شريط الأخبار
مصدر رسمي : العملية الأمنية في الرمثا مستمرة حتى اللحظة ترامب: نقترب من التوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا تحديث : إصابة 4 أشخاص في مداهمة أمنية بمدينة الرمثا ولي العهد عبر انستقرام: شكرًا للنشامى عاجل : المومني : الأجهزة الأمنية تنفذ مداهمة أمنية لخارجين عن القانون في لواء الرمثا مندوبا عن الملك، ولي العهد يرعى احتفال الاتحاد الأردني لكرة القدم باليوبيل الماسي لتأسيسه غوتيريش: إقامة الدولة للفلسطينيين حق أصيل وزير الخارجية يجري مباحثات موسّعة مع نظيره الألماني شهيد ومصابان من قوات الأمن السورية باعتداء إرهابي في ريف السويداء وكالة أممية: إعادة إعمار غزة يكلف أكثر من 70 مليار دولار حسّان يترأس اجتماع مجلس أمناء جائزة "الحسين للعمل التطوعي" الرواشدة : فخور بوجودي مع كادر وزارة الثقافة في لقاء يفيض شغفًا بالإبداع والفنون الوسطاء يجتمعون في القاهرة لبحث المرحلة الثانية من اتفاق غزة الملكة: بين أبنائي وبناتي في الجامعة الأردنية رئيس الأعيان يُجري مباحثات مع نظيره الياباني في طوكيو الملكة رانيا تزور الجامعة الأردنية وتطلع على مشروع رقمنة التعليم وزير الثقافة وسفير جمهورية جورجيا يبحثان تعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين الملك وولي العهد السعودي يبحثان هاتفيا التطورات الإقليمية والعلاقات الثنائية قروض بمليار دولار.. تعاون جديد بين فيفا والسعودية فائض الميزان التجاري السعودي ينمو بأسرع وتيرة في 3 أعوام

حسن الزبن يكتب : مكاشفة الحكومة للشعب بالحقائق.. هي الحل

حسن الزبن  يكتب : مكاشفة  الحكومة للشعب  بالحقائق.. هي الحل


"في اتفاقية " الماء والطاقة " وغيرها من اتفاقيات .. افضل الحلول دائما المكاشفة وعدم التقوقع أو دفن الرأس بالرمل، وبيان ما تتجه نحوه الحكومة في هذا الموضوع أو غيره




القلعة نيوز - بقلم : حسن محمد الزبن


ما الذي يجري عرضين وطول، بين عشية وضحاها، نباغت أننا نفتقر الماء، وفي لجة فهم مستعصي تحيطه كآبة، نسمع من هناك فحوى قصة المياه، والمكاشفة هنا مغيبة، وعلى خجل أخيرًا يتم التصريح الماء مقابل الكهرباء، والعقل في ذهول، وهو يرى خلف الستار ما وراؤه، والعذر للوطن – " والشاهد الله اليوم صرت ضحية"- (إقتباس من أغنية وطنية).


من يريد إماطة اللثام عن المعالي والذُرى ويُسقطها خجلى، وقد عاشت فينا منذ كنا في طابور المدرسة كل صباح ننشد، ونعليها حناجرنا والعَلم يخفق .. خافق بالمعالي والمنى، ونحن نحتضن الذكريات وقد عاشت فينا حتى قاربنا وقاربها غير جيل وجيل زاحف لدرب الكهولة.


من يمكن له أن يتسلل إلى عقولنا ويحاول أن يعبث في الذاكرة، في ذاكرة كل أردني، ويحاول أن يمحو منها صورة نجيع الشهداء الأحرار الذي تيبس على الثرى الطهور، ويتمادى أبعد من ذلك ونحن من أزل الإرث وديعتنا عقيدة ودروب مرّة،

موروثنا عهد الأرض والدين، ونلبي }وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ{، ولمصلحة من تهشيم وتلويث هذا الحمى العتيد ونحن الكبار كابر عن كابر، ومنا فرسان مؤتة واليرموك، ومنا من قضى على باب الواد وأسوار القدس والسموع، ولنا في كل سجل سجال، ونحن الثوار والطلع والنوار،


