب: محمد بن سلمان رجل عظيم .. ومستقبل المنطقة يبدأ من الرياض ترامب: سأوقف العقوبات ضد سوريا الرواشدة : حفل غني بالمفردات الثقافية والفنية الوطنية للواء الشوبك مدينة الثقافة الأردنية السعودية.. محرز يعلق على لقائه بالأمير محمد بن سلمان بوتين: يجب التعامل بإنسانية مع الشركات الأجنبية التي أرغمت على الانسحاب من روسيا بريطانيا.. مطالبات برلمانية بمحاكمة عناصر "داعش" العائدين موعد مواجهة مصر ضد المغرب في نصف نهائي كأس إفريقيا للشباب والقناة الناقلة ارتفاع احتياطيات روسيا الدولية بنحو 33 مليار دولار في شهر واحد "أسوشيتد برس" نقلا عن البيت الأبيض: الرئيس ترامب يلتقي نظيره السوري الشرع غدا الأربعاء ريال مدريد يواجه مايوركا بحضور ثنائي مغربي وغياب 9 لاعبين بارزين الرواشدة يزور بلدية الجفر ويؤكد البلديات هي العناوين الرئيسية التي تسهم في تنمية الوعي الثقافي الرواشدة يزور مقر فرقة معان للفلكلور الشعبي وزير الإدارة المحلية يتفقد بلدية الموقر القضاة ووزير الصناعة العراقي يبحثان ملفات التعاون والفرص المتاحة ولي العهد السعودي وترامب يوقعان وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية رئيس الديوان الملكي يلتقي فعاليات شبابية وثقافية "الخارجية" تشارك باجتماع حول إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية القوات المسلحة الأردنية : عودة 17 طفلا إلى قطاع غزة بعد تلقيهم العلاج في مستشفيات المملكة المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على واجهتها الحدودية

بمئوية الدولة الأردنية مقاربة لدراسة اعضاء اول حكومتين.. كتب جميل القاضي

بمئوية الدولة الأردنية مقاربة لدراسة اعضاء اول حكومتين.. كتب جميل القاضي
القلعة نيوز.... جميل سامي القاضي.
سنقدم وعلى حلقات ، مقاربة لدراسة عن رئيس واعضاء اول حكومتين في تاريخ هذا الوطن الاغلى ، بحيث نلقي الضوء سريعاً على اعضاء الحكومة الاولى التي شكلت في 11 نيسان 1921 واستمرت حتى 23 حزيران 1921اي لمدة 74 يوماً فقط ، والحكومة الثانية التي تشكلت في 5/ تموز 1921 واستمرت حتى 5/ آب /1921 اي لمدة 31 يوماً اي ان الحكومتين لم تتجاوز مدة تواجدهما في السلطة 105 يوم فقط . واليوم نقوم بقياس للحكومات خلال ال 100 يوم الاولى فهل نستطيع تقيم عمل الحكومتين اللتين تمثلنا مخزون كبير للدولة الاردنية وسر هاتين الحكومتين تتمثل في رئيسهما الشهيد رشيد طليع واعضاء الحكومتين الذين يمثلون بدون ادنى شك تاريخ منطقة بلاد الشام بمقاطعاته الاربع ( الاردن وفلسطين وسوريا ولبنان ) الى جانب الحجاز ، حيث تشكلت من ابناء هذه المقاطعات . فالحكومة الاولى شارك فيها ( الامير شاكر بن زيد ،احمد مريود المهداوي ،امين التميمي ، مظهر رسلان ، علي خلقي الشرايري ، حسن الحكيم ، محمد خضر الشنقيطي ) والحكومة الثانية (الأمير شاكر بن زيد ، مظهر رسلان ، رشدي الصفدي ، احمد مريود ، غالب الشعلان ، محمد الشنقيطي ) اي تكونت الحكومتين من 9 اعضاء حيث تكرر اسماء الاعضاء في الحكومتين . كتب كثيرا عن رشيد طليع رئيس اول حكومة في التاريخ الاردني المعاصر، واعتقد انه من الضرورة بمكان معرفة اعضاء الحكومتين التي شكلهما ، ومعرفة ادوارهم واصولهم واعمالهم وتاريخهم ، وسوف نلحظ في البداية توجهاتهم القومية حيث كانوا من فرسان تلك المرحلة التي امتازت بالمد القومي العربي وبروز القومية العربية كعنوان لازم حركة النهوض التي تبلورت في الثورة العربية الكبرى ، ومن بعد ذلك جاءت مواقفهم متطابقة مع الظروف التي عمت المنطقة بعد ان نكث الحلفاء بوعودهم للعرب ليكونوا فرسان المرحلة الجديدة والتي تمثلت في الحركات الوطنية في بلاد الشام والثورات العربية التي رافقت تلك المرحلة ثم اسهاماتهم في اقامة الانظمة الوطنية في سوريا والاردن والعراق ومشاركتهم في الثورة الفلسطينية والسورية . الى جانب تصفح مسيرتهم التاريخية فهم من مواليد القرن التاسع عشر ، بل هم ابناء جيل واحد وكلهم مواليد الفترة 1868-1886 ، الى جانب انهم جميعاً قد جمعهم التعلم المبكر وتوجههم للدراسة في دمشق ومن ثم اسطنبول ، الى جانب مسيرة حياتهم العملية فقد عملوا في الحكومة العثمانية كموظفين حكوميين في سلك العسكرية والادارة والاقتصاد . كما انهم تشاركوا في الانضمام الى الجمعيات السرية والمنتديات التي كانت تمثل بارقة الامل لخلاص العرب من حزب الاتحاد والترقي والعمل على تحرير واستقلال ووحدة العرب ، فكان من الطبيعي ان يكونوا من رواد الحركة التحريرية العربية التي تمثلت في مشاركتهم في الثورة العربية الكبرى، وارتباطهم بالهاشمين الذين قادوا بكل شجاعة واقتدار حركة التحرر والاستقلال العربي ، واستمروا بالعمل القومي والوطني وساهموا في تأسيس اول حكم عربي كنتاج زاهي من نتائج الثورة العربية الكبرى وهو الدولة الفيصلية في دمشق ، فكانوا من رجالات هذه الدولة العربية الفتية ، وشاركوا في الدفاع عنه هذه الدولة في ميسلون الشرف والكبرياء وبعدها انتقلوا للعمل الوطني والاستقلالي كلا حسب مكان ميلاده في مقاطعات بلاد الشام فكانوا من اوائل من عمل مع الدولة الاردنية في امارة الشرق العربي ، فشاركوا في اول حكومتين ، وبعد ذلك نرى ان الاغلبية منهم بعد الخروج من العمل مع الحكومة الاردنية اتجهوا للعمل باتجاهين ، مجموعة عادت للجهاد والمقاومة والكفاح ضد كل المستعمرين والغزاة في سوريا ولبنان وفلسطين ، فقضى منهم من قضى شهيداً او جريحاً اومنفياً ومجموعة اخرى اكملت المسيرة في العمل الوطني في سوريا والاردن ومنهم من اصبح رئيساُ للحكومة في الاردن مثل مظهر رسلان ومنهم من كان رئيساً للحكومة السورية مثل حسن الحكيم . وكانت استقالة الحكومتين بدفع وتحريض من سلطتي الانتداب البريطاني والفرنسي، فالانتداب البريطاني لم يرضى عن رئيس الحكومة الشهيد رشيد طليع ولا عن أعضاء حكومتيه الذين يمثلون حزب الاستقلال العربي، ويطلعون إلى استقلال وحرية ووحدة العرب، وكذلك الانتداب الفرنسي الذي يرى ما يراه الإنجليز، ويرون أن الحكومتين تتدخلان في الوضع القائم في سوريا ويدعمان الثوار السوريين. وكما ذكرت في البداية حول تقاربهم في الاعمار فأكبرهم سناً هو الشيخ الشنقيطي مواليد 1868 واصغرهم مظهر رسلان واحمد مريود عام 1886 واكان اقصرهم عمراً احمد مريود 40 عاما ، واطولهم عمراً علي خلقي الشرايري 82 عاما . والمحزن ان معدل اعمار هؤلاء النخبة الطيبة لم تتجاوز 47 عاماً . وختاما، فإن أول حكومتين للأردن كانتا بارقة امل كبرى لإكمال مسيرة التحرر والاستقلال العربي، اثنان من الأعضاء استشهدوا وهم رشيد طليع وأحمد مريود، وأحدهم مات منفيا في أفريقيا، وتعرض أغلبهم لحم بالإعدام أو بالسجن من الحكومة العثمانية أو الفرنسية أو البريطانية، والاهم اننا نحن لم نحفظ عنهم الا القليل. يتبع في الاسبوع القادم ...