ونحن الأردن أمة، الرافضون للذل والهوان، الرافضون للرقص على الحبلين، فكيف للأكف التي إحتضنت وهي مخضبة بدم الشهداء الزكي الذي يفوح منه المسك، أن تمد أكفها للباغي المستبد، الغاصب الخبيث، ولمن لا يعرف فليعلم أن الأردنيين مشمئزة أنوفهم من رائحة الكيان النتنة العفنة، فكيف نستصيغ كأمة أردنية أن نشرب ماءه العكر بأنفاسه ولوثة يديه، وكيف لنا أن نقبل الودّ والحب من تل أبيب، وهي تسرق مياهما منذ احتلالها الغاشم لفلسطين، ولم تلتزم ولم تؤدي حقوقنا على الوجه الذي جاء في وادي عربة،


وكيف سيقنع الأردنيون وهم يعيشون على أمجادهم ومفاخرهم وذودهم عن الحمى الذي فيه مدافن الشهداء والأتقياء والأنبياء والأخيار، كيف لا.. ونحن عمان التي أرخت جدائلها على الكتفين، ونحن الرواد والطلائع لنصرة القدس والأقصى وحماتها وسدنتها على أرض فلسطين وأهلها منا أقرب مما بين الرمش والعين، ونحن إذا عزّ الرجال كنا الرجال، ونحن إذا كان الإرتواء نعمة فإن العطش غنيمة، والتاريخ يكتب لنا عزة وشموخ عفتنا عن مورد الماء من خسيس جبان.


والصهاينة عهدنا بهم لا يقيدهم الإتفاقيات ولا حتى العهود، وهم لن يتقدموا خطوة واحدة باتجاهنا عن حسن نية إلا ويبيتون أمرا، فقد وقعنا اتفاقية وادي عربة، ووقع قبلنا المصريون في كامب ديفيد، ودخلت دول معهم بإتفاقيات وتم تعزيزها على أرض الواقع بوتيرة سريعة، لكن هل نضمن ويضمن هؤلاء إلتزام اليهود نحو كل من مدّ يده إليهم، وهل العرب قادرين على حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وهو الحال القائم ويزداد تأزما كلما تقدمنا إلى الأمام، وحتى علاقتنا مع نقاط الضغط الدولي المعروفة والتي ترعى مصالح إسرائيل في المنطقة لم تجدي نفعا على أرض الواقع، كل هذه العلاقات من كل حدب وصوب لم تلق إلا العناد والتمترس الصهيوني لمصالحه.


أما موضوع الكهرباء مقابل الماء، فهو أمر لم يتم فيه المكاشفة من قبل إعلامنا الرسمي، وهذا ما كنت قد كتبته في سياق آخر بضرورة أن يستبق إعلامنا الرسمي كل القنوات والمحطات والصحف ونتحدث بشفافية عن كل ما يخص بيتنا الداخلي دون وجل أو خجل، فالمواطن الأردني يستقي معلوماته من عالم صار بين يديه، ولا يخفى عليه لا شاردة ولا واردة، وأصبح لدينا كغيرنا من شعوب العالم ما يعرف بصحافة المواطن، أو الصحافة الجماهيرية، وأصبح يتشكل الرأي العام على هذه المعطيات، وأصبح هذا التسابق في الحصول على المعلومة أو رفدها يربك الرأي السياسي في معظم الأحيان.


حتى وإن كان التصريح أن الاتفاق أولي أو تمهيدي؛ فلن يقدم شيئا في ظل تكون فكرة عامة عنه من إعلام الدولة الصهيونية أولا، وإعلام خارجي عربي ودولي ثانياً، فهناك إعلام موجه ومبرمج له مصلحة في تفتيت قوة جبهتنا الداخلية، وله مصلحة في هدم مكتسباتنا الوطنية، وله أهداف معلنة وغير معلنة، و


هنا في عمان مهما حاولنا التخفيف من حدة الموقف الشعبي، فللحكومات المتتالية سوابق أقربها إتفاقية الغاز، لن ندخل في تفاصيل يعرفها الرأي الجماهيري وصحافته المطلقة بلا قيود، ولا تعرف الحدود، وإذا كان هناك من يرى مصلحة في هذا الإتفاق أعني الكهرباء مقابل الماء، ويراه نوع من النديّة في التعامل، فإن هناك أغلبية صامتة ترفض الأمر جملة وتفصيلا من حيث المبدأ الذي يتبناه ويسبقه الإيمان لقول الله تعالى }لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً{ .


إذا فأفضل الحلول دائما المكاشفة وعدم التقوقع أو دفن الرأس بالرمل، وبيان ما تتجه نحوه الحكومة في هذا الموضوع أو غيره، لئلا نجر البلاد والعباد لليأس والإحتقان، والدهشة والإستغراب، ويجب أن لا يُغيب الرأي العام الأردني في رسم سياسات الدولة في قادم الأيام.